أصبح ذكاء الأعمال والتحليلات جزءًا أساسيًا من الثورة الصناعية الرابعة حيث تستثمر الشركات بسرعة وبشكل استراتيجي في البيانات لاكتساب رؤى حول العمليات التجارية والعملاء والأسواق وحتى الابتكارات والمستقبل والمنافسين، ومن خلال تسخير قوة تحليلات البيانات وذكاء الأعمال، يمكن للشركات اتخاذ قرارات أفضل برؤى أكثر دقة تعتمد على البيانات أو ما يسمى ببصمة أو عوادم البيانات التي يتم توليدها بشكل ضخم ومستمر. يزيد الربحية ويخفض التكاليف ويحدد الاتجاهات تمكّن تحليلات الأعمال الشركات من تحديد الاتجاهات والأنماط في بياناتها التي يمكن استخدامها للتوظيف والتنبؤ وتحسين الموارد وتقدير احتياجات العملاء والتنبؤ بالفرص والمخاطر وما إلى ذلك. وهذا يساعدهم على اتخاذ قرارات مستنيرة بشأن استراتيجيات أعمالهم حيث تنتشر تطبيقات الذكاء الاصطناعي لمهام مثل النمذجة التنبؤية أو محركات التوصية التي تساعد الشركات على تعظيم كفاءتها وزيادة ربحيتها وتخفيض تكاليفها. كما تستفيد الشركات أيضًا من هذه التقنيات المؤتمتة من خلال الاستثمار بشكل استراتيجيّ في جمع البيانات وتخزينها وتحليلها مما يساعدها على توظيف المواهب المناسبة لوحداتها بكفاءة. ولا يساعد جمع البيانات في تطوير النماذج التنبؤية فحسب، بل يوفر أيضًا فرصة لزيادة الإيرادات من خلال تخصيص المحتوى أو الخدمات بناءً على المعلومات التي تم جمعها من العملاء. ومن أبرز الأمثلة شركات كبرى ورائدة تستخدم تحليلات البيانات بشكل مكثف ومُستدام لوظائف الأعمال المختلفة مثل التوظيف والتسويق والمبيعات والعمليات وخدمة العملاء وتخطيط الإنتاج وغيرها. وتستخدم الشركات بشكل متزايد تطبيقات الذكاء الاصطناعي لاتخاذ القرارات بسرعة ودقة ولتطوير حملات تسويقية مستهدفة أو تحسين عمليات سلسلة التوريد أو تحديد فرص جديدة للنمو، باختصار في كل وحدة أو عملية أو إجراء أو حركة، هناك بيانات وتحليلات لصناعة القيمة. وفي عصر التحول الرقمي تلعب تحليلات البيانات وذكاء الأعمال دورًا مهمًا في نجاح أي عمل تجاري. وتحتاج الشركات إلى الاستثمار في تحليلات البيانات وأدوات ذكاء الأعمال لاتخاذ قرارات أفضل وتحسين الكفاءة واكتساب رؤى حول سلوك العملاء. ومكنت الثورة الصناعية الرابعة الشركات من الاستفادة من تطبيقات الذكاء الاصطناعي لتحليل كميات هائلة من البيانات. ما يساعدهم في تحديد الأنماط وكشف الارتباطات التي يمكن استخدامها في اتخاذ القرارات الاستراتيجية. وتلعب تحليلات البيانات أيضًا دورًا رئيسيًا في عملية التوظيف. وعلى سبيل المثال تستخدم الشركات التحليلات التنبؤية لتقييم مهارات المتقدمين وتقييم الأداء الوظيفي، تحليل السير الذاتية وتحسين عملية الاختيار، وتوقع الاتجاهات المستقبلية في الصناعة ويساعد الاستثمار في البيانات الشركات على التفوق على منافسيها من خلال تحليل ملاحظات العملاء واتجاهات السوق ومقاييس أداء المنتج وما إلى ذلك، مما يؤدي إلى خدمة عملاء أفضل وعروض منتجات محسنة. كما أنه يجب على الشركات تعديل استراتيجيات التوظيف الخاصة بها أيضًا - لم يعد يكفي توظيف الأشخاص ذوي المهارات أو المؤهلات التقليدية - بل يجب على القائد أن يستقطب أفرادًا يمتلكون فهمًا لتحليلات الأعمال ويستخدمون الأدوات الرقمية المتقدمة ولديهم مهارات متقدمة وشجاعة على الابتكار لحل المشكلات وخلق الفرص إذا أرادوا أن يظلوا قادرين على المنافسة. * أستاذ مشارك في قسم الأساليب الكمية في كلية إدارة الأعمال - جامعة الملك فيصل د. ملفي الرشيدي *