عند ولادة البنت أول التهاني التي تزف إلى أبويها «مبروك العروسة» وتكبر البنت وتترعرع وجرس العروسة يرن في أذنيها حتى تظن أن اسمها العروس، وعندما تبلغ الإدراك تدرك، أن وجودها في منزل أهلها ما هو إلا وجوداً وقتياً وأن مستقبلها في بيت الزوجية الذي ينتظرها وتستقر فيه مع الرجل الذي لطالما تحلم به كل فتاة تنشد الحياة المستقرة، وإنجاب الأطفال، والعيش مع زوج يشعرها بحريتها واستقلاليتها فهناك كانت تقول: بيت أبي وأما هنا، فتقول: بيتي، فالمرأة لا تجد حريتها إلا في بيت زوجها الذي تتصرف به تصرف المالك في ملكه لا تسأل عما تفعل إذا تصرفت تصرف المرأة العاقلة المدركة التي تتصرف بعقلانية مراعية الأمانة، فكما أنها أمانة في عنق زوجها كذلك ماله أمانة في عنقها، وهنا يتم التوافق وتستمر الحياة دون نكد وتنغيص ومشاحنات في أمور تنتفي فيها كل الإشكالات عند المكاشفة والمصارحة التي لا يبوح بها كل من الزوجين لسواهما، ولا تخرج من غرفة نومهما، وكما قال تعالى: (يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها) «النساء».