مازلت أتذكر صديقي المدريدي الهلالي وعاشق كريستيانو وهو غاضب بعد خروج الدون لليوفي وبقاء بنزيما الذي يعتبره من أسوأ المهاجمين، في تلك الفترة، تفرغ صديقي لمحاربة ميسي والتقليل من إنجازاته وسهر ليالي كوبا أميركا لتشجيع منافسيه ولم يحتمل صدمة حصوله على البطولة. كان يبحث عن أي انتقاد لميسي ويحفظ أي رقم يقلل من إنجازاته، وكان الرقم المحبب له والصامد في وجه ميسي هو كأس العالم الذي عجز عن تحقيقه. في الوقت نفسه حمل بنزيما لواء الريال في الأبطال، فقدم نفسه كواحد من أبرز المهاجمين فتحول صديقي لمشجع مخلص لنجمه الجديد، أصبح يتبادل مقاطعه ويتناول أخباره ويؤكد أن فرنسا بلد لا يستحق عبقرية البنز المدريدي، جودة بنزيما التي رضخ لها صديقي قللت من وقع الصدمة التي أصابته بعد انتقال الدون للنصر. في هذه الفترة اعتبر صديقي أن الدون انتهى، ولم يعد له مكان بين الكبار، لكنه يبقى أفضل من ميسي الذي فاز بالمونديال. وكل ما كان حلماً للمشاهد الرياضي، تحول بفضل الله ثم بفضل صندوق الاستثمارات السعودي إلى واقع ترك للبقية التعاطي مع صدمة الخبر والسهر على تحليله. أحلام العصر هي واقع اليوم، ورؤية المستقبل هي الحدث الحي الذي يتناقش فيه الجيل الحالي حول إمكانية تعاقد أحد الفرق الصاعدة من دوري يلو مع سيرجيو راموس، ومفاضلة بطل الدوري بين سون الكوري وتراوري الإسباني بعد التوقيع مع اللاعب الحاصل على الكرة الذهبية. هذا هو مشهد البدايات.. فكيف سيكون المشهد بعد عامين من إشراف هذا الصندوق السيادي على الأندية اربطوا الأحزمة، فمازالت الأحلام الكبرى صغيرة أمام العملاق القادم والذي لا تتنبأ بطموحاته. عماد الحمراني