من الطبيعي أن الرياضي العادي أو المشجع البسيط أو من هو متابع للرياضة دون اختصاص أو دراسة أو تحقق يتساءل هذا السؤال، وهو السؤال -الذي أرى ومن وجهة نظري- أن الكثير سأل وطرح وتعجب، وكان يقدم سؤاله في كل مكان يأتي من خلاله الحديث عن الخصخصة، أحبتي الخصخصة جزء مهم جداً ونقلة نوعية كبيرة للرياضة انطلق فيها العديد من الدول قبلنا ولكننا وصلنا في نهاية المطاف، والأمر المهم والأهم في هذا السؤال، حتى لا يكون الإنشاء أكثر من الفهم، أن الخصخصة ستكون عائداً ورافداً مهماً لكل من العوامل الاقتصادية والإدارية والمالية للرياضة.. كيف؟! ستكون الرياضة في قادم الأيام بالنسبة للأندية التي انطلقت فيها الخصخصة مختلفة جداً من حيث أولاً مشاركة القطاع الخاص في هذا العمل، وهذا ما سيجعل المنافسة المالية تكون أكبر والسبب اهتمام المستثمر دائماً بالعائد المالي، ولما للرياضة من اهتمام كبير من قبل أفراد المجتمع، لذلك سيكون هناك تنافس على كافة الصعد من قبل القطاع الخاص للمشاركة وبفعالية أضعاف ما كانت في السابق من القطاع الخاص لأن المردود سيصبح أضعاف ما كان يقدم له في السابق، وحتى أوضح الصورة أكثر الإعلان سيكون بأضعاف السعر.. ولكن المردود سيكون بأضعاف أضعاف السابق، نقطة أخرى أقدمها لما سنستفيد منه في الخصخصة وهي أحد أهم العوامل.. وهي إيجاد فرص عمل أكبر للشبان والشابات في الوطن، حيث ستكون هناك مشاركة أكبر وتحتاج إلى عدد أكبر من الموظفين والعاملين، وهذا سيعود بنفع اقتصادي على مستوى المواطن والرياضة، ولعلي أختتم نقطة لماذا الخصخصة بأمر اقتصادي مهم لمن يعي ويفهم في مهام وأدوار سوق المال والأعمال، ترقبوا أسهم الشركات المشاركة في الخصخصة في الأيام القادمة، حيث ستكون نتائج المباريات جزءاً مهماً تلعب دوراً كبيراً في ارتفاع وهبوط أسهم هذه الشركات والسبب تداخل قوة وسمعة الشركة مع الفوز والخسارة والجماهيرية. وزارة الرياضة ودورها مما لا شك فيه بأن وزارة الرياضة ستلعب دوراً كبيراً في الخصخصة، حيث إنها تحمل العبء الأكبر في هذه النقلة من حيث كونها مشرع ومسوغ للرياضة في السعودية، ومن حيث دخول جهات أخرى مختلفة في عملها، وستكون رقيباً أيضاً عليهم وعلى أعمالهم مع بعض الجهات، إذاً وحتى لا أتشعب في هذه النقطة كثيراً لأنها بحر لا نهاية له ويطول الحديث والجدل فيها بما يخص اختصاصات الوزارة وعملها ودورها وما تقدمه وما تتدخل فيه وما يخص الكثير من الجوانب التي أعتقد أنني أحتاج لزاوية كاملة حتى أتطرق لهذا الموضوع المهم والبارز، ولكني اختصر كل هذا في قول: أتمنى وكل الأمنيات بالتوفيق للقائمين في وزارة الرياضة على هذه النقلة وأعانهم الله على الجهد الذي سيبذل في قادم الأيام. أندية الخصخصة وأعمالها بما يخص هذا المحور المهم والجوهري والذي أتمنى من جميع متابعي الرياضة السعودية تحري الدقة وعدم التعجل في هذه النقطة، من حيث دور مجلس إدارة الشركات وعمل إدارة النادي وعمل المدربين واختيار اللاعبين والإدارة المالية وآليات الصرف وكيفية