«هيئة الطرق»: مطبات السرعة على الطرق الرئيسية محظورة    هل اقتربت المواجهة بين روسيا و«الناتو»؟    «قبضة» الخليج إلى النهائي الآسيوي ل«اليد»    الشاعر علي عكور: مؤسف أن يتصدَّر المشهد الأدبي الأقل قيمة !    رواء الجصاني يلتقط سيرة عراقيين من ذاكرة «براغ»    «السقوط المفاجئ»    الدفاع المدني: هطول الأمطار الرعدية على معظم مناطق المملكة    ترمب يستعيد المفهوم الدبلوماسي القديم «السلام من خلال القوة»    مشاعل السعيدان سيدة أعمال تسعى إلى الطموح والتحول الرقمي في القطاع العقاري    أشهرالأشقاء في عام المستديرة    د. عبدالله الشهري: رسالة الأندية لا يجب اختزالها في الرياضة فقط واستضافة المونديال خير دليل    «استخدام النقل العام».. اقتصاد واستدامة    أرصدة مشبوهة !    حلول ذكية لأزمة المواقف    التدمير الممنهج مازال مستمراً.. وصدور مذكرتي توقيف بحق نتنياهو وغالانت    الثقافة البيئية والتنمية المستدامة    عدسة ريم الفيصل تنصت لنا    المخرجة هند الفهاد: رائدة سعودية في عالم السينما    «بازار المنجّمين»؟!    مسجد الفتح.. استحضار دخول البيت العتيق    إجراءات الحدود توتر عمل «شينغن» التنقل الحر    تصرفات تؤخر مشي الطفل يجب الحذر منها    المياه الوطنية: واحة بريدة صاحبة أول بصمة مائية في العالم    ترمب المنتصر الكبير    صرخة طفلة    محافظ عنيزة المكلف يزور الوحدة السكنية الجاهزة    وزير الدفاع يستعرض علاقات التعاون مع وزير الدولة بمكتب رئيس وزراء السويد    البيع على الخارطة.. بين فرص الاستثمار وضمانات الحماية    فعل لا رد فعل    أخضرنا ضلّ الطريق    أشبال أخضر اليد يواجهون تونس في "عربية اليد"    5 مواجهات في دوري ممتاز الطائرة    لتكن لدينا وزارة للكفاءة الحكومية    إنعاش الحياة وإنعاش الموت..!    المؤتمر للتوائم الملتصقة    دوري روشن: الهلال للمحافظة على صدارة الترتيب والاتحاد يترقب بلقاء الفتح    خبر سار للهلال بشأن سالم الدوسري    حالة مطرية على مناطق المملكة اعتباراً من يوم غدٍ الجمعة    رئيس مجلس أمناء جامعة الأمير سلطان يوجه باعتماد الجامعة إجازة شهر رمضان للطلبة للثلاثة الأعوام القادمة    عسير: إحباط تهريب (26) كغم من مادة الحشيش المخدر و (29100) قرص خاضع لتنظيم التداول الطبي    الأمن العام يشارك ضمن معرض وزارة الداخلية احتفاءً باليوم العالمي للطفل    إطلاق 26 كائنًا مهددًا بالانقراض في متنزه السودة    محمية الأمير محمد بن سلمان الملكية تكتشف نوعاً جديداً من الخفافيش في السعودية    أمير القصيم يستقبل عدد من أعضاء مجلس الشورى ومنسوبي المؤسسة الخيرية لرعاية الأيتام    مدير عام فرع وزارة الصحة بجازان يستقبل مدير مستشفى القوات المسلحة بالمنطقة    ضيوف الملك: المملكة لم تبخل يوما على المسلمين    سفارة السعودية في باكستان: المملكة تدين الهجوم على نقطة تفتيش مشتركة في مدينة "بانو"    "التعاون الإسلامي" ترحّب باعتماد الجمعية العامة للأمم المتحدة التعاون معها    «المسيار» والوجبات السريعة    أفراح آل الطلاقي وآل بخيت    رسالة إنسانية    " لعبة الضوء والظل" ب 121 مليون دولار    وزير العدل يبحث مع رئيس" مؤتمر لاهاي" تعزيز التعاون    أمير الحدود الشمالية يفتتح مركز الدعم والإسناد للدفاع المدني بمحافظة طريف    أمير الرياض يرأس اجتماع المحافظين ومسؤولي الإمارة    أمير منطقة تبوك يستقبل سفير جمهورية أوزبكستان لدى المملكة    وصول الدفعة الأولى من ضيوف برنامج خادم الحرمين للعمرة والزيارة للمدينة المنورة    سموه التقى حاكم ولاية إنديانا الأمريكية.. وزير الدفاع ووزير القوات المسلحة الفرنسية يبحثان آفاق التعاون والمستجدات    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



خصخصة الأندية الرياضية.. نقطة تحول تاريخية

ناقشت "ندوة الرياض" مؤخرًا مشروع الاستثمار والتخصيص للأندية الرياضية الذي أطلقه ولي العهد رئيس مجلس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان -حفظه الله- والذي يتضمن في مرحلته الحالية مسارين رئيسين، أولهما، الموافقة على استثمار شركات كبرى وجهات تطوير تنموية في أندية رياضية، مقابل نقل ملكية الأندية إليها؛ والثاني طرح عدد من الأندية الرياضية للتخصيص بدءاً من الربع الأخير من 2023.
وقد وجد القرار تفاعلاً وأصداءً واسعة من الشارع السعودي بكافة أطيافه، كون هذا المشروع ينعكس على اقتصاد المملكة في المستقبل بالإيجاب، سواء من خلال تفعيل السياحة الرياضية أو من ناحية العوائد الاقتصادية من النقل التلفزيوني وبناء المنشآت وتطوير البنية التحتية للأندية السعودية.
