الإنسان في معناه البعيد منظومة من المواقف والمبادرات المفيدة التي تضفي على الآخرين ذلك الإحساس بالتواصل مع مظاهر الحياة المختلفة، والمواقف ظلت دوماً اختباراً حقيقياً لمعدن الإنسان قيمة وقامة ، فإما أن تطغى الجوانب الإنسانية المشرقة للشخصية أو أن تستأثر العتمة على طباعه. ولعل القيم الإنسانية استقرت على مدى التاريخ على تغليب منابع الود على نوازع البؤس فليس من إحساس أجمل من مترادفات الخير الكثير يمكن أن تهديها لمجتمعك ووطنك الكبير. إن فن التواصل مع الناس واكتساب احترامهم ينطوي على حزمة معتبرة من المهارات والقدرات وعلى فهم دقيق لخصائص وفضاءات النفس البشرية، لأن جانب اكتساب توجهات الناس أصبح مظهراً مهماً للحياة المعاصرة، بل بات مكوناً أصيلاً لكثير من الأنشطة الإنسانية بجميع أبعادها الثقافية والاجتماعية والاقتصادية. والواقع أن ما دفعني إلى هذه المقدمة قدرة بعض الذين تسمع عنهم أو تقرأ عن مواقفهم ومساهماتهم المتعددة ممن يكونون في موقع التعامل اليومي مع الناس بكل فئاتهم، إلى تحويل هذا النشاط اليومي إلى متعة حقيقية من جماليات التواصل مع عامة البشر، بما فيها من تحمل كبير لضغوط العمل واستيعاب للظروف وتحويلها الى مسار من الرضا والاقتناع، إنها مهمة عسيرة ضمن واجبات متراكمة، ولكني أعرف أن من يتولى مثل هذا العمل الإنساني. لابد أن يتميز بخصائص سلوكية وسعة أفق وقدرات شخصية فذة في تحليل توجهات الناس وثقافتهم السلوكية، لأن اختياره لتولي أعباء المجال الإنساني بصفة عامة والرياضي بصفة خاصة فيما يتحقق مع رغبات وتوجيهات ولاة الأمر حفظهم الله أقول هذا الكلام وفي ذهني أحد هؤلاء الذين يتولون هذا العمل الإنساني النبيل بصفة يومية أثارت لدي شعوراً بالارتياح، وهو إحساس منعكس مما رأيته على وجوه المجتمع من رضا واضح واطمئنان إنها مرحلة من الشفافية والثقة مستصحباً بشاشة وجه وانشراح النفس. نعم إنه فصل من ذلك العمل الإنساني النبيل الذي يستوعب مسارات الأمزجة ويسعى لضبط إيقاعها وجعلها منسجمة مع المشهد العام لخطة العمل ووجوب إتقانه الى أبعد حد، وهو ما يجعله بذلك الحضور النفسي والصفاء الذهني لتحقيق أعلى المكاسب في مجال العمل الإنساني النبيل من خلال مساهماته الكثيرة في منصة إحسان ومنصة جود والجمعيات الخيرية واليتامى في أنحاء وطننا المعطاء ستجد للشيخ عبدالعزيز بن أحمد بغلف بصمة إنسانية فكم ابتسامة حققها على وجه اليتيم والمعاق والمحتاج إنها فنون الإدارة والثقافة التي يتعامل بها عبدالعزيز بغلف يتداخل معها ذلك السلوك الإنساني الرفيع الذي يمنحه لجميع أبناء هذا الوطن بدون تمييز لأي فئة معينة ، وهي في الواقع إشراقات شخصية مميزة في إضفاء روح جديدة لما تعارف الناس عليه في تعاملاتهم اليومية، إنه غوص عميق في نفسيات الآخرين وإصرار متواصل لاكتشاف أبعادها وضبط توجهها وتجييره للارتقاء بخدمة الناس وتلبية متطلباتهم الحياتية يشهد بذلك تلك المنصات التي أنشأتها الدولة (أعزها الله) كمنصات إحسان وجود والجمعيات الخيرية واليتامى وكذلك مساهماته ودعمه المستمر للرياضة بصفة عامة ولنادي النصر بصفة خاصة في الأعوام الماضية يفوق الستين مليون ريال وما ينكر دعمه إلا جاحد. إن الإنسان النبيل عبدالعزيز بغلف يرسم المتعة والابتسامة على وجوه فئات المجتمع من دون أن ينتظر مقابلاً، وبعيدًا عن ضوضاء الإعلام لأن ما يكتسبه من رضا الذات وطمأنينة النفس، وما يدخره له المولى سبحانه وتعالى من أجر كبير كفيل بأن يجعل منطلقات اقترابه ممن يحتاج إلى مؤازرته ووقفاته أكبر حافز للانخراط في أنشطة متواصلة من الإسهامات الخيّرة التي تليق بمقامه وإنسانيته الجياشة.