انتقل إلى رحمة الله تعالى مؤسس مكتبة جرير، عبدالله عبدالرحمن العقيل، الذي صنع اسما تجاريا لامعا، معني بالنشر والثقافة وبيع الأدوات القرطاسية والتقنية الحديثة، وبعد صراع مع المرض لقي العقيل وجه ربه عن عمر ناهز ال 67 عاماً، وأديت الصلاة على الفقيد أمس الأول (الخميس) في جامع جوهرة البابطين بالرياض، و ووري جثمانه مقبرة الشمال. وشهدت وسائل التواصل الاجتماعي زخماً كبيراً بالحديث عن مناقب الراحل وإنسانيته وتجربته بقطاع الأعمال، ونعاه المئات من رجال الأعمال ومسؤولي الدولة والمواطنين والأدباء والمثقفين والإعلاميين، واتفقوا جميعاً في ذكر مناقبه على دوره في العمل الخيري ومساعدة المحتاجين، وتداول له مقطع فيديو قصير بشكل واسع، يطالب فيه أصحاب الأعمال والتجارة بتخصيص 10 % إلى 20 % للوقف والعمل الخيري، موضحاً أنه جعل الوقف كشريك في المشروع يسهم بتنميته فضلا، عن أن ذلك يجعل القائم على المشروع يعمل بهمة ويراعي فيه أن هناك شركاء محتاجين لعطائه، وأن العمل الذي يقوم به يحقق به الأهداف الدنيوية ويجد الأجر والمثوبة عند ربه. وشكلت مسيرة العقيل العلمية والعملية نقطة مضيئة كأنموذج مشرق في الجد والاجتهاد وشخصية عملية وعصامية، وفي كتابه الذي حمل عنوان "بصمة حياة.. سيرة أفكار وذكريات" والذي صدر عام 2019 تناول فيه جوانب من سيرة حياته العملية ونموها الكبير، واستعرض ذكريات من مختلف جوانب حياته، فهو بحق رجل كافح في بداية مشواره حتى حقق لمجموعته كياناً علمياً وتجارياً وتقنياً يشار له بالبنان، هذا الكيان بدأ صغيرا في وسط الرياض، وتحديداً من شارع جرير، الذي حملت اسمه منذ قرابة 44 عاماً، حيث كانت عبارة عن محل صغير لبيع الكتب والأدوات المدرسية، ثم أصبح لديها 62 فرعاً داخل وخارج المملكة، ويعمل بها أكثر من 1200 موظف وتقارب إيراداتها اليومية أربعة ملايين ريال. وعلى الرغم من عمله وقيادته لسنوات طويلة لشركة كبيرة، لم يشغله كل ذلك عن الاهتمام بأعمال الخير التي طرقها مبكراً، منطلقاً من حس مرهف وعاطفة جياشة للمحتاجين ليست غريبة عليه، خصوصاً لمن عاشوا بقربه وتعاملوا معه، وتحدث المئات عبر منصة "تويتر" عن خصاله، ومواقف خيرية عملها في مسيرة حياته الحافلة بحب عمل الخير المنتظم، كما طالب البعض منهم بأن تحمل جمعية خيرية اسمه حتى يتواصل عمل الخير الذي قدمه في حياته. عبدالله العقيل مؤسس جرير هو رجل أعمال سعودي، وهو عضو مؤسس ورئيس مجلس إدارة شركة جرير للتسويق المالكة لمكتبات جرير، وقدم استقالته رسمياً منها مع نهاية العام الماضي 2022 لظروفه الخاصة، وهو حاصل على شهادة بكالوريوس في الإدارة من جامعة الملك سعود سنة 1981.