وعقدت الندوة بمشاركة وحضور كل من عضو لجنة تخصيص الأندية سابقاً والمهتم بالتسويق الرياضي الدكتور حافظ المدلج، وشريك مؤسس ورئيس مجلس إدارة جمعية التسويق الرياضي الدكتور طلال المغربي، ونائب رئيس نادي الرياض الحاصل على شهادة الدكتوراه في مجال التسويق الرياضي الدكتور مقبل بن جديع، وخبير الاستثمار الرياضي الأستاذ حسين العبدالوهاب، فيما حضر الندوة من جانب الرياض، كل من رئيس التحرير الأستاذ هاني وفا ومدير التحرير الأستاذ خالد الربيش، ومن هيئة التحرير كل من الزملاء عماد الصائغ وسارة القحطاني وسعد الرويس وأسامة النعيمة وخالد العمار وناصر العماش وصالحة العتيبي.
وفي بداية الندوة رحب الأستاذ هاني وفا بالحضور، مؤكدًا بأن هذه الندوة مختلفة عن سابقاتها التي عادة ما تكون موضوعاتها سياسية واقتصادية واجتماعية، حيث تتناول في نقاشها الموضوع الرياضي الذي يمر بنقلة كبيرة منتظرة في مسيرة الرياضة السعودية، وذلك باستحواذ صندوق الاستثمارات العامة على الأندية الأربعة الكبار في الدوري السعودي، الأمر الذي سينعكس على بقية الأندية في الدوري وكذلك على الرياضة السعودية ككل وهي التي تحظى بدعم مستمر؛ ليرفع من قيمة الدوري والرياضة السعودية حتى يصبح الدوري السعودي ضمن اقوى عشرة دوريات في العالم.
الحوكمة والاستدامة وتحسين البيئة أهم الأهداف باتجاه الخصخصة
قرار شامل ومتكامل
وافتتح حديث الضيوف الدكتور حافظ المدلج قائلاً: إن هذا القرار ليس قرارًا رياضيًا فحسب، بل قرار سياسي واقتصادي واجتماعي؛ فالمملكة العربية السعودية بذلت جهداً كبيراً في المجال السياسي لتتسيّد المنصات العالمية، وفي رأيي أن هذا الحراك جزء من مشروع ضخم سينقل التنافسية لدينا إلى مستوى كبير يحقق طموحنا الذي يبلغ عنان السماء.
وواصل المدلج حديثه قائلاً "إن الرياضة منصة سياسية اجتماعية اقتصادية ترفيهية ثقافية، وهي منصة تصل إلى أنحاء العالم كافة، والرياضة السعودية قبل (الخامس من يونيو) شيء وبعد (الخامس من يونيو) شيء آخر.
وقال المدلج: "عندما كنت عضواً في لجنة تخصيص الأندية عام 2000م برئاسة الأمير نواف بن فيصل، ناقشت اللجنة مشروعاً للخصخصة إلا أن البيئة لم تكن مهيأة بعد خاصة وزارة المالية، وفي عام 2004م ترأس الأمير عبدالمجيد بن عبداالعزيز -رحمه الله- لجنة تطوير الرياضة، وتمت مناقشة هذا الموضوع، إلا أنه لم يرَ النور أيضاً، وفي 2014م كلف الأمير نواف بن فيصل، الأمير عبد الله بن مساعد برئاسة لجنة الخصخصة وأيضاً لم يرَ المشروع النور، إلى أن جاء الأمير محمد بن سلمان: صاحب القرار والحزم والعزم، والجرأة في اتخاذ القرار للبدء في عملية الخصخصة، إلى جانب وجود الأمير الشغوف عبدالعزيز بن تركي الفيصل وزير الرياضة، حيث توفر التناغم الكبير بين القائد السياسي والقائد الرياضي فكانت هذه النقلة الكبيرة".
الخصخصة والتنافسية
وتابع المدلج قائلاً "أما عن تأثير مشروع الخصخصة على المنافسة، فأعتقد أن الأندية ستبقى متنافسة على أرض الملعب، بينما المشروع سيريح إدارات الأندية من الناحية المالية والإدارية والقانونية، ففي فترة ماضية كان على أنديتنا 83 قضية لدى (فيفا) سواء بما يتعلق منها بالمدربين أو اللاعبين أو الأندية نفسها، فمثل هذه القضايا لن توجد مستقبلاً بسبب الخصخصة.
وقال إن الحوكمة والاستدامة وتحسين البيئة، هي أهم ثلاثة أهداف تقوم عليها الخصخصة؛ ففي الاستدامة ستتوفر لدينا مشروعات مستدامة طويلة المدى، وفي السابق كان يترأس النادي إدارة تعمل وفق أهداف قصيرة المدى تمتد لفترة إدارتها؛ لذا لم نجد رئيس نادي وضع خططاً يجني النادي ثمارها بعد عشر سنوات، أو أنشأ ملعبًا او أكاديمية احترافية باستثناء نادي الأهلي، بل على العكس فإن الإدارة الجديدة للنادي تمسح ما قامت به الإدارة التي سبقتها مما يضطر النادي إلى تحمل أعباء مالية وديون، ولكن بالاستدامة سيتم تلافي هذا الأمر، أما الحوكمة فسيكون هناك ضبط إداري مالي وقانوني للأندية بخلاف العشوائية التي كنا نراها والتي أدخلتنا متاهات كثيرة، أما تطوير البيئة الرياضية فآمل من خلال هذا المشروع أن تمتلك الأندية الهلال والاتحاد والنصر والأهلي ملاعبها الخاصة وأكاديمياتها الخاصة، إضافة إلى الاهتمام بالألعاب المختلفة؛ ليعيش المشجع تجربة مختلفة أفضل مما هي عليه حاليًا.
