على أعتاب العودة إلى روح التنافس في الدوريات العالمية وعلى رأسها دوري محمد بن سلمان، بعد عام من ظروف استثنائية تمثلت بجائحة كورونا وما أفرزت من تأخير وتغيرات وتقلبات، وحيث الحديث كله حالياً منصب على التنقلات وسوق شراء وبيع اللاعبين، ففي المملكة لدينا الكثير مما سمعناه ومما سنشهده ومما لن يحدث أساساً، ولعل الحديث سيأتي لاحقاً بالتخصيص عن دوري محمد بن سلمان وأهم الصفقات والتنقلات، ولكن ما يحدث في العالم الآن في الدوريات الكبيرة أمر مهم جداً، لأنه سيحدد ملامح الصورة التي ستأتي عليها منافسات الدوري الإسباني والإنجليزي والإيطالي والألماني والفرنسي، وأيضاً منافسات دوري الأبطال، وبمناسبة الحديث عن دوري الأبطال، دعونا نتوقف قليلاً عند الفكر الخاص بالعقلية الاحترافية للاعبي كرة القدم ونظرية الولاء والانتماء. سيرجيو راموس ينتقل من مدريد إلى باريس سان جيرمان، صفقة لم تكن متوقعة، وراموس أيقونة مدريد ومعشوق جماهير الملكي، رغم أن مدريد شهد انتقال النجم كريستيانو رونالدو إلى جوفنتوس، وخروج زيدان من تدريب الفريق، إلا أن راموس يبقى الرمز الأقوى للمدريديين، وخروجه بعد خلاف كبير مع رئيس النادي بيريس، أمر لم يكن متوقعاً، وإن كان هناك حديث عنه، لكن الجميع توقع أن الخلاف سيحل، وأن مدريد لن يتخلى عن قائد فريقه، لكن بيع راموس رسالة واضحة أن لا نجم أكبر من الكيان ومن الفريق. وانتقال راموس إلى باريس سان جيرمان في وقت الكل يتحدث فيه عن حدوث صفقة كبرى بانتقال إمبابي من النادي الباريسي إلى النادي الملكي المدريدي، لكن في أول لقاء بين راموس وإمبابي، راموس يوجه الحديث إلى إمبابي ويشجعه على البقاء، ويحفزه واعداً إياه بالحصول على لقب دوري الأبطال الذي لم يسبق للنادي الباريسي الحصول عليه، وهذا الموقف أثار موجة غضب عارمة بين جماهير مدريد العاشقة لراموس أساساً والراغبة بانتقال إمبابي إلى العاصمة الإسبانية مدريد، والجميع من مشجعي الملكي اعتبر أن موقف راموس خيانة وانتقام من رئيس النادي الإسباني بيريز، وتعرض راموس إلى انتقادات وهجوم كبير جداً، من أكثر المشجعين الذين كانوا قبل عدة أيام يحلفون بحياته. وهنا تبرز قضية مهمة جداً، هل فعلاً راموس بموقفه هذا خان مدريد أم أن راموس يحترم شعار النادي الذي يلعب له؟ هل يحق لراموس أن يطمح بلقب دوري الأبطال مع باريس سان جيرمان كما حصل عليه من قبل أربع مرات مع مدريد؟ هل راموس يؤمن أن وجود إمبابي ضروري لتحقيق هذا الطموح وبالتالي طلب منه البقاء وعدم الانتقال؟ وحقيقة أنا أميل إلى الموقف الثاني، أن راموس يلعب لباريس الآن وليس لمدريد، لذا يجب أن يكون كامل الولاء والانتماء له، وأن من حقه الطموح بلقب دوري الأبطال وإنجازات جديدة في مسيرته، وانتقد كل المدريديين الذين هاجموا راموس، وأقول لهم: مدريد نادي القرن، ونادٍ كبير، وأن يلعب له إمبابي يفترض أنه حلم بالنسبة له أو لأي لاعب آخر، وبالتالي فإن إمبابي إن كان يرغب في الانتقال لن توقفه كلمات ونصائح راموس، وإن الطموح بنيل اللقب مع النادي الباريسي أمر رائع، لكن الحصول عليه مع النادي الملكي المدريدي أمر مختلف تماماً، حلم يتمناه كل لاعب. راموس فكر بعقلية الاحتراف، وأنا متأكد أن عشقه لمدريد لم ولن يتأثر، لكنه يلعب لفريق آخر الآن، ولا بد أن يحترم الفريق وجمهوره سواء في فرنسا أو في العالم كله، وإن ما يريده الجمهور المدريدي ينحصر في حدود نادي مدريد، وما يرغبه راموس الآن هو خارج حدود النادي الإسباني، وشخصياً أتمنى انتقال إمبابي ورؤيته مع النادي الملكي، وأيضاً ما زلت عند رأيي أن حصول باريس على لقب دوري الأبطال حلم صعب تحقيقه، ولو كان يمتلك فريقاً بمواصفات إمبابي وراموس، لأن لقب دوري الأبطال يعرف أبطاله ويختار حامله، وللأسف باريس سان جيرمان لم يدخل ضمن قائمة الفرق التي يرغب لقب دوري الأبطال في الدخول إلى خزائنه. إمبابي