من أجمل القصص التي أقرؤها دائماً عن نجاحات قادة وصلوا إلى أعلى المناصب وكانت لهم بدايات بسيطة جداً وتحديات مع الواقع، كانت قصص علي النعيمي من أجمل القصص التي قرأتها عندما بدأ من راعي غنم إلى رئيس أكبر شركة نفط في العالم، قرأت العديد من تجاربه وقصصه في كتابه (من البادية إلى عالم النفط) كانت تجاربه صعبة جداً في البدايات، ذكر في كتابه أنه تم طرده من أول وظيفة في أرامكو بعد صدور لوائح آنذاك عن عدم توظيف من هو دون سنة الثامنة عشرة، وبعدها عمل كمقاول في عدة شركات ولكن تم طرده من أربع وظائف خلال أربعة أشهر، عاد به الأمل ليلتحق بأرامكو مجدداً بعد أن بلغ السن القانوني ليعمل بأرامكو فكان ذكاؤه وفطنته سبباً بعد الله في عودته لأرامكو أيضاً نظرة الإدارة له فيما سيقدمه كموظف. غالباً ما نسمع عن أن الفشل هو الخطوة الأولى للنجاح سواء في العمل أو تأسيس مشروع، فهو أهم مرحلة للتعلم من الأخطاء واكتشاف الخبرة، انهزام بعض الأفراد حين سقوطهم في الفشل يولد لديهم الخوف من الإبداع والتميز والهروب من التحدي والإنجاز. ليس كل قائد ناجح كانت بدايته الفشل ولكن لتحقيق الوصول للقمة كقائد ناجح يحتاج لمهارات قيادية وهذا ما نراه في واقعنا اليوم من ظهور قادة سعوديين لتحقيق رؤية 2030، فقد كان لمؤسسة الأمير محمد بن سلمان «مسك» دور كبير في تطوير مهارات الشباب والفتيات من خلال برامج لمضاعفة الإنتاج وتسريع المسيرة المهنية للوصول إلى كفاءات قيادية ناجحة ومناصب إدارية في تحقيق الرؤية. من ضمن قصص النجاح التي أعرفها شخصياً كانت لأحد الزملاء يعمل حارس أمن بجامعة سعودية وفي نفس الوقت كان يدرس الفترة المسائية بجامعة أخرى، أكمل درجة البكالوريوس وبعدها درجة الماجستير والدكتوراه، بعد غياب فترة من الزمن لطلب العلم عاد للعمل في الجامعة التي عمل بها رجل أمن ليكون محاضراً أكاديمياً مع العلم أن الإمكانيات وقتها ليست كما نراها اليوم كبرامج تطوير ولكن من جد وجد، فقد أثبت للجميع أنه لا مستحيل في الحياة لتحقيق أي نجاح أو إنجاز. كل واحد منا مر بتجربة مع قيادات مختلفة الأنماط والأسلوب، فالقائد الناجح ليس بالقوة والسيطرة ولكن بتوجيه الموظفين في أي منظمة للاتجاه السليم وتقدير منجزاتهم لتحقيق الأهداف كفريق عمل واحد بعيداً عن القيادة التي تزعم أنها تعرف كل شيء ورأيها هو الصواب دون التشاور مع الآخرين في اتخاذ القرار.