تجددت الاشتباكات والمواجهات العنيفة بين قوات الجيش السوداني والدعم السريع في الخرطوم، اليوم (الثلاثاء)، بالأسلحة الثقيلة والخفيفة، وسط تحليق مكثف للطيران الحربي، وتحذيرات من وضع إنساني كارثي في ولايتي وسط دارفور وجنوب كردفان. وأفادت مصادر سودانية وشهود عيان بأن المواجهات اندلعت بمنطقتي بحري وجنوبيالخرطوم، مؤكدين سماع دوي المدافع وتصاعد ألسنة اللهب والدخان، والتحليق المكثف للطيران العسكري في سماء المدينة. وأكدت المصادر أن الطيران العسكري استهدف تجمعات قوات الدعم السريع المتمركزة في الشوارع العامة وداخل الأحياء السكنية. في غضون ذلك، أعلن تحالف لجان المقاومة «مجموعة الميثاق الثوري»، أن مدينة زالنجي وسط دارفور محاصرة تماما من قبل قوات الدعم السريع التي نصبت العشرات من نقاط التفتيش على الطرق المؤدية للمدينة. وكشف في بيان له، اليوم، أن عشرات القتلى والجرحى سقطوا في زالنجي، واصفا الأوضاع الإنسانية في المدينة بأنها كارثية. ولفت إلى توقف شبكات الاتصالات والمرافق الصحية تماما، فضلا عن نزوح أعداد كبيرة من سكان المدينة. من جهتها، حذرت اللجنة التسييرية لنقابة المحامين من تمدد دائرة الحرب في السودان، مؤكدة أنها طالت ولاية جنوب كردفان بعد دخولها في مدن نيالا والجنينة وزالنجي وكتم في دارفور، والأبيض في شمال كردفان. وأكدت أن الحصار المفروض على تلك المناطق مع استمرار حالة التعتيم يشير إلى وقوع انتهاكات خطيرة، مطالبة طرفي النزاع بوقف القتال فوراً والعمل بجدية لإنجاح مفاوضات جدة لوقف الحرب. وفي مسعى أفريقي لحل الأزمة، أعلن الرئيس الكيني وليام روتو أن قمة الإيغاد توصلت إلى مبادرة لحلحلة الأزمة السودانية تتضمن 3 نقاط، بينها تشكيل وفد نيابة عن إيغاد، يضم رؤساء جنوب السودان وكينيا وإثيوبيا وجيبوتي، للقاء رئيس مجلس السيادة عبدالفتاح البرهان. ويبحث الوفد، خلال الأسبوعين القادمين، مع البرهان وقائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو فتح ممرات إنسانية. وتنص المبادرة على أن هيئة إيغاد ستشرع خلال 3 أسابيع في تشكيل لجنة حوار وطني، تبدأ عملها لفتح مجال للقوى المدنية في السودان لمناقشة القضايا العالقة. ورحب نائب رئيس مجلس السيادة السوداني مالك عقار بالمبادرة، موضحا أن اللقاء المقترح بين البرهان وحميدتي سيركز على وقف إطلاق النار، وأن التفاوض مع من وصفهم ب«المتمردين» يجري من أجل مصلحة السودان لإنهاء الأزمة.