يردد البعض: "إن الخدمات موجودة في الرياض فقط"، لكن رحلة قصيرة من العاصمة إلى شقراء مروراً بحريملاء والقرينة ورغبة والقصب، تثبت أنه اعتقاد خاطئ تماماً، فالدولة -رعاها الله- بسطت رعايتها على المحافظات والقرى خارج الرياض، وجعلت منها مدناً متكاملة الخدمات، واهتمت من خلال وزارة النقل والخدمات اللوجستية بالطرق، ومهدتها للمسافرين، فيما قامت البلديات بواجبها من حيث التشجير والإنارة، وتزيين البوابات، والاهتمام بالتفاصيل الصغيرة، فأصبح الطريق من الرياض إلى شقراء مليئاً بمشاهد تستحق التصوير والتوقف عندها، لرؤية مناظر مبهجة تمتد على مرأى البصر، حتى الصحراء تزينت بكثبان رملية تضيف جمالاً يزداد توهجاً على جانبي الطريق. وبالاقتراب من "حريملاء" يشهد المسافر على الطريق جهوداً واضحة للمحافظة بقيادة محافظها عبدالرحمن الغملاس ولبلدية المدينة، برئاسة المهندس عبد المحسن الحمادي، فاللوحات التعريفية عن "حريملاء" و"ملهم" و"القرينة" تمتد على المداخل والطرق الرئيسة، وممشى "القرينة" على المسارين جرى تطويره بإنارات ديكورية وأحواض زراعية، واستُبدلت أعمدة الإنارة التقليدية على طريق الملك عبدالعزيز بحريملاء بأعمدة إنارة ديكورية، فصار شكلها أجمل، وإضاءتها بالمساء أفضل، كما استكملت البلدية إنارة طريق "صلبوخ– حريملاء". ومن بعيد تبدو لك "حديقة الشلال" متنفس أهالي حريملاء وكأنها جزر وسط المياه، وما إن تقترب قليلاً يتضح لك أنك أمام جلسات بالهواء الطلق، تمتد صعوداً في متعرجات ومنحنيات زادتها جمالاً، يطوقها اللون الأزرق ويتداخل معه الأخضر والأبيض لينسجوا معاً لوحة جميلة تشعرك بالصفاء النفسي، فضلاً عن أماكن أخرى بها لإقامة الفعاليات، وتسويق منتجات الأسر المنتجة؛ وعقد مؤخراً ولمدة ثلاثة أيام فعالية معرض القبة الفلكية للعلوم التي نفذتها مؤسسة حريملاء الوقفية للعلوم بتعاون مشترك بين محافظة وبلدية حريملاء، وذلك في حديقة الشلال، ولقي إقبالاً كبيراً من المتنزهين وعابري الطريق. وحظيت الجلسات المحاذية لسد حريملاء بمظلات حديثة لخدمة مرتاديها من الأهالي والزوار، وتجملت عدة مواقع جبلية بإنارة تجعل منها مشهداً رائعاً عندما يظللها سواد الليل. وحظي طريق الملك سلمان بحريملاء بتأهيل وتطوير يليقان به، من خلال أعمال الإنارة وتزيين الأرصفة، فيما بدت حديقة جامع الحزم والساحات المحيطة بها مبهرة بإنارة حديثة، يتوازى معها جمالاً مشهد الميادين المختلفة بطريق الملك عبدالله بحريملاء، فضلاً عن تنفيذ مشروع درء أخطار السيول بحريملاء وملهم والقرينة. وعن "القرينة" تقول المصادر التاريخية: إنها قديماً كانت تُعرف باسم "قرّآن" وكانت معمورة ذات نخل، وهي كذلك بالفعل الآن لمن ذهب إليها، ورأى اسمها بحروف كبيرة يمتد أمام القادمين، وكأنه يرحب بهم، فارداً يديه كجناحي طائر ضخم. وتقع القرينة في وسط شعيب حريملاء، الذي يمتد حتى "ملهم"، بمحاذاة الوادي، ويقول أهلها: إن هطول الأمطار يضفي عليها جمالاً، فيما تشتهر بوفرة مياهها الجوفية مقارنةًً بما حولها من بلدان مجاورة، كما تزدهر بها الصناعة من خلال منطقة صناعية كاملة مجهزة بالإمكانات الحديثة، والتي تزود الرياض والمناطق القريبة منها بمنتجاتها المختلفة. ومثلما تطورت طرق "حريملاء"، حدث المثل مع "القرينة"، سواءً في الإنارة أو الرصف أو الممشى، وإن كانت جبالها بحاجة إلى استثمار سياحي فعّال، إذ تصلح كخلفية لفعاليات متنوعة، خاصةً عندما تُضاء ليلاً، وتمتد الخضرة قدر الإمكان في كل مكان من محافظة حريملاء تماشياً مع التوجه إلى السعودية الخضراء وفق الرؤية المباركة 2030. مناظر جمالية إنارة الشوارع واهتمام بالطرق سد سيول الأمطار