الأديبة نادية عبدالوهاب خوندنة، محاضر أدب إنجليزي بجامعة أم القرى، كاتبة ومترجمة أدبية، هي ابنة مكة عشقها للغات والذي ورثته عن والدها الراحل، ساقها إلى الترجمة لتنقل للقارئ حضارات وثقافات مختلفة، شاركت خوندنة في العديد من الأمسيات الثقافية والعلمية، ترجمت عددا من القصائد والقصص والمقالات التي نُشرت في الصحف والمجلات المحلية والعالمية، كما شاركت في (كتاب شموع ذات ألوان) الذي جمع مجموعة من القصائد العربية المترجمة إلى الإنجليزية، حصلت على جائزة المركز الثاني في رواق السرد للقصة القصيرة بنادي جدة الأدبي، لتلتقيها «الرياض» في هذا الحوار سابرين معًا أغوار الترجمة ومناقشة الحراك الأدبي في المملكة، فإلى الحوار: * مع ما نعيشه من تطور مزدهر كيف تجدين الحركة الأدبية في المملكة؟ * الحركة الأدبية في المملكة لها جذور ثابتة منذ تأسيس الكيان الشامخ على يد الملك عبدالعزيز - طيب الله ثراه -، وفي عصرنا الحاضر الزاهر في ظل خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان وولي عهده الأمين - حفظهما الله -، الحركة الأدبية مزدهرة ومتألقة، ولهيئة الأدب والنشر والترجمة والتي يترأسها الأديب محمد حسن علوان وبتوجيهات ودعم لا محدود من سمو الأمير بدر بن عبدالله بن فرحان آل سعود وزير الثقافة، للعمل على تحقيق أهداف رؤية 2030 بجعل الثقافة "من مقوّمات جودة الحياة"، وفي الحقيقة للهيئة جهود مشكورة لجعل الحركة الأدبية في حراك دائم بما تقدمه من مبادرات وفعاليات وملتقيات. * ما أهمية الترجمة للتواصل الثقافي؟ * الترجمة من أكثر جسور التواصل الإنسانيّ الفعّال بين ثقافات الأمم وحضاراتها مساهمة في تسليط الضوء على جوانب فكرية وعلمية و إنسانية متنوعة ومضيئة، كان يمكن أن تظل مجهولة للآخر لولا ترجمتها وجعلها في متناول يده سهلة ميسرة بلغته، والترجمة فرع من فروع علم اللغة وأهميتها لا تقل عن أهمية العلوم الأخرى فهي عملية إبداعية لا يستغنى عنها، ولها دور فعال في المثاقفة وتبادل الخبرات المعرفية في جميع العلوم والمعارف وكل ما ينتجه العقل البشري. * كيف تجدين دور جمعية المترجمين السعوديين في الاهتمام بهذا الجانب؟ * بالتأكيد سيكون للجمعية برئاسة المترجم القدير أ. عبدالرحمن السيد دور بارز في دعم المترجمين السعوديين وتبادل الخبرات فيما بيننا وإقامة الملتقيات والمؤتمرات العلمية، وكذلك العمل على حماية حقوق المترجم بإصدار عقود احترافية مقننة. * ما أهمية ترجمة النصوص الأدبية؟ * ترجمة النصوص الأدبية من أدوات القوى الناعمة التي تسجل وتحفظ وتوثق الكثير عن المجتمعات التي يمثلها النص الأدبي المترجم، فهي تعطي صورة واقعية غير مجملة عن المجتمع مسرح الأحداث والعلاقات الاجتماعية وأساليب التفكير و الخلفيات الاقتصادية و السياسية و التاريخية، ناهيك عن التمثيل الأدبي و اللغوي و الثقافي للعمل الأدبي. ومن ناحية ثانية فإن الاطلاع على آداب وعلوم وفنون وثقافات الأمم الأخرى هو تحقيق لأهداف جودة الحياة والاستراتيجية الوطنية للثقافة بجعل الثقافة و مكوناتها المختلفة أسلوب حياة وليس رفاهية يمكن الاستغناء عنها، وتفعيل دورها في النمو الاقتصادي، و تمكينها من تعزيز مكانة المملكة العالمية. * لكِ العديد من الإصدارات الأدبية، ما هذه الإصدارات وما جديدك؟ * لي بحمد الله وفضله كتاب "لطائف المعنى" وهو دراسات نقدية في السرد الأدبي السعودي لمجموعة من الرواد إلى جانب روائيين معاصرين، و مجموعة قصصية "شيربروك" من مطبوعات نادي مكة الثقافي الأدبي، وصدرت ترجمته الإنجليزية عن دار تكوين، وترجمة باللغة الإنجليزية للمجموعة القصصية "رجل لا شرقي ولا غربي" للدكتورة زينب الخضيرى، و"مختارات من شعر أو. إن. في. كوروب"، من ترجمتي مع د. شهاب غانم، ود. عبدالحكيم الزبيدي، ود. أمل الأحمدي. إلى جانب بعض الكتب الجماعية مع مجموعة من الكتاب والمترجمين العرب، مثل كتاب" ومضات سيرية"، المحرر العام د. نوال السويلم، "شموع ذات ألوان"، " كوفيد -19: الجائحة وظلالها"، "فصول من سيرهم بأقلامهم"، "شهاب غانم شاعر الحب والسلام"،" لويز جلوك: صوت الذات الشفيف". تحت الطبع: ترجمات إلى اللغة الإنجليزية لمجموعة من قصائد فتاة العرب عوشة بنت خليفة السويدي وبالتعاون مع البروفيسورة رفيعة غباش و د. غانم السامرائي، رواية "رحلة شرف زيدون" لأمل الحامد، والمجموعة القصصية "رسالة إلى معالي الوزير" للأديب المصري الراحل د. طه وادي. * ما دور الجامعات في الترجمة؟ * تضطلع الجامعات بدورها في تعزيز حركة الترجمة من وإلى اللغة العربية واللغات الأجنبية وبالذات اللغة الإنجليزية، وهناك العديد من مراكز الترجمة والتعريب في الجامعات السعودية والتي تتيح لجميع أعضاء هيئة التدريس طلب ترجمة أي من مقرراتهم أو الرسائل والأبحاث الأكاديمية وتقدم الدعم المطلوب لذلك علمياً ومادياً. «أدبي جدة» يكرم نادية خوندنة بجائرة القصة القصيرة نادية خوندنة في ضيافة صالون بديعة كشغري