وصل صيد الجولة الأولى من الربيان الذي تم صيده بواسطة المراكب الكبيرة "اللنجات" إلى جزيرة الأسماك في محافظة القطيف منخفضا بنحو 70 % عن نفس الفترة من العام الماضي، ما أدى إلى ارتفاع الأسعار في الربيان الوسط ليبلغ نحو ال1000 ريال للصندوق المعروف ب"البانة" التي تزن 32 كيلو غرام. ولم يتوفر في السوق الربيان الكبير أو الجامبو حتى الآن. وكشف باعة في السوق ل"الرياض" التي تجولت في جزيرة الأسماك أن معظم الصيد يأتي حاليا من الطرادات التي تصطاد في المناطق القريبة، بيد أن اللنجات تصطاد في مناطق محددة للصيد وهي داخل البحر بمناطق عدة مثل منيفة، ويأخذ اللنج نحو 4 أيام من العمل المتواصل حتى يعود لجزيرة الأسماك محملا بصيده ليخضع لدورة اقتصادية تبدأ بإحصاء الكميات ثم الحراج ثم سوق التجزئة وصولا إلى المستهلك المباشر. وتقدر الكميات الحالية التي تصل لجزيرة الأسماك بنحو 9600 كيلو غرام يوميا، ما يعد محركا اقتصاديا مهما لمجال بيع الأسماك، إذ يقدر الدخل اليومي وفق الأسعار الحالية الواردة للسوق بما يزيد على ال9 ملايين و120 ألف ريال، وتأتي أسعار الربيان منسجمة مع قاعدة العرض والطلب، إذ أن قلة المعروض من الربيان ساهم في ارتفاع سعر "الربيان الوسط القوي"، بيد أن التوقعات تشير بقوة لانخفاض الأسعار لتهبط بمعدل 300 ريال في البانة الواحدة، معللين ذلك ب"عودة اللنجات" في جولتها الثانية، إذ قد تكون محملة بالصيد الوفير، ما يعمل توازنا بين العرض والطلب في السوق، وقال حبيب آل خريدة أحد تجار المفارش في سوق الجملة: "لم تكن الجولة الأولى الخاصة باللنجات من الربيان ذات صيد وفير بل قليل"، مشيرا إلى أن اللنج تصل حمولته إلى 10 صناديق، فيما تصل حمولة الطراد إلى 4 صناديق، مشيرا إلى أن اللنج يصطاد في مناطق بعيدة مثل منيفة ويستغرق 4 أيام في الصيد، بعكس الطرد الذي يصيد في مناطق قريبة، نافيا أن يكون هناك تأثير مباشر من الطقس الحار على صيد الربيان، ف"فهو عامل موسمي طبيعي". وقال: "بدأت الجولة الأولى من 1 /8/ 2023، لمدة خمسة أيام، وبدأ الجولة الثانية وهم حاليا في البحر، والجميع مستبشر خيرا"، مضيفا "يوجد إقبال شديد على الربيان بسبب رغبة الناس في أكل الربيان والأسعار تخضع للعرض والطلب، فمثلا قبل أيام عدة كان سمك الكنعد متوفرا كثيرا فكان سعره منخفض أما اليوم فهو قليل وسعره مرتفع، الأمر نفسه ينطبق على الربيان كسلعة". وعن حجم النظافة في جزيرة الأسماك قال: "حاليا في سوق الجملة المفارش كل شيء نظيف والوضع إجمالا في جزيرة الأسماك رائع وأفضل من الوضع السابق وحتى المستهلك يدرك حجم التغيير الحاصل بين السوق القديم والجديد". إلى ذلك تُعد جزيرة الأسماك أحد المعالم الاقتصادية والسياحية، وهي أكبر الأسواق المطلة على الخليج العربي، وقال م. صالح القرني رئيس بلدية محافظة القطيف: "إن جزيرة الأسماك تمثل مقصدا للتجار والمتعاملين بالأسماك، والزوار والسياح من مختلف مناطق دول الخليج، وتمتاز بموقع جغرافي مميز، وتوفر معروضا متنوعا بشكل يومي، كما توفر بيئة استثمارية رائدة وفرص عمل". يشار إلى أن جزيرة الأسماك تقع على مساحة 120 الف متر مربع، ومساحة سوق الجملة تبلغ 7 آلاف متر مربع، ومساحة سوق التجزئة تبلغ 5 آلاف متر مربع وفيها 84 محلا لبيع الأسماك. توقعات بانخفاض الأسعار قريباً ب»عودة اللنجات» في جولتها الثانية