إدارة الشركة وآلياتها.. إلخ. جانب مهم وحساس وما تمنيته في السابق أن لا نستبق الأحداث، فالحدث أكبر مما يتخيل أي متابع، وأعتقد بأن المختصين في جانب الخصخصة والتسويق الرياضي والإدارة الرياضية والكثير غيرها هم أجدر وأعلم مني في الإجابة عن الكثير من النقاط حيال كل ما ذكرت سلفاً، ولكني بحكم خبرتي البسيطة في هذا المجال أقول إن العمل اختلف من كونه رياضة ومتنفساً وعشقاً وتشجيعاً وحباً وانتماء وولاء وعملاً ومثابرة وإخلاصاً وأرباحاً ونتائج ومحاسبة ودقة، لأن -وبخلاصة- العمل القادم مختلف على كافة الصعد، فاليوم ومع الخصخصة أصبح الأمر مختلفاً، ولعلي أمثل بشيء بسيط: الخطاب أو الإيميل الذي سيصدر بين إدارة وإدارة أو قسم وقسم داخل أروقة هذه الشركات محسوب وله أبعاد كبيرة لا تتحمل الخطأ حتى في صيغة جملة واحدة فقط، فاليوم أصبح الرقيب يرصد بالثانية وليس الدقيقة، فهناك عوائد وخسارة وربح، وهناك من سيضحي بماله وجهده وعمله من أجل هذه الشركات، ولهذا لم تعد الغلطة كما في السابق، وحتى على مستوى الحديث في وسائل الإعلام على سبيل المثال سيختلف الأمر تماماً، فالاجتهادات السابقة التي كانت تحدث من خلال المراكز الإعلامية للأندية وبعض الهفوات والعبارات ستنتهي تماماً، لأن الجميع يراقبك وعلى كافة الصعد، ومن سيخطئ سيكون ليس له محل بين العاملين داخل أقسام وإدارات الشركات. الإعلام والخصخصة هنا نقطة جوهرية أخرى مازلت لم أجد لها إجابة، وأتساءل عن حال الإعلام في قادم الأيام، وحديثي ليس على مستوى الصحف أو القنوات التقليدية لأني أرى أن العمل لن يتغير والسبب وجود الرقابة والسياسة هيا نفسها وليس هناك جديد، ولكني لم أجد إجابة عن بعض الإعلام ووسائل التواصل وما نشاهده من هفوات وغمز ولمز و..إلخ، وما حالها مع الحقبة الجديدة ولن أطيل في هذا الملف أبداً لأني لا أعلم وليس لدي إجابة له ولكني سأترك المشهد القادم يتحدث ومن ثم سأعود لطرح هذا الموضوع من خلال منبرنا العظيم «دنيا الرياضة» بالجريدة الكبرى «الرياض». هنا صورة مع التحية وفيها الختام: أيها الشعب السعودي العظيم رياضتنا عالمية، وأصبحت بوصلة العالم الرياضي أجمع تتجه نحو مملكة العز والشموخ وقبلة المسلمين والسعودية العظمى، ولهذا إليكم ومعكم ومنكم سنكون خير واجهة رياضية للعالم أجمع، كيف لا ونحن نتفاخر بديننا أولاً وبقيادتنا ثانياً وبشعبنا الجبار ثالثاً، ومن هذا المنطلق لعلي أقول وأنا أستوحي ما في قلوبكم لما نشاهد من صفقات عالمية ومن أحاديث عالمية وأوروبية وغيرها عما يحدث في بلدنا السعودية.. لهذا نقول جميعاً كجمهور رياضي: هذه البداية ومازال هناك مزيد، ترقبوا رياضتنا وشاهدوا القادم، ولعل العالم أجمع سوف يجبر في قادم الأيام على الاشتراك في الباقات الرياضية الخاصة بنقل أحداث الرياضة السعودية.. ولكني أتمنى أن تتحمل الأقمار الصناعية كل الضغط الذي سيحدث لها فالحدث أكبر وأقوى وأعظم مما يتخيلون، وهذا ليس بغريب، فأنتم تشاهدون وتتابعون السعودية العظمى. محمد الخثعمي - جدة