على يد موظفين أميركيين في شركة أرامكو السعودية، ظهرت رياضة الغولف في السعودية نهاية العام 1940، وفي المنطقة الشرقية تحديداً، بعدما علموها لزملائهم السعوديين في الشركة. وكانت تمارس وقتها على أراضٍ ترابية عرفت لاحقاً ب «الملاعب الرملية». وما لبثت تلك الرياضة أن حظيت بشعبية لدى السعوديين الذين مارسوها في منتصف الستينات، وتحديداً في العامين 1964 و1965، ثم تحولت مع مرور السنين إلى «رياضة النخبة» في المملكة. وفي أحدث فاعلية بالمملكة، يختتم 80 لاعباً خليجياً اليوم (السبت)، منافسات بطولة الاتحاد السعودي للغولف المفتوحة في نسختها الثانية التي استضافها نادي «ديراب للغولف» على مدى أربعة أيام. وشهدت البطولة منافسة قوية منذ بدايتها، خصوصاً بين لاعبي السعودية والبحرين وعمان، وتصدر المنافسات بطل النسخة الأولى السعودي عثمان الملا، مع نهاية اليوم الأول بفارق ثلاث ضربات عن زميله بطل العرب سعود الشريف، يليهما في المركز الثالث والمنافس الآخر على اللقب العماني عزان الرمحي، وجاء البحريني حمد مبارك في المركز الرابع. وكانت المشاركة الرسمية الأولى للمملكة في «رياضة النخبة» تحت مظلة الرئاسة العامة لرعاية الشباب العام 1975 في لبنان، بمناسبة البطولة العربية الأولى للغولف، بعدها توالت المشاركات السعودية، وتم إنشاء أول نادٍ للعبة في السعودية بمواصفات دولية وقانونية في العام 1993 هو نادي «ديراب للغولف»، بعدها أُنشئت اللجنة السعودية للغولف العام 1999، وبعدها بثلاثة أعوام تم إعادة تشكيل مجلس إدارتها، ليتم تحويلها إلى الاتحاد السعودي للغولف في العام 2008. ويقع النادي الأول في المملكة في ضاحية ديراب (جنوب غربي مدينة الرياض) وتتوافر فيه كل المرافق الرياضية المتعلقة بلعبة الغولف، المتمثلة في ملعب تدريب وملعب إحماء وملعب للحفر القصيرة، إلى جانب الملعب الدولي الذي يبلغ عدد حفره 18 حفرة، ويمتد على مسافة ثمانية كيلومترات، ومصمم بطريقة حديثة ومزروع زراعة طبيعية وفق المواصفات العالمية. إضافة إلى نادي ديراب، توجد ستة ملاعب أخرى، منها ثلاثة تتكون من 18 حفرة، وهي ملعب أرامكو في الظهران، وملاعب الرياض، ومنتجع نوفا جنوب مدينة الرياض، وثلاثة ملاعب تتكون من تسع حفر، هي ملعب الصفا في جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية، وملعب النخيل (ملعب قصير) في فندق إنتركونتيننتال في الرياض، وملعب أريزونا (ملعب قصير) في مجمع سكني في الرياض، إضافة إلى ستة ملاعب رملية لاتزال تمارس عليها اللعبة. وحقق المنتخب السعودي الأول للغولف نجاحات محلية وإقليمية ودولية، ففي تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي تصدر المنتخب الذي مثله الرباعي خالد العطية وعثمان الملا وسعود الشريف وعلي الصخي، منافسات البطولة العربية ال 36 للغولف، في العاصمة العُمانية مسقط بمشاركة 48 لاعباً يمثلون 13 دولة عربية، بحصوله على المركز الأول ب 10 ضربات فوق المعدل، يليه المنتحب التونسي ب 22 ضربة فوق المعدل، وفي المركز الثالث جاء المنتخب المغربي ب 25 ضربة فوق المعدل بعد الجولة الثانية من المنافسات. وفي تشرين الأول (أكتوبر) الماضي، توج لاعب المنتخب السعودي للناشئين سعود الشريف للمرة الثانية باللقب العربي في كأس البطولة العربية ال 18 تحت 18 عاماً، في العاصمة المصرية القاهرة، بمشاركة منتخبات السعودية والمغرب وتونس وقطر والإمارات والأردن والكويت والبحرين ولبنان. وتواصلت إنجازات «الغولف» السعودي بتحقيق لاعب المنتخب عثمان الملا بطولة عُمان المفتوحة للغولف (غروس)، التي أقيمت في مسقط بمشاركة أكثر من 120 لاعباً، إضافة إلى تحقيق اللاعب فهد المنصور بطولة نادي أرامكو للغولف في الظهران. وخليجياً، استطاعت المملكة تصدر منافسات عدة منها بطولة الخليج ال 19 للكبار والثامنة للناشئين في أول أيام البطولة، التي أقيمت منافساتها على ملاعب نادي صحارى في الكويت في 23 نيسان (أبريل) 2015، إذ تصدّر اللاعب السعودي خالد العطية الترتيب على المستوى الفردي، بينما حلّ ثانياً زميله عثمان الملا، وشاركت المملكة حينها بفريق الكبار، المكوّن من فهد المنصور، وخالد العطية، وعثمان الملا، وعلي الصخي، وفريق للناشئين مكوّن من سعود الشريف، وفيصل الدويش، وخالد القنيبط. يُذكر أنه من بين التكريمات التي حظي بها لاعبو «الغولف» لتحقيقهم إنجارات كبيرة، تكريم لاعبي المنتخب السعودي عمر الحريري وفيصل السلهب من رئيس الاتحاد السعودي للغولف خالد أبونيان، لحصول الحريري في العام 2013 على المركز الثاني في بطولة «فولفو» الدولية للغولف في جنوب أفريقيا، وهو أول لاعب سعودي وخليجي وعربي يحقق ذلك المركز. بينما تم تكريم السلهب لتأهله في بطولة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا (مينا تور 2012) التي أقيمت على ملاعب نادي ديراب الدولية في الرياض.