تعهّد الرئيس الكيني وليام روتو، بترتيب لقاء يجمع بين الجنرالين المتحاربين في السودان، في مسعى لإنهاء الأزمة التي تعصف بالبلاد، وفق ما أعلنت الرئاسة الكينية. ومنذ بدء النزاع في 15 أبريل، بين الجيش بقيادة عبدالفتاح البرهان، وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو، أبرم الجانبان أكثر من اتفاق لوقف إطلاق النار، وسرعان ما كان يتمّ خرقها. وحذّر وسطاء سعوديون وأميركيون، من وقف جهود الوساطة إذا لم يتمّ احترام وقف إطلاق النار لمدة 24 ساعة. وإلى جانب الجهود السعودية - الأميركية، دعا الاتحاد الأفريقي والهيئة الحكومية للتنمية في شرق افريقيا "إيغاد" لإجراء مفاوضات بوساطة رئيس جنوب السودان سلفا كير. وأعلنت منظمة "إيغاد" في قمّة عقدتها في جيبوتي، أنّها ستزيد عدد الدول المكلّفة بحلّ الأزمة، حيث تترأّس كينيا لجنة رباعية تضمّ إثيوبيا والصومال وجنوب السودان. وقال روتو للصحافيين في جيبوتي، وفق بيان صادر عن الرئاسة الكينية إنّ "كينيا تلتزم بجمع الجنرالين السودانيين في لقاء وجهاً لوجه، لإيجاد حلّ دائم للأزمة". وأضاف "في الأسابيع الثلاثة المقبلة، سنبدأ عملية حوار وطني شامل"، مضيفاً أنّه سيتمّ إنشاء ممرّ إنساني في غضون أسبوعين لتسهيل إيصال المساعدات. وجاء في مسودّة بيان حول اجتماع "إيغاد" نشره مكتب روتو، أنّ زعماء الرباعية "سيرتّبون لقاء وجهاً لوجه بين (البرهان ودقلو) في إحدى عواصم المنطقة". وفرضت الولايات المتّحدة عقوبات على الجنرالين المتحاربين، بعد انهيار محاولة للتوصّل إلى هدنة نهاية مايو. وبحسب الأمم المتّحدة، فإنّ 25 مليون شخص، أي أكثر من نصف سكّان السودان، بحاجة إلى المساعدة والحماية. وأتاح وقف إطلاق النار الأخير الذي انتهى الأحد فسحة نادرة للسودانيين المحاصرين للخروج وتخزين المواد الغذائية والإمدادات الأساسية الأخرى. القوات المشتركة وتأمين الحدود أكد رئيس مجلس السيادة الانتقالي الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان، خلال اتصال هاتفي أجراه مع رئيس تشاد محمد إدريس ديبي، على أهمية الدور الذي تضطلع به القوات السودانية التشادية المشتركة، في تأمين الحدود بين البلدين. وقالت القيادة العامة للقوات المسلحة، في منشور أوردته عبر حسابها بموقع "فيسبوك" "إن البرهان أعرب عن شكره وتقديره للرئيس التشادي على استقبال بلاده للاجئين السودانيين والهاربين ". كما عبر رئيس مجلس السيادة الانتقالي السوداني عن شكره أيضا "على قيام السلطات التشادية بالقبض على الجنود الهاربين من الدعم السريع". وأكد البرهان وديبي، على أهمية التنسيق وتبادل المعلومات بين البلدين لحماية الحدود المشتركة. ومن جانبه، أكد الرئيس التشادي وقوف بلاده مع الحكومة السودانية، وبحث السبل الكفيلة لتحقيق السلام والاستقرار وإنهاء القتال في السودان. ويشهد السودان قتالا بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، منذ الخامس عشر من شهر أبريل. كانت المنظمة الدولية للهجرة التابعة للأمم المتحدة قد أعلنت في نهاية الشهر الماضي، أن عدد النازحين داخل السودان بسبب القتال بلغ ما يربو على مليون شخص. وأضافت أن 319 ألف شخص آخرين فروا إلى الدول المجاورة، مشيرة إلى أن مصر استقبلت أكثر من 132 ألف شخص، فيما استقبلت تشاد 80 ألفا وجنوب السودان نحو 69 ألفا.