في عصرنا الرقمي الحالي، حيث يمكن لتغريدة واحدة أن تتسبب بعاصفة علاقات عامة، تبحث المنظمات باستمرار عن استراتيجيات مبتكرة لإدارة صورتها العامة بشكل أكثر كفاءة لا سيما مع انتشار منصات التواصل الرقمي، وهنا يأتي دور الذكاء الاصطناعي. دور الذكاء الاصطناعي ليس مساعدة المنظمات على إدارة الأزمات بفعالية أكبر فقط، ولكنه يمكن أن يساعد أيضًا في التنبؤ بمخاطر العلاقات العامة المحتملة، مما يتيح للمنظمات تحويل هذه المخاطر إلى فرص عالية أو على أقل تقدير الحد من آثار الأزمات. تشير الأبحاث إلى أن حوالي 72 % من أزمات العلاقات العامة تحظى بانتشار عالي النطاق خلال الساعة الأولى من الأزمة، ومع تعزيز تقنيات الذكاء الاصطناعي، يمكن للمنظمات الاستجابة لهذه القضايا بسرعة أكبر بنسبة 65 % مقارنة بالأساليب التقليدية، حيث تتراوح نسبة الدقة لأدوات تحليل الرأي التقليدية حوالي 65 %، بينما دقة تقنيات الذكاء الاصطناعي تصل إلى 92 %، مما يضمن لفرق العلاقات العامة قياس الرأي العام بدقة أكبر. وفي المقابل أظهرت الأنظمة المتقدمة للذكاء الاصطناعي دقة تصل إلى 80 % في التنبؤ بأزمات العلاقات العامة المحتملة عن طريق تحليل الأنماط في البيانات التاريخية والحوارات المباشرة على الإنترنت وهنا تكمن أهمية النهج الاستباقي في إدارة الأزمات، وأهمية توظيف تقنيات الذكاء الاصطناعي في إدارة الأزمات. تضررت سمعة الخطوط الجوية البريطانية بعد اختراق أنظمتها في العام 2017، نجم عنها تسريب بيانات نصف مليون عميل. وبجانب التعويض المالي والمساعدة التي قدمتها الشركة للعملاء المتضررين، عملت الشركة من خلال أنظمة الذكاء الاصطناعي على تحديد الشرائح المتضررة من عملية الاختراق وعملت على إعداد محتوى موجه للتخفيف من آثار الأزمة والمحافظة على سمعتها وكذلك توجيه جهود فريق التواصل الداخلي في المنظمة بشكل أكثر دقة حيال الأزمة. الخلاصة: تعد أنظمة الذكاء الاصطناعي طوق نجاة لحماية سمعة المنظمات وتعزيز حضورها، وتعد من أهم الأصول التي يجب تضمينها في أقسام العلاقات العامة والإعلام لتعزيز قدرات المنظمة التنبئية بالأزمات والحد من آثارها قبل حدوثها مما يحقق للمنظمات قدرة أكبر على حماية علامتها التجارية وتحقيق مستهدفاتها.