مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث من المنشآت الوطنية التي حققت إنجازات كبرى في مسيرة العمل الطبي، لذا أصبح المستشفى الأبرز عالميًّا في تقديم الرعاية الصحية التخصصية، وصُنِّف مؤخرًا في المركز ال20 في قائمة أفضل مؤسسات الرعاية الصحية في العالم لعام 2023، والأول على مستوى الشرق الأوسط وإفريقيا، وذلك بحسب تصنيف براند فاينانس (Brand Finance). يُقدّم المستشفى رعاية صحية رائدة وعالمية المستوى، ويطمح أن يصبح أحد أفضل المراكز الصحية التعليمية في العالم خلال السنوات العشر القادمة، وذلك عبر استقطاب أفضل الكفاءات والمواهب المحلّية والعالمية. أُقيم المستشفى على أرضٍ تبرع بها الملك فيصل بن عبدالعزيز آل سعود -رحمه الله-، بلغت مساحتها 450,000 متر مربع، ووضع الملك فيصل حجر الأساس عام 1391ه (1971م)، بهدف تقديم الخدمات الصحية للمواطنين وعدم الحاجة للسفر إلى الخارج. وبدأ تشغيل المستشفى ومركز الأبحاث عام 1395ه (1975م)، وكان يُطلق عليه المستشفى الأتوماتيكي لجودة التقنية المتوفرة فيه على مستوى الشرق الأوسط، وفي أوائل عام 1402ه (1982م) افتتح الملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود -رحمه الله- مركز الأبحاث، وفي عام 1404ه (1984م) افتتح مبنى العيادات الخارجية للمستشفى والجناح الشرقي ومبنى التوسعة ومبنى أورام الأطفال. ثم افتتح خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود (حينما كان أميراً للرياض) حديقة غار المعذر في 1416ه (1996) بمساحة تبلغ 33,700 متر مكعب لتكون معلماً جمالياً للمستشفى، وقد تابع -حفظه الله- جميع مراحل تأسيس المستشفى منذ أن تم التخطيط لإنشائها، كما رعى ودشن عدة فعاليات للمستشفى، كان من أبرزها افتتاح مركز الملك عبدالله للأورام وأمراض الكبد عام 1438ه (2017م)، كما يحرص على دعم الأطباء والكوادر العاملة بها عندما يجعل المستشفى وجهته في الاستشفاء، أو إجراء الفحوص الطبية الدورية، واستكمال الخطة العلاجية، وقضاء فترة النقاهة. وفي عام 2017م جرى افتتاح مركز الملك عبدالله للأورام وأمراض الكبد بمستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث بالرياض كأكبر مركز متخصص من نوعه في المنطقة، ويمثل إضافة كبيرة في الطاقة الاستيعابية لمستشفى الملك فيصل التخصصي بالرياض، كما تؤدي التقنيات الذكية المستخدمة به إلى تجربة جديدة وأفضل للمرضى، وتتيح لمقدمي الرعاية الصحية أحدث المعدات وبيئة عمل محسنة. وفي 2021م صدر الأمر السامي الكريم بتحويل مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث إلى مؤسسة مستقلة غير هادفة للربح. كمنشأة وطنية فإن منجزات مركز زراعة الأعضاء بالمستشفى تدعو للفخر، خاصة عند مقارنته بمراكز زراعة الأعضاء الرائدة عالمياً بالمملكة المتحدةوالولاياتالمتحدة الأميركية. فمن حيث الكم، يتبوأ مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث مركز الصدارة في زراعة الكبد والكلى للأطفال الذين تقل أعمارهم عن ثمانية عشر (18) عاماً، مقارنةً بالمراكز المماثلة في المملكة المتحدةوالولاياتالمتحدة الأميركية. كما يتصدَّر مركز زراعة الأعضاء بمستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث بالرياض في عدد زراعات الكبد والكلى من متبرعين أحياء مقارنةً بمراكز في المملكة المتحدة، أما فيما يتعلق بالنتائج، فإن معدلات بقاء المريض والعضو على قيد الحياة مماثلة لنظيراتها في مراكز الزراعة في الولاياتالمتحدة فيما يخص جميع الأعضاء. كذلك تميز قسم الشؤون الأكاديمية والتدريب بالمستشفى بتقديم الأنشطة التعليمية المتميزة المستمرة إضافة إلى الخدمات السمعية البصرية المتطورة، وتم اعتماده كأول مستشفى من نوعه بالمنطقة يحصل على الاعتماد من الأكاديمية الأميركية للتعليم المستمر (AACME). ويقدم المستشفى برامج تدريبية للأطباء المقيمين، وبرامج للزمالة بالتخصصات الدقيقة، وغيرها من البرامج التي اجتذبت المئات من العاملين بمجال الصحة وإدارة المستشفيات والإداريين، الذين اغتنموا الفرصة لتطوير وتعزيز مسيرتهم المهنية. كما حصل المستشفى على اعتماد (ماجنت) (MAGNET) لجودة الرعاية التمريضية خارج الولاياتالمتحدة الأميركية، وهو يُعَدُّ من أعلى وأرقى الأوسمة العالمية تميزاً للتمريض، ويصدره المركز الأميركي لاعتماد التمريض (ANCC). وهناك عدة أشياء أخرى يتميز بها المستشفى بصفة عامة، فهو رائد في مجال الرعاية الصحية التخصصية بالمنطقة بحيث قدم مجموعة كاملة من خدمات الرعاية الصحية التي تشمل -على سبيل المثال، لا الحصر-: زراعة الأعضاء، ورعاية القلب، والطب الوراثي، والعلوم العصبية، والأورام، وأمراض الدم (الأورام) عند الأطفال. وهو أيضاً يمثل المملكة في اتحاد جينوم السرطان الدولي، ويتمتع ببيئة علمية قوية وزاهرة، وهو واحد من المراكز الرائدة للبرنامج السعودي للجينوم البشري المدعوم من مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية، كما يشتهر مركز الأبحاث في المنطقة باعتباره أحد المساهمين الرئيسين في التشخيص الجزيئي والطب الإشعاعي. محمد عبدالله الحسيني