الدول تستعين بالرياضة للمحافظة على التوازن الأمني وتعزيز الاقتصاد المناطقي
جزء من سياسات الدول
من جانبه تحدث الدكتور طلال المغربي عن مشروع خصخصة الأندية الرياضية قائلاً: "أعتقد أن الرياضة جزء من سياسات الدول ولا يمكن فصلها عن باقي القطاعات خاصة صناعة الرياضة، كما أنها جزء من الحراك الترفيهي والاقتصادي الكبير ووسيلة في تسريع وإنهاء البنى التحتية في الدول، وقد رأينا ذلك في الاستعدادات لاستضافة كأس العالم والمسابقات العالمية، فالشركات العاملة في المجال الرياضي جزء من الثقافة والفنون وغيرها، وكثير من الدول تستعين بالرياضة للمحافظة على التوازن الأمني وتعزيز الاقتصاد المناطقي وإذابة الخلافات داخل الدولة وخارجها، كذلك فإن السياحة الرياضية تعد أكبر حراك وتفاعل اجتماعي في العالم فجميع الدول تستخدم الرياضة لتحقيق أهدافها".
وواصل المغربي حديثه قائلاً مؤخرًا صدر تقرير عن إحدى الجهات الاعلامية في بريطانيا يختص بالرياضة يذكر أن العديد من الدول ومنها المملكة العربية السعودية تستخدم قوتها المالية في التأثير على الدول والاستحواذ والدخول كمنافس شرس لاستقطاب اللاعبين وهناك العديد من الدول كأمريكا وبريطانيا ونيوزيلندا، وأستراليا تقدم البكالوريوس والماجستير والدكتوراه في تخصص الدبلوماسية الرياضية من سنوات طويلة حيث تقام الندوات داخل الجامعات إضافة إلى الأبحاث العلمية؛ لذا فالرياضة منصة سياسية قوية للدول، باستخدام الشغف والتفاعل العالمي في تمرير وإيصال الرسائل لتحقيق الحراك التنموي الاقتصادي والتأثير عالمياً والجذب السياحي والترفيهي، فلا يمكننا أن نفصل بين السياسة والرياضة بل إن الرياضة جزء حقيقي من المشروع التنموي وبالتالي هي جزء من الدبلوماسية السياسية التي تستخدمها الدول.
الخصخصة وتأثيرها على التنافس في الدوري
وقال مغربي، أما بالنسبة لمشروع الخصخصة وتأثيره على التنافس في الدوري أعتقد أنه بالإضافة إلى ما ذكره الدكتور حافظ من تقليل الخصخصة للمشكلات المالية خارج المملكة لدى فيفا، أيضاً سترتقي بمستوى الحوكمة للاستثمار الرياضي داخل المملكة العربية السعودية، وقال المغربي يكمن دور المنظومة الرياضية في تعزيز الصورة الذهنية للعلامة الوطنية السعودية من خلال عدّة عناصر هي:
1/ الاستثمار: جذب أكبر للاستثمار الأجنبي والمحلي والرعايات على مستوى الدولة وعلى مستوى إمارات المناطق بوجود سمعة وعلامة تجارية أقوى للدول والمنظومة الرياضية.
2/ التصدير: تصدير وبيع المنتجات بصورة أكبر وبسعر أعلى بوجود سمعة وعلامة تجارية أقوى للدول والمنظومة الرياضية.
3/ الحضارة والثقافة: ينظر لتاريخ الدول وعاداتها وتقاليدها وحضارتها وثقافتها بصور جيدة ورغبة في معرفة المزيد بوجود سمعة وعلامة تجارية أقوى للدول والمنظومة الرياضية.
4/ السياحة: السائح الأجنبي والزائر المحلي لديه استعداد لدفع سعر أعلى لزيارة دول أو شراء منتجات لديها سمعة وعلامة تجارية أقوى للدول والمنظومة الرياضية.
تحولات الكرة السعودية
من جانب آخر أبدى الدكتور/ مقبل بن جديع وجهة نظره قائلاً: "الكرة السعودية مرت بنقطتي تحول خلال الثلاثين سنة الماضية، ففي عام 1993م طُبق نظام الاحتراف في المملكة وأياً كان التطبيق جزئياً أم كليًا فقد ظهرت فيه أخطاء جانبية، حيث كنّا نفتقر إلى الفكر، وتبع ذلك إنجازات عديدة وأصبح اللاعب السعودي يفكر بالكرة على أنها مصدر للرزق وهنالك لاعبون يحرصون على مستواهم وتطويره؛ لذا نقول إن الاحتراف كان له فضل كبير في النقلة النوعية الأولى التي تمت، واليوم يعد هذا المشروع نقلة نوعية أخرى ونقطة تحول كبيرة للرياضة السعودية وحتى على مستوى المنطقة، فلا يوجد من سبقنا إلى هكذا مشروع في منطقتنا؛ فالمشروع فيه قوة القرار من قِبل سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان الأمير الملهم الذي نقل المملكة نقلة نوعية على جميع المستويات ومنها الجانب الرياضي، وقد تم التمهيد لمشروع الخصخصة في السنوات الماضية عبر تطبيق الحوكمة في الأندية، الأمر الذي يدل على أنه من مستهدفات الرؤية 2030م لنجد تطبيقه الفعلي في هذا القرار".
