زعم المسؤولون الروس أن الهجمات المتكررة على موسكو تعكس إخفاقات في الهجوم المضاد الأوكراني، لاستعادة الأراضي التي تحتلها روسيا، حيث تعرضت ناطحة سحاب في وسط موسكو لهجوم بطائرة بدون طيار للمرة الثانية في نحو 48 ساعة، مما ألحق ضررا بواجهة المبنى، بينما اتهمت السلطات الروسية كييف بشن الهجوم. وسلطت الضربات المتكررة بطائرات بدون طيار الضوء على قابلية موسكو للتأثر مع دخول الحرب الروسية في أوكرانيا شهرها الثامن عشر. وقال الرئيس فولوديمير زيلينسكي خلال عطلة نهاية الأسبوع: «الحرب تعود تدريجيا إلى الأراضي الروسية»، لكنه لم يصل إلى حد تحمل المسؤولية عن الهجمات. و غرد مستشاره، ميخايلو بودولياك، أن موسكو «ستعتاد بسرعة على حرب شاملة»، دون تأكيد أو نفي تورط كييف في الهجوم. طائرتان مسيرتان بيّنت وزارة الدفاع الروسية أنها أسقطت طائرتين أوكرانيتين بدون طيار خارج موسكو، وصدت طائرة أخرى، مما أدى إلى تحطمها في ناطحة سحاب بالحي التجاري في مدينة موسكو، وإلحاق أضرار بواجهة المبنى. وقال عمدة موسكو سيرجي سوبيانين إن الطائرة بدون طيار تحطمت في المبنى نفسه الذي تضرر في هجوم مماثل. ويقع IQ-Quarter على بُعد 7.2 كيلو مترات (4.5 أميال) من الكرملين، ويضم عددًا من الوكالات الحكومية، بما في ذلك مقر وزارات: التنمية الاقتصادية والتنمية الرقمية والاتصالات والصناعة والتجارة. وقال سوبيانين إن الهجوم، الذي وقع الثلاثاء، لم يسفر عن سقوط ضحايا. الضربة الثانية لم يتضح سبب إصابة المبنى نفسه مرتين على التوالي. وفي كلا الحادثين، قال الجيش الروسي إن الطائرات بدون طيار التي ضربت ناطحة السحاب تعرضت للتشويش قبل تحطمها، وهو ما أثار أسئلة حتى من أشد مؤيدي الكرملين. وقالت مارجريتا سيمونيان، رئيسة تحرير قناة RT التليفزيونية، في منشور على وسائل التواصل الاجتماعي: «طائرة بدون طيار تضرب البرج نفسه للمرة الثانية على التوالي، حيث توجد به ثلاث وزارات فيدرالية!!. يتطلب هذا على الأقل شرح التعليقات التي تقول: الحرب الإلكترونية أسقطتهم جميعًا». وردا على سؤال حول مدى حماية العاصمة الروسية بالنظر إلى أن الطائرات بدون طيار المزعومة ضربت المبنى نفسه، أعاد المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف توجيه السؤال إلى وزارة الدفاع، قائلا فقط: «التهديد موجود، ويتم اتخاذ الإجراءات». بينما أوضح سوبيانين أن الطائرة بدون طيار التي ضربت المبنى أصابت الطابق ال21، أحد الطوابق التي تضم وزارة التنمية الاقتصادية. وأظهرت صور من موقع الانهيار عدة ألواح زجاجية مفقودة، وكشفت الأجزاء الداخلية المحترقة للمبنى. كما لحقت أضرار بنحو 12 أخرى. وبحسب رئيس البلدية، فقد تضرر 150 مترا مربعا (نحو 1600 قدم مربع) من الواجهة الزجاجية للمبنى. سفن حربية قال الجيش الروسي أيضا إن القوات الأوكرانية حاولت مهاجمة سفينتين حربيتين في البحر الأسود خلال الليل باستخدام طائرات بحرية بدون طيار. وفي تفاصيل أكثر، أفادت وزارة الدفاع بأن ثلاث طائرات مسيرة استهدفت سفينتي الدورية «سيرجي كوتوف» و«فاسيلي بيكوف» على بُعد 340 كيلو مترا (210 أميال) جنوب غرب مدينة سيفاستوبول التي تسيطر عليها روسيا في شبه جزيرة القرم. وقال التقرير إن الطائرات المسيرة الثلاث دمرت، وواصلت السفن خدمتها. مدينة خيرسون بينما قصفت القوات الروسية مدينة خيرسون، وأصابت منشأة طبية، بحسب حاكم المنطقة رومان مورشكو، مما أسفر عن مقتل طبيب وإصابة ممرضة. وأفاد مكتب الرئاسة الأوكرانية، صباح الثلاثاء، بأن ما لا يقل عن 12 مدنيا قتلوا في البلاد خلال ال24 ساعة الماضية، وأصيب 104 أشخاص. ومع دخول الحرب الروسية في أوكرانيا شهرها الثامن عشر، أصبحت شبه جزيرة القرم مرة أخرى ملعبا وساحة معركة، حيث تسعى هجمات الطائرات بدون طيار والقنابل إلى إزاحة سيطرة موسكو عن هذا الإقليم، وإعادته إلى سلطة كييف، بغض النظر عن مدى ارتفاع صوت الكرملين بإعلان ملكيته. محاولات الاستعادة تعهد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي باستعادة شبه جزيرة القرم، بينما نشرت موسكو القوات والأسلحة هناك. وتقول كييف إن عسكرة القرم تهدد جميع البلدان في منطقة البحر الأسود. وقد ضم بوتين شبه الجزيرة في 2014 سريعًا وبشكل غير دموي، بينما كانت أوكرانيا لا تزال تتصارع مع تداعيات الانتفاضة التي أجبرت الرئيس الموالي لموسكو فيكتور يانوكوفيتش على التنحي من منصبه. وقالت السلطات الموالية للكرملين إن نتائج الاستفتاء على انفصال القرم عن أوكرانيا أظهرت رغبة جماعية تقريبًا لسكانها في أن يصبحوا جزءًا من روسيا. وارتفعت شعبية بوتين ومعدلات الموافقة عليه، التي كانت آخذة في الانخفاض، من %65 في يناير من ذلك العام إلى %86 في يونيو، وفقًا لمركز ليفادا، وهو مركز استطلاعات روسي مستقل. وقد وصف بوتين شبه جزيرة القرم بأنها «مكان مقدس»، وحاكم أولئك الذين يجادلون علنًا بأنها جزء من أوكرانيا. شبه القرم: ركز الرئيس الأوكراني قبل الغزو على الجهود الدبلوماسية، لاستعادة شبه جزيرة القرم . بدأت كييف تفكر علنًا في استعادة شبه الجزيرة بالقوة بعد أن اجتاحت القوات الروسية الحدود روسيا تسعى لنشر أكبر عدد من أنواع الأسلحة المختلفة هناك تقول كييف إن عسكرة القرم تهدد جميع البلدان في منطقة البحر الأسود تحتاج أوكرانيا لشبه جزيرة القرم أن تكون مستقلة تمامًا، وأن تتحكم في الأنشطة في البحر الأسود