كشف المنتدى الاقتصادي العالمي "دافوس الصيني" أن الاقتصاد العالمي يمر بلحظة تحوّل محورية، ومن المقرر أن يشتمل برنامج الاجتماع السنوي على العشرات من الجلسات العامة والخاصة تحت 6 موضوعات أساسية: استعادة النمو، والصين في السياق العالمي، وانتقال الطاقة والمواد، والمستهلكون بعد الوباء، وحماية الطبيعة والمناخ، ونشر الابتكار، وبحسب المنتدى سيتم إطلاق أو دفع أكثر من 25 مبادرة وتحالفا في الاجتماع. وفي هذا الشأن أكد رئيس مجلس الدولة الصيني لي تشيانغ أن الصين ستواصل على مدى طويل توفير ديناميكية قوية للتعافي والنمو الاقتصاديين في العالم. وقال خلال افتتاح الاجتماع السنوي ال14، لمنتدى دافوس الصيفي، في بلدية تيانجين المنعقد تحت عنوان "ريادة الأعمال: "القوة الدافعة للاقتصاد العالمي". حيث يجتمع المشاركون من رجال الأعمال والحكومات والمنظمات الدولية والأوساط الأكاديمية في المدينة الواقعة في شمالي الصين لحضور الحدث. وقال لي: إن الصين لا تزال أكبر دولة نامية في العالم، مع تعداد سكان يبلغ أكثر من 1.4 مليار نسمة. مضيفا: "لا تزال تنميتنا غير متوازنة وغير كافية. ومع ذلك، فإن مثل هذا الوضع هو الذي تكمن فيه إمكانات التنمية الصينية وفضاؤها". منوها: أن الصين تعمل وفقا لفلسفة التنمية الجديدة، وتعزز نموذجا جديدا للتنمية بوتيرة أسرع، وتعمل بجد لتحقيق تنمية عالية الجودة. وحث لي على بذل جهود قوية لدعم الإنصاف والعدالة بحزم، والعمل الجاد لحل المعضلة الأمنية، والحفاظ على بيئة تنموية سلمية ومستقرة بشكل مشترك. وتابع لي: إن اقتصادات العالم أصبحت مترابطة ببعضها البعض مع تطور العولمة، مشيرا إلى أن تعاون الدول مع بعضها البعض واستكمال مزايا بعضها البعض هو مطلب لتنمية القوى الإنتاجية واتجاه تاريخي لا رجعة فيه. من جهته أفاد رئيس المنتدى الاقتصادي العالمي بورغ بريندي: إن الاجتماع السنوي ال14 من المتوقع أن يعزز التعددية والتعاون. وقال بريندي: إنني سعيد جدا بالعودة إلى الصين وتيانجين مع "دافوس الصيفي"، لقد قوبل ذلك بترحيب شديد من قبل شركائنا والحكومات. وأضاف: سيكون من المثير للاهتمام للغاية أن نرى كيف يمكننا استعادة النمو وبناء الثقة، والشغف التجاري بالقمة الذي رأيناه يظهر أن هناك اهتماما كبيرا بالفرص في الصين في سياق ما بعد كوفيد. وشدد بريندي على أن "الاقتصاد الصيني مهم للغاية بالنسبة للصين والعالم أيضا"، مضيفا: أن الصين هي ثاني أكبر اقتصاد في العالم وحوالي 30 % من النمو العالمي يعتمد على نجاح الاقتصاد الصيني. وأشار بريندي: إلى أن "الصين تتخذ العديد من الخطوات الصحيحة لدعم النمو على المدى المتوسط، وإنني متفائل بشأن النمو الصيني. وعلى المدى الطويل. وأضاف "على مدار العقد الماضي، برزت ريادة الصين في العديد من مجالات التكنولوجيا، مثل القطارات فائقة السرعة، ومصادر الطاقة المتجددة مثل الرياح والطاقة الشمسية". وتابع "الصين دولة رائدة، ولقد شهدنا أيضا الكثير من الشركات الناشئة، والكثير من شركات اليونيكورن في الصين". ويشير مصطلح الشركات أحادية القرن أو اليونيكورن إلى الشركات الصاعدة التي يتخطى رأسمالها مليار دولار. وأشار: إلى أنه سيكون من الرائع أن نسمع من هذه المجتمعات الناشئة والأحادية القرن حول كيفية تكوين شراكات بين الشركات الصينية والعالمية. وقال بريندي: نحن نركز كثيرا على تغير المناخ والتخفيف من آثاره والتقنيات الجديدة"، موضحا أن المنتدى الاقتصادي العالمي شكل أيضا تحالفا من الشركات والحكومات يبحث في كيفية التأكد من أن هذه التقنيات الجديدة بما في ذلك الذكاء الاصطناعي تعمل لصالح البشرية". وفي إطار خطة طويلة الأجل، تتوقع الصين زيادة معدل التغطية الحرجية لديها إلى 26 %، بحلول عام 2035، حيث سيرتفع الرصيد الحرجي في الصين بحلول ذلك الوقت إلى 21 مليار متر مكعب، وستظل مساحة الغابات الطبيعية عند حوالي 200 مليون هكتار. من جانبهم أوضح الرئيس التنفيذي للمنتدى الاقتصادي العالمي كلاوس شواب في تيانجين: إن المنتدى الاقتصادي العالمي يقدر بشدة الإسهامات المهمة التي قدمتها الصين في مكافحة جائحة كوفيد -19، وتعزيز النمو الاقتصادي العالمي، وتعزيز الحد من الفقر على المستوى العالمي، مضيفا أن العالم بأسره يستفيد من تنمية الصين. وذكر: أن المنتدى مستعد لتعميق الشراكة مع الصين، وتشجيع جميع الأطراف على تعزيز التواصل، وتعزيز الثقة المتبادلة وتوسيع التعاون، وتحقيق المنفعة المتبادلة والنتائج المربحة للجميع، والتصدي المشترك لتغير المناخ والتحديات العالمية الأخرى، وتعزيز بناء مجتمع مصير مشترك للبشرية. وقالت المديرة العامة لمنظمة التجارة العالمية نجوزي أوكونجو إيويالا: إنه منذ انضمام الصين إلى منظمة التجارة العالمية، واصلت تعزيز الانفتاح، كما دعمت النظام التجاري متعدد الأطراف وحققت إنجازات بارزة في التنمية. وأضافت: أن منظمة التجارة العالمية تقدر إسهامات الصين المهمة في نجاح المؤتمر الوزاري ال12 لمنظمة التجارة العالمية، وتتطلع إلى بناء شراكة قوية مع الصين وتقديم إسهامات جديدة لتعزيز إصلاح منظمة التجارة العالمية وحماية نظام التجارة متعدد الأطراف.