وواصل بن جديع حديثه "شخصياً متفائل جداً وسعيد جداً لما تحقق أما بالنسبة لأندية الوسط ومنها نادي الرياض الذي كان في الموسمين الماضيين في الدرجة الثانية وصعد هذا الموسم لدوري "روشن" الذي ستشمله هذه القفزة كباقي الأندية وما تحقق من تخصيص الأندية في الدرجة الثانية والأولى والممتاز يدل على أنه مشروع كامل وشامل للجميع وليس مستهدفا الأندية الكبيرة فقط، ولدي تعليق عن دخل الأندية أتوقع أنه من الآن وإلى أن يتم تخصيص الأندية ستكون المخصصات المالية التي كانت تنفق من الوزارة على الأندية الأربعة الكبار ستوزع على الأندية الأخرى لتزيد من حصتها المالية وبالتالي لن يكون هناك إهدار كبير".
تخصيص الأندية الرياضية توجه اقتصادي واجتماعي نوعي
الخصخصة جزء من مشروع أوروبا الجديدة
بينما علق الأستاذ/ حسين العبدالوهاب قائلاً: "إن موضوع الخصخصة طويل، وقد كنا سابقاً نعاني من سوء التطبيق لبعض الأفكار الجيدة، إلا أن ما تم مؤخرًا هو الخطوة الأولى لمشروع الخصخصة والتمهيد الحقيقي له، وخلال سنتين إلى ثلاث سنوات المقبلة سنجد ملف التخصيص في القطاع الرياضي بالشكل الذي يليق به، وسمو سيدي ولي العهد الملهم قائد الرؤية صاحب القرار تحدث في بداية قيادته لهذه الملفات بأن الشرق الأوسط سيكون مستقبلاً أوروبا الجديدة وهذا ما نجده من سحب للبساط من تحت بعض الأندية الأوروبية سواء في استقطاب اللاعبين أو المدربين، ولاحظنا ذلك في النقل الإعلامي الذي تأثر من وجود النجوم وحتى في النتائج السلبية في بعض المفاوضات التي لم تنجح ولكنها كانت موصلة للهدف؛ سواء تعاقدنا مع لاعب ما أم لم نتعاقد معه فإن الهدف الحقيقي من ذلك قد تحقق وهو الوصول لأكبر شريحة من الناس، وأصبحت شعوب العالم تعرف المملكة وبدأت في البحث عنها، أما عن تأثير المشروع على أندية الوسط ودخولها إلى المنافسة على الدوري فاعتقد انها ستكون مؤثرة في المنافسة إن لم تنافس ومع الوقت سيتقلص الفارق الموجود بين الأندية خصوصًا النواحي المالية التي تعد عصب المشاريع الاستثمارية".
وواصل العبدالوهاب قائلاً "أتمنى ألا نرتكب أخطاء غيرنا السابقين فمن وجهة نظري أننا إذا أردنا الاستفادة من شيء وإمكانياته لابد أن نعود به على أصله وبالتالي نتمكن من تحقيق الهدف المأمول، والرياضة في الأساس ترفيه فلذلك لابد أن تحمل النواحي الجمالية والترفيهية حتى تكون مؤثرة في المجتمعات والشعوب والإعلام.
قوة ناعمة
وبالنسبة للسياسة قال العبدالوهاب، إن الرياضة تعد قوة ناعمة توصلنا لأماكن عديدة لذا بالإمكان التأكيد على أن أندية الوسط ستكون مؤثرة تأثيراً قوياً جداً في المنافسة، وهنا أذكر حديث سمو وزير الرياضة الأمير عبدالعزيز بن تركي الفيصل في المؤتمر الأخير عن أن الدعم الحكومي سيستمر مع أندية الوسط ونحن الآن في المرحلة الأولى من التنفيذ الحقيقي لخصخصة الأندية وتحويلها إلى كيانات تجارية، وأرجو ألا يغفل الناس جانباً مهماً جداً وهو أننا حين نتكلم عن الرياضة فإننا لا نقصد رياضة كرة القدم فحسب، صحيح أن العمل منصّب على كرة القدم لكن بلا شك سيكون التأثير شاملاً للألعاب الأخرى، وما نراه الآن في المملكة من إقامة الألعاب الأولمبية السعودية وبدعم حكومي وحراك كبير إلا تأكيد على هذا التوجه وتحقيق أحد مستهدفات الرؤية في تطوير الرياضة والرياضيين والذي سينعكس بشكل كبير على مختلف النواحي السياسية والصحية والمجتمعية والثقافية؛ فالألعاب الأولمبية السعودية مثلاً أثرت في كثير من الأسر وحققت نقلة نوعية حتى على مستوى المعيشة لأفراد تلك الأسر، فعطفاً على تأثير المشروع على الأندية المتوسطة ومنافستها فإنها بالطبع ستتمكن من المنافسة وأتصور أن المنافسة ستكون على استحياء منها ولكنها ستكون مؤثرة بكل تأكيد".
واختتم العبدالوهاب تعليقه قائلاً "تتميز هذه الأندية أنها منافس قوي على مستوى الإدارات وهذا جميل جداً ويعد هذا الأمر أكبر معضلة تواجهها في القطاع الرياضي على مر السنين حيث كان لدينا إشكالية كبيرة جداً من النواحي الإدارية تكمن في إدارتها والدليل أن نادياً ميزانيته 10 ملايين لديه من المشكلات ما يقارب ال100 مليون ريال، مما يدل على أن المشكلة كانت إدارية بحتة، كذلك فإن الخصخصة ستؤثر في قضية جلب الكفاءات الإدارية على مستوى كبير جداً والتي ستبتعد عن النواحي العاطفية وهذا مهم جدا".
