قالت القوات الجوية الأوكرانية: إن كييف تعرضت لهجمات روسية لأول مرة منذ نحو أسبوعين. وتمكنت الدفاعات الجوية للمدينة من تدمير جميع الصواريخ، ولكن أصيب شخص وتضررت منازل بسبب تساقط الحطام. وتضررت مناطق أخرى من الهجمات، وأسقطت الدفاعات الجوية ثماني طائرات درون وثلاثة صواريخ كروز. وتأتي الهجمات بعد يوم من زيارة رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز، الذي تعهد بتقديم مساعدات جديدة بالملايين لأوكرانيا، كما تعهد بأن تستمر أوروبا في دعم أوكرانيا طالما كان ذلك ضروريا. وقد زار سانشيز كييف في أول يوم من تولي مدريد للرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي. وقد ذكرت السلطات الأوكرانية في وقت لاحق أن مدينة خيرسون بجنوب أوكرانيا تعرضت لقصف روسي. مواجهة التمرد قال رئيس مجلس الدوما فياتشيسلاف فولودين، إن المجتمع الروسي أظهر نضجه في مواجهة محاولة التمرد، الذي شنه مؤسس "فاغنر" يفجيني بريجوجين في يومي 23 و 24 يونيو الماضي، وأن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عزز مكانته في البلاد وعلى الصعيد الدولي. وأضاف فولودين، عبر تطبيق تليغرام، "من الواضح تماما أنه قد تم تسجيل يومي 23 و 24 يونيو في تاريخ بلادنا، باعتبارهما يومي وحدة وتوطيد المجتمع حول رئيسنا فلاديمير بوتين، بحسب وكالة أنباء تاس الروسية. وقال فولودين " بعد أن اجتاز المجتمع هذا الاختبار، أظهر نضجه، وخرج بوتين من هذا الوضع الصعب بعد أن عزز مواقفه في كل من البلاد والعالم". وأضاف فولودين أن الرئيس فعل كل شيء لمنع إراقة الدماء، كما أكد أن الوضع الصعب أظهر قوة الرئيس بين أفراد المجتمع المدني والقوات العسكرية. كما أكد فولودين أنه على الرغم من نظام التعددية الحزبية في البلاد والقدرة على التعبير عن وجهات نظر متنوعة، لم يكن هناك شخص واحد يدعم التمرد. وفي مساء يوم 23 يونيو الماضي، قال قائد مجموعة فاغنر يفجيني بريجوجين، عبر تليغرام، إن وحداته تعرضت للهجوم، واتهم بريجوجين وزير الدفاع سيرجي شويجو والجنرال فاليري جيراسيموف، رئيس هيئة الأركان العامة للجيش الروسي، بعدم الكفاءة وحملهما كثرة الإخفاقات التي منيت بها القوات الروسية في ساحة المعركة بأوكرانيا. وقالت وزارة الدفاع الروسية إن مزاعم بريجوجين كاذبة. واحتلت مجموعة فاغنر الخاصة بشكل مؤقت مدينة روستوف الروسية بجنوب البلاد، قبل أن تتجه صوب موسكو. وعلى بعد نحو 200 كيلومتر من العاصمة الروسية، تراجع بريجوجين بشكل مفاجئ بعد وساطة أجراها رئيس بيلاروس الكسندر لوكاشينكو. فاغنر تنهي أعمالها قال مدير موقع تابع لمجموعة يفجيني بريجوجن الإعلامية، إن المجموعة ستنهي أعمالها، مما يسلط الضوء على تدهور أحوال رئيس مجموعة فاغنر العسكرية الخاصة، بعد أسبوع من فشل تمرد قصير شنه مقاتلو مجموعته. وبموجب اتفاق أدى إلى إنهاء التمرد، سمحت روسيا لبريجوجن، الحليف السابق للرئيس فلاديمير بوتين، بالعيش في المنفى في روسيا البيضاء ومنحت رجاله خيارات الانضمام إليه أو الاندماج في القوات المسلحة الروسية، أو العودة إلى منازلهم. وانتهجت مجموعة باتريوت ميديا، التي كان من أبرز نوافذها موقع (ريا فان) الإخباري، سياسة تحريرية قومية مؤيدة بشدة للكرملين، بينما قدمت أيضا تغطية إيجابية لبريجوجن ومجموعة فاغنر الخاصة به. وقال يفجيني زوباريف مدير موقع ريا فان في مقطع فيديو نُشر في وقت متأخر أمس، على حسابات وسائل التواصل الاجتماعي الخاصة بالمجموعة "أعلن قرارنا بالإغلاق ومغادرة ساحة الإعلام في البلاد". ولم يذكر زوباريف أي سبب لهذا القرار. وذكرت صحيفة كوميرسانت الروسية، أن وكالة مراقبة الاتصالات الروسية حجبت وسائل الإعلام المرتبطة ببريجوجن، لكنها لم تخض في تفاصيل. ولم يتسن الوصول إلى الهيئة الرقابية اليوم للتعليق. كما ذكرت وسائل إعلام روسية أن موسكو حلت مجموعة للتأثير تنشط على مواقع التواصل الاجتماعي، يُزعم أن بريجوجن استخدمها للتأثير على الرأي العام في دول أجنبية، منها الولاياتالمتحدة. وأشاد زوباريف، في الفيديو بسجل باتريوت ميديا، وقال إنها دافعت عن بريجوجن وبوتين ضد انتقادات المعارضين للكرملين، مثل المعارض المسجون أليكسي نافالني . وقال إن مجموعة باتريوت عملت "ضد أليكسي نافالني وممثلي المعارضة الآخرين الذين حاولوا بكل جهد تدمير بلادنا". وعلى الرغم من التمرد الفاشل، لم تحظر السلطات الروسية رسميا مجموعة فاغنر، لكن بوتين قال: إن السلطات ستجري تحقيقا حول الشؤون المالية لشركة بريجوجن. وأضاف أن فاغنر ومؤسسها تلقيا ما يقرب من ملياري دولار من روسيا في العام الماضي. وخاض رجال فاغنر، بعضا من أكثر المعارك دموية في الحرب المستمرة منذ 16 شهرا في أوكرانيا، وضمت إلى مقاتليها آلاف السجناء السابقين الذين جندتهم من السجون الروسية. ونمت المجموعة تحت قيادة بريجوجن، وتحولت إلى شركة دولية واسعة الانتشار ولها مصالح في مجال التعدين، ومقاتلون في أفريقيا والشرق الأوسط. وتأسست المجموعة في عام 2014 بعد ضم روسيا لشبه جزيرة القرم الأوكرانية وبدأت في دعم الانفصاليين الموالين لروسيا في منطقة دونباس بشرق أوكرانيا.