يودع حجاج بيت الله الحرام المتعجلون منى اليوم الجمعة بالدعاء والدموع بعد أن رموا في ثاني أيام التشريق الجمرات الثلاث تحفهم عناية الله ورعايته، مبتدئين بالجمرة الصغرى فالوسطى ثم جمرة العقبة، وسط تنظيم دقيق وإجراءات آمنة وخدمات شاملة بمتابعة ميدانية مباشرة من وزارة الحج والعمرة، وبتنسيق كامل مع القطاعات الأمنية والمدنية ذات العلاقة المشاركة في موسم هذا الحج، وبعد الانتهاء من الرمي في مشعر منى يتوجه ضيوف الرحمن من المتعجلين إلى المسجد الحرام لأداء طواف الوداع بعد أن قضوا أركان حجهم حاملين معهم أجمل الذكريات المليئة بالروحانية والسكينة، وهم يؤدون مناسك حجهم على أمل أن يعودون إليه مرارا في الأعوام القادمة لتتجدد بهم هذه الذكريات التي لن ينسوها مدى حياتهم لما تحمله لهم من معاني إيمانية كبيرة. وتواصل وزارة الحج والعمرة ورئاسة شؤون الحرمين والقطاعات الأخرى المشاركة مضاعفة الجهود في إدارة الحشود وتنظيمها في الطرق والمسارات المؤدية إلى منشأة الجمرات وذلك حسب خطة التفويج المعتمدة مسبقا وحسبما رسم لها بالتعاون والتنسيق مع شركات الطوافة لحجاج الخارج وشركات حجاج الداخل، وذلك لتحقيق تفويج منظم لأعداد ضيوف الرحمن ليتمكنوا من رمي الجمار بكل سهولة ويسر، وتجدر الإشارة إلى أن منشأة الجمرات جاهزة بكل طوابقها الخمسة لاستقبال الحجاج وكل طابق مزود بالكاميرات والتكييف وسلالم كهربائية كبيرة متحركة لنقل الحجاج لكل طابق وكاميرات مراقبة لتعزيز آليات التحكم إضافة إلى وجود لوحات إرشادية وتوعوية بجميع لغات الحجاج، علاوة على وجود مظلات كبيرة في الدور العلوي لكل جمرة لحماية الحجاج من حرارة ووهج الشمس وتكييف ومراوح رذاذ مائي لتلطيف الجو، وتبلغ الطاقة الاستيعابية لمنشأة الجمرات 300 ألف حاج في الساعة الواحدة وتتكون حاليا من خمسة أدوار وهي قادرة على تحمل 12 دورا في المستقبل وتتوفر بها جميع الخدمات، كما يوجد نفق أرضي لنقل الحجاج إذا استدعت الحاجة. وقد انتهى حجاج بيت الله أمس - ثاني أيام عيد الأضحى المبارك - وأول أيام التشريق - من رمي الجمرات بمشعر منى لرمي الجمرات الثلاث، مبتدئين بالجمرة الصغرى، ثم الوسطى، ثم جمرة العقبة، تأسيًا واتباعاً للرسول الكريم عليه أفضل الصلاة والسلام، وخصصت مسارات متعددة لتوزيع الحشود على الأدوار المتعددة لمنشأة الجمرات لضمان انسيابية حركة الحجيج بفضل الله تعالى ثم بجاهزية مشروع الجمرات بأدواره المتعددة، الذي شُيد بطريقة هندسية تراعي توزيع كثافة الحجيج في الرمي وتربطه بجسور للمشاة مع قطار المشاعر والمناطق المحيطة بمخيمات الحجاج في منى. من ناحية أخرى، أعلن الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الشيخ الدكتور عبدالرحمن بن عبدالعزيز السديس، نجاح خطة الرئاسة لاستقبال حجاج بيت الله الحرام لأداء طواف الإفاضة في أول أيام عيد الأضحى المبارك مع تهيئة كافة الخدمات والإمكانات لضمان سلامة وصحة ضيوف الرحمن، وأشار إلى إنه تم تنظيم حركة الحجاج بشكل محكم وانسيابي منذو وصولهم للمسجد الحرام ، وذلك بالتعاون مع كافة الجهات المعنية، مشيدًا في الوقت ذاته بالجهود المبذولة من قِبَل العاملين والمتطوعين في تقديم أفضل الخدمات للحجاج، وبالتزامهم بأعلى مستويات المهنية، وأضاف أن هذا النجاح في إدارة الحشود يؤكد على تميز المملكة بإدارة شؤون الحج بكفاءة وإتقان، وبما يتوافق مع توجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود - حفظهما الله -، وأكد أن القيادة السعودية - رعاها الله - تولي الحج والعمرة أكبر اهتمام منذ توحيد البلاد على يد المؤسس الملك عبد العزيز آل سعود - رحمه الله -، وبتوالي أبنائه بعده في الحكم، وضع كل منهم خدمة الحجاج والمعتمرين ورعاية شؤون الحرمين؛ نصب عينه، ولفت إلى أن المملكة قامت بتوسعات وتطوير في الحرمين الشريفين، وإطلاق مشاريع ضخمة لتطوير المشاعر المقدسة، وإنشاء مشاريع نقل حديثة لتسهيل حركة الحجاج، واستخدام التقنيات المتطورة والتطبيقات الذكية لتنظيم شؤون الحج، وإقامة مشاريع صحية وخدمية لضمان راحة ضيوف الرحمن. وفي شأن آخر، استقبلت الإدارة العامة للخدمات الاجتماعية برئاسة شؤون الحرمين الحجاج وأطفالهم القادمين إلى المسجد الحرام بالورد والحلوى والهدايا والتعريف على الخدمات المقدمة لهم في المسجد الحرام وإثراء تجربتهم وذلك ضمن حملة الرئاسة خدمة الحاج والزائر وسام فخر لنا " في عامها الحادي عشر " تحت شعار " من الوصول إلى الحصول، وأكد الوكيل المساعد للشؤون الاجتماعية والإنسانية عمر بن سليمان المحمادي استعداد الإدارة تقديم أفضل وأرقى الخدمات الاجتماعية والإنسانية وإرشاد وتوعية قاصدي المسجد الحرام بالمواقع المكانية داخل المسجد الحرام وساحاته وتوزيع الهدايا التذكارية والورود والحلوى، مضيفًا أن الاحتفاء بأطفال الحجاج والتنسيق مع الجهات المعنية للتكامل والتعاون المشترك والإدارات بالمسجد الحرام، بمختلف المجالات الاجتماعية وتحقيق أعلى معايير الجودة والتميز وفق رؤية الرئاسة التطويرية في إثراء تجربة ضيف الرحمن، المنبثقة من رؤية المملكة في خدمة ضيوف الرحمن لتحقيق تطلعات القيادة الرشيدة - أيداها الله - وبذل المزيد من الجهود لخدمة حجاج بيت الله الحرام وتذليل كافة العقبات التي تواجه قاصدي المسجد الحرام.