استحواذ الصندوق على الأندية
وطرح الأستاذ هاني وفا سؤالاً قال فيه: "هل استحواذ صندوق الاستثمارات على الأندية محدد بمدة معينة أم أنه مشروع دائم؟ فنسبة التمثيل حالياً في مجالس إدارات الأندية 75 % ل25 % وكما علمنا فإن الأعضاء سيكونون سبعة (اثنان من الجمعية العمومية، وخمسة من قبل صندوق الاستثمارات العامة)، فهل نسب التمثيل ستتغير حتى تمثل خصخصة كاملة بحيث يعتمد النادي على موارده دون صندوق الاستثمارات العامة؟".
الخصخصة تنقذ إدارات الأندية من المشكلات المالية والإدارية والقانونية
الاستثمار الأجنبي
رد الدكتور حافظ المدلج: "أعتقد أن صندوق الاستثمارات العامة وضّح أن الاستثمار الحالي هو المرحلة الأولى، أما المرحلة الثانية ستكون بعد استقرار الأندية وحينها قد يبيع جزءاً من الأسهم 75 % للمستثمرين في ظل التوجه لفتح الاستثمار الأجنبي، ومن ذلك ما قيل إن كريستيانو رونالدو لديه النية في استثمار أحد الأندية السعودية، وقد يكون المستثمرون شركات رياضية من الخارج، أو شركات مستثمرة في السعودية تريد توسيع نشاطها، فالفكرة مازالت في بداياتها لكن التوجه أنه خلال سنوات لن تظل نسبة استحواذ صندوق الاستثمارات 75 %، فالجمعية العمومية في السنوات المقبلة سيبقى لها حصة وهذه الاندية لها ارتباط كبير بالجمعيات العمومية فهي تضم أعضاء شرف لهم سنوات طويلة وهم يدعمون تلك الاندية فمن الصعوبة أن تأخذ منهم نسبة تمثيل لهم الا ان أرادوا شراء أسهم في النادي لذا ارى انه في الفترات المستقبلية سيتم بيع هذه الأسهم لجهات اخرى وقد تكون جهات اجنبية".
وتداخل الأستاذ حسين العبدالوهاب قائلاً: "لو نلاحظ النسب الموزعة وهي 75 % و25 % فإننا نستطيع القول انه تم تقليص وضع النادي الحالي الى نسبة 25 % تحت اسم مؤسسات غير ربحية والتي بقي فيها الاعضاء القدماء أنفسهم ولكن أكبر مشكلة كانت تواجه هذا الملف في السابق وكانت عائقاً في عدم تقدم الأندية للأمام هي تطبيق الحوكمة فاعتقد أن صندوق الاستثمارات سيلعب دوراً كبيراً في عمل نقلة نوعية لتطبيق الحكومة في الأندية الرياضية ومن ثم سيتم أعادة ضخها في السوق سواء للمستثمرين الداعمين للمؤسسة غير الربحية أو للسوق بشكل عام، وهذا ديدن الصندوق عادة في كثير من المشروعات حيث يقوم بإنجاح الكثير منها ومن ثمّ يعيد ضخها في السوق، فهكذا مشروعات تعد مشروعات للدولة واقتصاد لها؛ لذلك أتصور أن هذه النسبة ستختلف بعد سنتين إلى ثلاث سنوات ولو لاحظنا عقود أغلب اللاعبين الذين يأتون أن مدتها من سنتين ألى ثلاث سنوات وهذا يشكل دافعاً كبيراً للمستثمر الأجنبي وجذبه إلى السوق الرياضي".
نقل ملكية للأندية
من جانبه علق مدير التحرير الأستاذ/ خالد الريش قائلاً: "لا شك أن هذا المشروع نقلة نوعية لكن الحديث عن استثمار وخصخصة فنقل جزء من ملكية الأندية من وزارة الرياضة إلى صندوق الاستثمارات العامة نقلة مهمة اقتصاديا، ولكن أين هي القيمة الاستثمارية في الأندية لصندوق الاستثمارات وفق رأيكم بعيداً عن جماهيرية هذه الأندية؟".
رد د. مقبل أتفق معك، فالعملية حالياً هي نقل ملكية للأندية إلى صندوق الاستثمارات وهو تهيئة لهذه الأندية للاستثمار عبر تطبيق الحوكمة والضبط المالي ورفع قيمة تلك الأندية، من خلال بناء ملعب لكل نادٍ وتوقيع عقود مع محترفين أجانب تكون لهم إضافة للنادي وكذلك تنظيم برامج للجماهير والملابس الرياضية لرفع مستوى الأندية جميعها وإعلاء قيمتها في السوق، وبالتالي تشجيع المستثمر للاستثمار وضخ الأموال فيها وهذا ما أتوقع حصوله.
وعلق د. طلال: لو نظرنا إلى الأندية التي انتقلت إلى صندوق الاستثمارات العامة فنجد أنها انتقلت من جهة حكومية إلى جهة حكومية أخرى، صحيح أنها ليست خصخصة لكننا ننظر إليها كالشركات الناشئة فالاستحواذ بنسبة 75 % يتيح للصندوق إعادة صياغة الحوكمة ورؤية المملكة والمجتمع الرياضي للمنظومة الرياضية واقتصادها وكذلك النظرة الدولية أيضا، فالدولة هي التي مازالت تدعم وتصرف فالمستثمر الأجنبي وحتى المحلي سينظر إلى حوكمة هذه الرياضة ومن يديرها في السنوات القادمة.
كذلك فإن هناك أنظمة كثيرة على المستثمر أن يتجاوزها حتى يصل إلى الاستحواذ على النادي في الخمس سنوات المقبلة ستتاح للمستثمر محلياً أو أجنبياً كيفية إدارة المنظومة وتحديد من سيكون المؤثر، بعد ذلك سيأتي طرح القيمة السوقية والتي سترتفع جداً وستعرف حينها النسبة المطروحة للبيع وكذلك دور الشركات غير الربحية.
