وصلت أولى دفعات الربيان بعد انطلاق الموسم مع بداية ساعات اليوم الجديد فجرا (12:00)، وانطلقت قوارب الصيد الصغيرة (الطرادات) التي عادت صباحا محلمة بالربيان، فيما تعود القوارب الكبيرة (اللنجات) بعد أيام عدة، إذ يسمح لها بالابحار ل7 أيام تبدأ من وقت انطلاق اللنج. ووصلت طلائع كميات الربيان إلى سوق السمك المركزي في جزيرة الأسماك بمحافظة القطيف الذي يعد أكبر أسواق الشرق الأوسط تداولا لكميات السمك والربيان، كما وصل سوق السمك في جزيرة تاروت كميات وصفت ب"القليلة" للسوق، وبلغ سعر ثلاجة البانة (32 كيلو) للربيان المتوسط القوي في جزيرة الأسماك صباحا اليوم 1030 ريالا، فيما بلغ سعر الربيان المتوسط 640 ريالا، وتراوحت اسعار الربيان للبانة في سوق تاروت بين 800 -1000 ريال للبانة الواحدة. وشدد أصحاب مفارش على أنه من المبكر الحكم على الأسعار في اليوم الأول أو الايام التي تليه، مؤكدين أن الحكم على الأسعار من ناحية الكميات المتداولة يتضح خلال الموسم أو بعد أسبوع من العمل، ما يجعل المنخرطين في عمليات البيع والشراء قادرين على التوقع بالنسبة للأسعار السوقية. وأشار صيادون إلى أن أول ساعات الصيد شهدت وجود القمر، ما يعني انخفاض في معدلات الصيد ضمن الظواهر الطبيعية التي يعرفها الصيادون، إذ أن بعض الصيادين لم ينزل بقواربه نتيجة لوجود القمر الذي يؤثر في شكل أساس في عملية الصيد من ناحية انخفاض الصيعد، مؤكدين أنه أحد العوامل التي أدت لارتفاع السعر كون أن الكميات التي تم صيدها تعد قليلة، إذ أن الطراد الواحد يصيد ما بين 2 إلى 3 بانات ثم يعود للسوق لبيعها في سوق الجملة في الحراج، فيما شدد أصحاب اللنجات على أن مدة الصيد تتراوح بين 2 إلى 7 ايام وعادة ما تعود اللنجات خلال 48 ساعة في بداية الموسم محلمة بما بالربيان، مشيرين إلى أن اللنج قد يعود محملا بنحو 40 بانة بوزن 32 كيلو لكل ثلاجة. وكشفت جولة نفذتها "الرياض" في جزيرة الاسماك عن حجم الاستعدادات المصاحبة لاستقبال كميات ضخمة من الربيان، إذ يتم تعقيم وتنظيف السوق في شكل مستمر، ما يضمن عدم تلوث الربيان المعروض للبيع في سوق التجزئة، الأمر الذي تخطى المعوقات السابقة في السوق القديم في القطيف الذي كان مليئا بالمياه المتجمعة وعدم التصريف الخاص للمياه وعدم التنظيم ووجود روائح كريهة مصاحبة للربيان والسمك، بيد أن كل تلك المشاكل لم تعد موجودة حاليا بفضل مشروع جزيرة الاسماك الذي يعد الأكبر من نوعه في المملكة. وقال المشرف جزيرة الاسماك عبدالاله العنزي ل"الرياض": "إن موسم الربيان يعد من أهم المواسم اقتصاديا للباعة، ويحظى الربيان بإقبال من قبل المستهلكين، وقامت إدارة جزيرة الاسماك المشغلة للسوق بتهيئة السوق، وحاليا هو على اتم الاستعداد، وتوجد خطة لتسهيل الحركة التي تنقل الربيان في الموسم من السوق لمناطق البيع خارجة أو لاستقبال شحنات الربيان، وتم رش المبيدات والمعقمات وصلنا بها إلى نسبة 100% ووفق أدق المعايير الخاصة بالنظافة المعتمدة" وذلك بالتنسيق مع البلدية، مشيرا إلى أن الاستعدادات تتناسب والكميات الضخمة المتوقع وصولها من الربيان، مؤكدا أن السوق يعالج النفايات وهو ما يفسر عدم وجود أي روائح غير مرغوب فيها في السوق حاليا.