في كل نهاية موسم رياضي كروي يحمل بين طياته الكثير من الأحداث والمفاجآت تعيش داخل أروقة الأندية، حيث تعج ملفاتها بأسماء قد ترحل وأسماء قد تواصل العطاء مع أنديتها، وهذا الرحيل قد يشمل أجهزة فنية وإدارية ولاعبين (سعوديين وأجانب) وذلك جرياً على عادة التغيير التي تكون في نهاية كل موسم رياضي استعداداً للموسم الذي يليه. وفي اعتقادي هذا الشيء تهدف من ورائه الأندية تجاوز سلبيات الموسم وإصلاح العيوب لدخول الموسم الجديد بروح جديدة وبشكل مختلف تماماً، ولكن مقصلة الرحيل في نظري أنها ستواصل عملها، حيث سيرحل الكثير من المدربين واللاعبين كما سيرحل إداريون ورؤساء أندية مما يعني أن الرحيل سيكون جماعياً بكل المقاييس، أما بالنسبة للاعبين السعوديين فقد تشهد سجلات التنسيق العرض على قوائم الانتقالات والإعارة. ولكن.. يا سادة، أستميحكم المعذرة في العودة للوراء، أقول لو عدنا للوراء لوجدنا أن الأندية في الدوري السعودي في مختلف الدرجات تدور في فلك قضية مزمنة حسب مفهومي الشخصي المتواضع. نعم، تدور في فلك استنزفت الكثير والكثير من المادة، ورغم ذلك في اعتقادي أن بعض هذه الأندية ما زالت تبحث عن هويتها الضائعة لكونها فشلت فشلاً ذريعاً في الإبقاء على مدربيها سواء أجانب أو محليين وبالذات الأجانب لكونهم أكثر وجوداً في أنديتنا، وبنظرة سريعة نجد أنه في كل موسم يتم إقالة أكثر من مدرب وأصبحت إقالة المدربين قضية مزمنة لدينا في كل موسم رياضي. وحبذا لو أن الأندية لدينا تعطي هذا المدرب الفرصة الكافية لإثبات وجوده وفرض أسلوبه ونهجه التدريبي على الفريق الذي يدربه، ولكن مسيري الأندية لدينا مصابون بداء البحث عن البطولات من أقصر الطرق. ناصر عبدالله البيشي - الرياض