التموين الجماعي
وتابع مغربي: قبل عدة سنوات طرحنا فكرة "التموين الجماعي" Crowdfunding وهي موجودة في دول أخرى وتعتمد على تحريك الاستثمار للمشجع فمثلاً المشجع الأهلاوي أو الهلالي وغيرهم من الأندية يمكنه تملك جزء من الأسهم في النادي الذي يشجعه أو أي نادٍ يرى فيه فرصة استثمارية وبالتالي يصبح له دخل يأتيه من التشجيع، كما قد يطرح ما نسبته 5 % أو 10 % فيما يعرف بالاقتصاد التشاركي أو التموين الجماعي من الجهود وبالتالي يكون لدينا نسبة تملك لجمهور تلك الأندية".
وتداخل العبدالوهاب قائلاً:
"مما يؤكد أن الحاصل هو استثمار في الأندية، هو استثمار أرامكو في نادي القادسية مثلاً، صحيح أن الأندية المستحوذ عليها من قبل الصندوق أندية جماهيرية لكن دور الصندوق في الفترة المستقبلية هو حل المشكلة التي تواجه المستثمر للدخول في هذا القطاع وهي الحوكمة، وهذه المرحلة ما هي إلا خطوة اولى للتحول إلى كيانات تجارية كقطاع خاص وعندها يمكن للمستثمر المجيء، فالصندوق وأرامكو وغيرهما من الجهات الاخرى سيلعبون دوراً كبيراً جداً في تفعيل الحكومة والاهتمام بالنواحي المالية ووجود الكفاءات ولن تكون التعيينات في الاندية بناء على الولاءات بل على الكفاءات وهذه كانت معاناة كبيرة يعاني منها القطاع الرياضي".
* وتداخل د. طلال قائلاً "الخصخصة لا تعني بتاتاً أنها مجال للربح وبالتالي على المجتمع الرياضي أن يعي أن الخصخصة ليس لها علاقة بأن الأندية الرياضية: ستكون رابحة، لكن بطريقة مباشرة وغير مباشرة ستغذي الخصخصة من خلال المنظومة الرياضية اقتصادات أخرى، كالدعاية والإعلان والمنتجات الرياضية والمطاعم ونسبة إشغال الفنادق وغير ذلك، ما يسمح لنا تحقيق مستهدفات الرؤية وقد يكون أكثر من ذلك، ومن الجميل أيضاً أن الضامن والمفاوض والموقع لعقود اللاعبين النجوم هو صندوق الاستثمارات العامة، وهذا يضمن أن لا يخرج هؤلاء النجوم بصورة سلبية أو يؤثروا سلبياً في الإعلام".
المرحلة الثانية من المشروع تشمل بيع جزء من الأسهم يصل إلى 75 % للمستثمرين
مشروع سياحي ترفيهي ثقافي رياضي
* وعلق د. حافظ، إن المشروع مشروع ترفيهي ثقافي رياضي سياحي وهذه الجهات الأربع تعمل معاً فمثلاً مباراة باريس سان جيرمان مع الهلال والنصر نظمها موسم الرياض وهي جهة ترفيهية، وبعض النشاطات في الدرعية نظمتها وزارة الثقافة، ووزارة السياحة لها جهد كبير في هذا المجال، فمثلاً قبل عشر سنوات لم يكن أحد يعرف مدينة برشلونة كوجهة سياحية أما الآن فإنها وجهة سياحية لأربعين مليون سائح في السنة والسبب نادي برشلونة، وكذلك مدينة مانشستر، لهذا عندما نجد المشروع يرعى أندية كنادي العلا في العلا ونادي الصقور في نيوم ونادي الدرعية في الدرعية، فإننا نعلم أن الهدف من ذلك سياحي بالدرجة الأولى، وكذلك لعبة البولو التي يشارك بها رجال الأعمال نجد أن بطولاتها تقام في مدينة العلاء الأمر الذي يعرف السياح بالمدينة، فهذه الأندية ستكون مستقبلاً نواة لمشروع سياحي ترفيهي ثقافي رياضي، وأما بالنسبة للأندية الأربعة الكبار فإن الهدف بالدرجة الأولى من المشروع هدف رياضي، فمن كان يتخيل أن يتنافس الهلال مع برشلونة وميامي على لاعب مثل ميسى وكذلك بنزيما الذي تنافس عليه الاتحاد وريال مدريد، فكما ذكر الزملاء أنه بمجرد المنافسة وتردد اسم المملكة في الإعلام وسواء فزت بالصفقة أو لا فقد تحقق الهدف وصرنا نملك قوة ناعمة نستطيع من خلالها تغيير الصورة النمطية عن بلادنا وثقافتنا، والموضوع حقيقة ليس رياضياً فحسب بل هو ثقافي وترفيهي وسياحي أيضاً".
قفزات نوعية
طرح بعدها الأستاذ أسامة النعيمة تساؤلاته قائلاً: "لفت نظري جزئيتين في كلام الدكتور حافظ والدكتور مقبل، الأولى وهي أن الدكتور حافظ ذكر أن من عناصر الخصخصة الرئيسية تطوير البيئة فهل ترى أن البيئة الرياضية سريعة التجاوب لتتحقق الأهداف وفق المخطط لها أم ترى تباطؤاً وبالتالي تتأخر النتائج سنوات إلى أن تتم الخصخصة بشكل كامل؟ أما الثانية فهي على ما ذكره الدكتور مقبل عن الاستقطابات للنجوم والمدربين، هل تتوقع أن ترى تأثير لوجودهم في رياضتنا وأن يكون لنا دور في كأس العالم وسيطرة على البطولات الأسيوية؟".
