تكمن أهمية المعارض الفنية الموجّهة للشباب والأطفال باختلاف توجهاتها البصرية والتشكيلية، في الفرص التي تُتاح حيث يقدم تجربته ويتواصل مع الجمهور ويُعبّر عن نشاطه بحرية، وهذا التعبير هو ما يحفز على التفاعل الجمالي والرغبة في التواصل، بحيث تواكب كل تجدّد، خاصة أنها مفتوحة للجميع وللراغبين في التواصل والاقتناء، وهو ما يمهّد لهم الطريق نحو التواصل الثقافي بين كل المراحل الفنية ونشرها محليا. معرض «بذرة فن» تقيمه جماعة التصوير الضوئي بالقطيف التابعة لجمعية التنمية الأهلية بالقطيف بمناسبة مرور 25 عاما على تأسيسها مكمّلا لكل هذه الأهداف التي ذكرناها خاصة أنه يقدّم فكرة فاعلة ذات هدف نبيل على عدة مستويات ثقافية وفنية وتحفيزية للمواهب دون 25 سنة للتنافس الجمالي على اليوبيل الفضي للفنون حتى يكون المعرض فضاء للفنانين والمتابعين والمحبين وللمقتنين أيضا، وهو ما يُسهم في تنشيط الحركة الفنية وتكثيف العمل الفني بجدية ونشاط وحيوية لها جدواها، خاصة وأن هذه المعارض تشكل بدورها منصات فنية تسعى دوما لكي تقدّمها المؤسسات الثقافية في رؤية فنية واعية بكل تجربة سعودية وبكل خبرات جمالية وتجارب جديدة. المعرض ضم 25 من المشاركين من 9 سنوات وحتى 25 سنة بأعمال تجاوزت 60 عملاً، بصالة علوي الخباز التابعة للجمعية وهي المرحلة التي يمكن لها أن يعبر بثقة وينفتح أكثر على التجارب سواء كانت تصوير أو رسم أو حتى معالجة رقمية وهو ما شاهدناه في المعرض، هذا الفضاء بتقديمه هذه المنجزات والتجارب تخلق أجواء من المنافسة والدافعية من أجل الاستمرارية الفكرية الذهنية والحسية الجمالية. ما نراه في المناطق بشكل عام هو القصور في حق هذه المواهب من خلال العرض واستعراض التجارب، ما تحتاجه هذه الفئة هو الظهور والاختلاط بالمجتمع من خلال المعارض وليس المعارض المدرسية فقط، يأتي هذا التفعيل مهم لهذه المرحلة حيث يرتبط الطفل أو المشارك روحيا بالمعرض من خلال هذا الوجود والحضور اليومي والاحتكاك والمناقشة لن تكون مجرد ذاكرة بل ذاكرة ونشطة لا تنسى لمثله كمشاركة أولى، هنا الاحتضان والاستقطاب والاحتواء والتشجيع والمواصلة والإنجاز، هنا تكون الثقافة والفنون السعودية هي الرابح الأكبر من خلال هذه الطاقات البناءة والروح الخلاقة. *كاتب في الفنون البصرية