لا أخفيكم كنت بعيداً عن مفهوم لعبة الغولف لأسباب عدة، منها: عدم انتشارها بالساحة السعودية الرياضية، وعدم وجود ثقافة رياضة الغولف، حتى التحاقي بشركة أرامكو منذ ثلاثة عقود، وكان عام 2009 حين بدأت فكرة مزاولة الغولف، خاصة أن الملاعب مهيأة في مقر عملي بشركة أرامكو السعودية بالظهران، وحين استبدلت الملاعب الترابية بملاعب مزروعة أضفى عليها رونقاً جميلاً مغرياً، وكنت حينها أحمل فكرة أنها لعبة ممتعة ولكنها ومتعبة بالوقت نفسه، وهنا قررت التسجيل للتدريب مع نادي مرتفعات الظهران للغولف وكان البرنامج ساعة في اليوم.. وفي النصف ساعة الأولى من أول تدريب خرجت من الملعب لعدة أسباب، ولعدم الرغبة وإكمال المغامرة. عاد الحلم مرة أخرى عام 2015، وكانت عودتي جدية هذه المرة، أحببت اللعبة وشعرت بالشغف يزداد وثابرت واجتهدت حتى وصلت إلى مستوى ممتاز كلاعب هاوٍ، بعدها شاركت بالكثير من البطولات داخل المملكة، وحققت مراكز متقدمة، وكذلك الفوز ببطولات الفردي داخل النادي، استمررت لاعباً وأحياناً أمارس دور المدرب لتشجيع الشباب على ممارسة لعبة الغولف. استهوتني اللعبة بكل تفاصيلها وأعطيتها حقها من الوقت، وزاد الشغف إلى أن أتتني فرصة التعليق وتحليل البطولات، ومنذ تلك اللحظة أدركت أن انخراطي في مجال لعبة الغولف والتعليق والتحليل لم يكن مضيعة للوقت، رسمت أسلوبي الفريد في التعليق لنقل جوهر اللعبة والحماس للمشاهدين الناطقين بالعربية، وأقدم تحليلاً شاملاً عن القانون، وأداء اللاعبين، وطريقة اللعب، وكيفية الوصول للحفرة بأقل الضربات، وخطط اللاعبين في المباريات من تشكيل الفريق المساند للاعب إلى اختيار المضارب والاتجاهات وقت تنفيذ الضربات، لمعرفتي العميقة بالخطط والتقنيات. في المملكة اتحاد وطني للعبة الغولف تحت مظلة اللجنة الأولمبية ينظم عدداً من البطولات المحلية وله مشاركات خارجية، ولا بد هنا من الإشادة بالاتحاد السعودي للغولف وشركة الغولف السعودية اللذين أخذا زمام المبادرة للنهوض بهذه اللعبة من إنشاء الملاعب، واكتشاف اللاعبين من الجنسين، وتنظيم البطولات المحلية والدولية، مثل: بطولة السعودية الدولية للرجال والنساء، والمشاركة في بطولة أرامكو الدولية للنساء (فرق)، والتي -أرامكو- كان لها دور بارز وإيجابي بجلب لعبة الغولف منذ بدايات القرن الماضي، وفي رعاية بعض البطولات المحلية والدولية مما أثرى هذه اللعبة محلياً. لصندوق الاستمارات العامة بقيادة معالي الأستاذ ياسر الرميان دور محوري ورئيس بهذا الحراك الرياضي في لعبة الغولف، وما نجاح الصندوق بالتوصل لاتفاق اندماج مع منظمة الدوري الأميركي وإثبات وجود بطولة الدوري السعودي (LIV غولف) والتي تعني بالحروف الاتينية الرقم 54، والذي يمثل عدد الحفر في هذا الدوري، وهو اختراع سعودي بالتأكيد، إلا تأكيد على أن الخطوات السعودية مدروسة وبعناية بعيداً عن الضجيج المفتعل ورغم كل محاولات الطرف الآخر في إعاقة الغولف السعودي الذي أرسى بقوة وجودة على الساحة الدولية ليعكس الروح السعودية بمشاركة العالم في المجالات الرياضية تحت نور الرؤية السعودية العملاقة 2030. من الطموح الوصول إلى القمة والتحديات هو البقاء فيها، ولنجاح واستمرار هذا الصعود نحتاج إلى أهم مقومات اللعبة وهي الملاعب، والخطط الآن إنشاء ملاعب عدة في كل من الظهران والرياض وجدة، ويعتبر ملعب مدينة الملك عبدالله الاقتصادية من الملاعب العالمية، ذو جمال بيئي وطبيعة خاصة وإطلالته البحرية التي أضفت على هذا الملعب المشهد البصري الأخاذ، نحن مقبلون على طفرة في إنشاء الملاعب خلال السنوات القادمة وبطولات محلية ودولية، وهذا العام سوف نشهد بحول الله بطولة ونهائي أرامكو للسيدات بالرياض ونهائي ال LIV غولف على ساحل البحر الأحمر بمشاركة نوعية ممتازة من أفضل اللاعبين بالعالم وبجوائز عالية للفائزين من الجنسين. رياضة الغولف السعودية تخطو خطوات بثبات ونمو متسارع في سباق مع من سبقونا بالألف ميل، وما حصل من اندماج مؤخراً مع (بي جي ايه الأميركية) ما هو إلا الخطوة الأولى في طريق الألف ميل، نحن لها كسعوديين، لا يقف أمامنا أي صعب حين نؤمن بأهدافنا ونتمكن من أدوات النجاح بدعم قيادتنا -وفقها الله-. *لاعب غولف ومعلق تلفزيوني