رد الدكتور حافظ المدلج قائلاً: "إن وزارة الرياضة قفزت خطوات كبيرة ونوعية من خلال الاستقطابات واستضافة البطولات العالمية كفورمولا 1 ورالي داكار وبطولات المصارعة والملاحة والسوبر الإيطالي والسوبر الإسباني وغيرها، ووجود رجل قوي وداعم كالأمير محمد بن سلمان، يجعلني أتوقع المزيد والافضل فبعد ثلاث سنوات ستستضيف المملكة نهائيات آسيا 2027م والملاعب الحالية غير كافية لهذه البطولة وبما أن صندوق الاستثمارات العامة دخل وبقوة في هذا الموضوع فأنا متأكد أن الامور ستتغير الى الأفضل قريباً.
وحاليا يمكن القول انه لدينا ملعبان يصلحان لخلق تجربة رياضية ممتعة وحضور الاسر اليها وهما ملعب الجوهرة والاول بارك وأعتقد أن ذلك قابل للتغيير نحو الأفضل وستكون هناك نقلة نوعية في هذا المجال وستقام كأس آسيا في ملاعب مثالية بكل تأكيد".
تجربة الاحتراف
فيما علق الدكتور مقبل بن جديع قائلاً: "بالنسبة للاعبين فتجربة الاحتراف في بدايتها انعكست على جيل كامل أما حاليا فنجد رونالدو مثلا له دور كبير في التأثير على ثقافة لاعبي الأندية، وتشجيع زملائهم للمجيء إلى الدوري السعودي، فبقدوم النجوم الكبار يتحول الدوري السعودي إلى وجهة مستقطبة لنجوم الرياضة، واحتكاك اللاعب السعودي بهؤلاء النجوم سيكون ذا انعكاس ممتاز وآثار جيدة قد تظهر بعد سنوات فاللاعب المحلي ذو موهبة وبوجود إدارة جيدة ذات قرارات صائبة سيكون التأثير واضحا على مستوى الرياضة وكرة القدم في السعودية".
صندوق الاستثمارات العامة يلعب دورًا مهمًا في حوكمة الأندية الرياضية
آلية توزيع اللاعبين والمدربين العالميين
وتساءل أ. هاني وفا "كيف سيتم توزيع اللاعبين والمدربين النجوم على الأندية؟ هل سيكون ذلك من قبل صندوق الاستثمارات أم أن الأندية هي التي تختار؟"
رد الدكتور/ مقبل بن جديع قائلاً: "الآلية المتبعة هي ان الصندوق يستفهم من النادي عن اللاعبين الذين يستهدفهم وعندها تقوم الجهة المفاوضة بالتحدث إلى اللاعب وتوقيع العقد معه، فالاختيار يكون من قبل النادي بالنسبة لاختيار المدربين أعتقد ان القرار سيكون فنياً أكثر، أما بالنسبة للاعبين فلا شك أن المستهدفين ذوو قيمة فنية عالية ويعود اختيار الاندية لهم بناء على حاجة كل منها لمركز اللاعب ومن ثم يتم التفاوض مع اللاعب".
* وعلق د. طلال، لو تحدثنا عن الفترة الاولى لقدوم اللاعبين الكبار الى الدوري وأقصد الفترة التي تولاها سعادة المستشار تركي آل الشيخ كانت تطرح الأسماء عن طريق لجنة استشارية وعن طريق الاندية ايضا وهنا تقرر اللجنة أن اللاعب الفلاني سيذهب إلى النادي الهلال مثلاً، وكذلك أيضا بشأن المدربين فطريقة توزيع اللاعبين قد يختلف فيها وقد يتفق عليها، حسب الاهداف المتحققة من ذلك سياحياً أو الأهداف المستقبلية كاستضافة البطولات الرياضية.
التنافس على البطولات
ثم طرح الزميل عماد الصائغ عدة أسئلة، حيث بدأ مع الدكتور حافظ المدلج قائلا، في حديثك ذكرت أن التنافس على البطولات سيكون ما بين جودة ادارات الاندية وان الخصخصة ستؤثر على الجانب الإداري والمالي والقانوني، نحتاج الى توضيح لهذه النقطة هل من الممكن أن نجد منافسة من الاندية المتوسطة وتحقق البطولة كما فعل نادي الفتح سابقا؟
السؤال الثاني: رأينا نادي الاتفاق اقترب من التوقيع المدرب الشهير ستيفان جيراد فهل هذا يعطي إشارة الى ان الاهتمام بالمدربين سيكون بناء على اسمه وشهرته أكثر من قدرته الفنية خاصة أن جيراد لا يمتلك تجربة تدريبية فنية قوية؟".
رد الدكتور المدلج: "بالنسبة للسؤال الاول فان التنافس بين الاندية على المستطيل الأخضر موجود بلا شك لكن الفارق بين الاندية في وضعها من الجهة الإدارية والقانونية والمالية فالمشروع عدّل هذا الأمر بالحوكمة وحل المشكلات الادارية والمالية والقانونية إضافة إلى إدخال قانون اللعب المالي النظيف مستقبلًا والذي سيحقق نقلة نوعية في الرياضة فالتوقع بتحقيق أحد الأندية المتوسطة لبطولة الدوري هذا ممكن؛ لأن المنافسة دائماً تكون في الملعب حتى بوجود الأسماء الكبيرة التي تكون في الغالب إعلامية وتسويقية؛ فاللاعبون الذين يجلبهم ويتعاقد معهم صندوق الاستثمارات لهم بعد إعلامي وتسويقي ورياضي واحترافي، وكذلك ايضا بالنسبة للمدربين. وستيفان جيراد كانت له تجربة ناجحة في اسكتلندا تدريبيا، اضافة الى كونه اسطورة في ليفربول والمنتخب الانجليزي وكذلك المدرب نونو سانتو مدرب الاتحاد له صدى إعلامي جيد وهذا ما يمكن قوله وأكثر عن مورينيو الذي يعد نجم شباك بامتياز فإذا جاء للدوري فلقيمته الإعلامية الضاربة".
الفرق بين المؤسسات غير الربحية وشركات المسار الثاني
ووجه الصائغ سؤالًا للعبدالوهاب، ما الفرق بين المؤسسات غير الربحية والشركات التي تبحث عن الربحية مثل أرامكو وSTC؟ وما وضع الأندية في المسارين؟
علق الأستاذ/ حسين العبدالوهاب بقوله: "المرحلة القادمة التي تحدثنا عنها وهي تولي أرامكو والصندوق لهذين الملفين انما هو مجرد تهيئة لهذه الاندية وهذا القطاع لما بعد هذه المرحلة، ولكي تحول الاندية الى كيانات تجارية ذات ربحية لابد من الخصخصة وكما ذكرنا فإن ملكية 25 % هي عبارة عن ملكية لوزارة الرياضة ومطبق عليها ما قلص اسم النادي الى مؤسسة غير ربحية، وأعتقد أن نادي القادسية أيضاً بنفس الكيفية والنسبة أي 75 % و25 % وإن لم يذكر ذلك في المؤتمر بوضوح؛ لكن نقلاً عن رئيس النادي الذي أكد هذا الامر، وهكذا بالنسبة لسائر الأندية؛ لان الهدف أن تتهيأ لما بعد هذه المرحلة التي تمتد لسنتين أو ثلاثة وبعدها يمكن الحديث عن الوصول للمستثمر وكذلك إعلاميًا وعالميًا وايضا التحسن في مستوى المنافسة؛ فالحراك الذي سيحصل خلال المرحلة المقبلة سيقضي على كثير من القضايا والمشكلات التي تتسبب بالصداع على مستوى الدوري والإعلام الخارجي كما سيتحسن مستوى النقل التلفزيوني بالإضافة إلى البطولات التي ستستضيفها المملكة فهذا كله متكامل للوصول الى مرحلة التحول لكيانات تجارية ودخول الاستثمار من هذا الباب، لكن نتائج هذا الحراك الحقيقية لن تظهر قبل خمس سنوات وهذا من الآن من الناحية الاستثمارية لا المالية وايضا المستوى الفني فيما يتعلق بتنافس الأندية".
تجربة الاحتراف حولت الدوري السعودي إلى وجهة مستقطبة لنجوم الرياضة
الخصخصة ستحدد أدوار الأندية
وعلق الدكتور/ طلال المغربي على توزيع أدوار الأندية قائلاً: "هذا الأمر موجود في كل الرياضات العالمية كرة القدم وغيرها، فلو أخذنا الدوري الإنجليزي كمثال نجد أنه حتى في الدرجة الثانية والثالثة المناطق وأبناؤها مرتبطون بأنديتهم على انهم قد يشجعون اندية اخرى لكن تجدهم بشكل مباشر وغير مباشر مرتبطين بنادي منطقتهم، وكلنا نعرف قصة مدينة نابولي وناديها التي تحولت من مدينة تظاهرات الى مدينة اقتصادية بفعل مجيء اللاعب الأرجنتيني العالمي دييغو مارادونا، ومثال آخر نادي نيوكاسل الذي عرض في سنوات سابقة للبيع للتخلص من المستثمر السابق للنادي الذي لم يتمكن من الاستفادة من مقومات المدينة الاستثمارية والاقتصادية فكانت المدينة تعاني وكذلك النادي، وهناك مثال آخر أود طرحه وهي الاندية الهولندية والبلجيكية التي تستغل بطريقة ما من الاندية الانجليزية فتجلب تلك الأندية اللاعبين من أمريكا الجنوبية ويحصلون على الإقامات خلال سنتين أو ثلاث سنوات ومن ثم يتم بيعه الى الاندية الإنجليزية، لو تمكن نادي مثل نادي الرياض من الاستفادة من القانون خاصة اللاعبين المواليد ويعاد استثماره ومن ثم بيعه لأندية سعودية أو حتى أوروبية وبالتالي يمكن أن تلعب هذه الاندية هذا الدور وتكون قادرة على التعريف بمدينتها وتحريك الاقتصاد فيها بالدرجة الأولى".
الاستثمار الرياضي يمتد إلى الأكاديميات الرياضية والمنتجات والملابس الرياضية وشركات التسويق الرياضي
الفرص الاستثمارية
واختتم الدكتور/ مقبل بن جديع "ندوة الرياض" متحدثاً عن الفرص الاستثمارية للأندية في المسار الثاني وإمكانية مشاركة صندوق الاستثمارات العامة ببعض شركاته فيها، قائلاً:
"إن هذا الأمر سيشمل الجميع وربما خلال أشهر فقط ونجد أن أغلب الاندية شملها هذا المشروع لكن لا أظن أن الاستثمار الرياضي مقتصر على الأندية فقط، بل سيشمل الأكاديميات الرياضية الذي تعاني من الاستثمار العشوائي بالإضافة إلى الاستثمار في المنتجات والملابس الرياضية وأيضاً شركات التسويق الرياضي التي تحتاج إلى تشريعات تحفظ حقوقها".
ضيوف الندوة
د. طلال مغربي
د. حافظ المدلج
حسين عبدالوهاب
د. مقبل آل جديع
حضور الندوة
هاني وفا
خالد الربيش
أسامة النعيمة
سعد الرويس
عماد الصائغ
خالد العمار
صالحة العتيبي
سارة القحطاني


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.