تُعتبر جائزة التميز (موهبة وإبداع لذوي الإعاقة) منبثقة عن جائزة الشيخ محمد بن صالح بن سلطان للتفوق العلمي والإبداع في التربية الخاصة من أهم وأفضل الجوائز التي يسعى إليها كل شخص في مجاله تسعى إلى تشجيع الممارسات المتميزة والتفوق العلمي وزيادة الأثر الإيجابي وتوعية المجتمع حيث تُعنى برعاية أصحاب المواهب والمبدعين من ذوي الإعاقة وإبراز منجزاتهم، متيحة لهم الفرصة للارتقاء بقدراتهم وتطوير مهاراتهم. ومجالات الجائزة تتمثل في : كل ما يجسد ويعبر عن الإبداع والابتكار والموهبة سواء في الفن، أو الأدب، أو المهارات التقنية والمهنية، أو العلمية، أو الرياضة، أو المخترعات وشتى المجالات ذات الفائدة والقيمة العالية في المجتمع. ولمعرفة أثر جائزة التميز على الفائزين بها في جائزة الشيخ محمد بن صالح بن سلطان التقينا الفائز جمال محمود محمد محمود الفائز بجائزة التميز في الدورة 16: وجمال "أصم تماما" ويتواصل مع كامل أسرته بلغة الإشارة حيث إنه وأسرته من الصم كما أن زوجته من الصم أيضاً وأصبح لديه ابن من السامعين ويكتسب لغة النطق والكلام من جدته لأمه. وبكل فرح وسعادة وشكر وامتنان عبر جمال محمود محمد أحمد عوق سمعي الفائز بجائزة التميز في المجال العلمي (المخترعات) من جمهورية مصر العربية مشروع الكرسي الخاص بالمقعدين بالمنزل وحاصل على دبلوم فني للصم وضعاف السمع عن شكره وتقديره للقائمين على جائزة الشيخ محمد بن صالح بن سلطان فقال: في قمة سعادتي فلقد أكدت أن الإعاقة السمعية أبداً لم تكن حائلاً بيني وبين تعلم تصميم وبرمجة الروبوتات، بل وصولاً إلى الإبداع. أثرت على حياتي أولاً: الفائز بجائزة التميز في الدورة السادسة عشرة السيد جمال محمد محمود حدثنا كيف أثرت جائزة التميز بجائزة الشيخ محمد بن سلطان على حياتك؟ * أهلاً وسهلاً بالجائزة والقائمين عليها، لقد تبنيت رسالة الارتقاء بالصم في مجال الروبوت والبرمجيات وأنقل خبراتي إلى الأطفال والطلاب من الصم وضعاف السمع وزارعي قوقعة الأذن الإلكترونية * أستشعر ثقة تامة بالنفس وتقديرًا لذاتي، وأن هذه الجائزة الخاصة بالتميز تمثل تقديرًا عربيًا ودوليًا لقدراتي ورفعت من درجة الدافعية بداخلي نحو الاستمرار في الارتقاء بقدراتي، وأسعى حاليًا لإعداد مادة تدريبية مدعمة بلغة الإشارة في مجال تصميم وبرمجة الروبوت لأحقق الإتاحة في التعلم ودمج الصم وضعاف السمع في مجال الروبوت والبرمجيات على المستوى القومي والعربي، بل وعلى المستوى الدولي" ثقتي في قدراتي وقدرات الصم أقراني". كما أنني كأب لطفل من السامعين والذي بدأ بالفعل في اكتساب لغة الإشارة مني ومن والدته للتواصل معنا بجانب اكتسابه مهارات السمع والنطق من خلال جدته لأمه، فإن لي رغبة لأن أنقل خبراتي له في مجال الروبوت على مراحل عمرية متتالية وسأهتم بتفعيل مشاركته بمسابقات الروبوت بمشيئة الله تعالى بدءًا من عمر ست سنوات لينمي قدراته مبكرًا كما إنه سينظر إلي مبكرًا مقدرًا لقدراتي وقيمتي كإنسان لا إلى إعاقتي السمعية وكونني مختلفاً عن المجتمع المحيط من السامعين كون تواصلي بلغة الإشارة، بل سينمو على تقديري ووالدته كوننا مبدعين ومتميزين في عالم الروبوت والبرمجيات وكوني أضع لنفسي مكانة خاصة لي بالمجتمع تفوق الكثير من السامعين حولنا بالمجتمع، كما أن تخطيطي لأنمي لديه قدراته المبكرة في عالم الروبوت ستجعله أكثر تميزاً وسط زملائه من ذات عمره لأبوين من السامعين. مشروعات تحققت ثانياً: ما المشروعات التي حققتها بعد استلامك جائزة التميز؟ * لقد تبنيت رسالة الارتقاء بالصم في مجال الروبوت والبرمجيات وأنقل خبراتي إلى الأطفال والطلائع من الصم وضعاف السمع وزارعي قوقعة الأذن الإلكترونية محققًا لإحدى الفرق المشاركة بالأولمبياد الدولي للروبوت الذي عقد بألمانيا في نوفمبر 2022 محققين ميدالية المستوى البرونزي لأفضل مشروع روبوت على مستوى العالم لاختراع مستشفى تعمل بكاملها من خلال منظومة من 16 جهاز روبوت وكنت داعمًا لمساعدي يوسف على من الصم ليحقق هذا الفريق ذلك التميز على المستوى الدولي، كما شاركت بفريق آخر بمشروع روبوت الإنقاذ لضحايا الكوارث والأنقاض والذي حصل على المركز الثالث بمصر لأفضل مشروع روبوت وسط كافة الفرق المشاركة من السامعين نظرة المجتمع تغيرت ثالثاً: هل كان للجائزة أثر على أسرتك كاملة خاصة وأن جميع أفراد أسرتك من الصم؟ * بالطبع كان للجائزة أثر كبير على أسرتي الكامل أفرادها من الصم، فلقد تغيرت نظرة المجتمع تجاهنا من نظرة الشفقة أحيانًا ونظرة الدونية من ناحية أخرى أن أصبحت النظرة نظرة تقدير واحترام لعقولنا وقدراتنا إن لم نكن نحن الصم أكثر إبداعاً بحصولي على تلك الجائزة رغم إعاقتي السمعية، فلقد غيرت بأدائي وبجائزتي نظرة المجتمع وصناع القرار من نظرة الشفقة والدونية إلى نظرة التقدير والاحترام بالنظر إلى قدراتنا التي اجتازت الإعاقة وبمراحل. اعتزاز بالنفس رابعاً: ماذا تعني لك الجائزة وماذا تقول عن الجائزة بعد سنة من فوزك بها؟ * الجائزة تعني بالنسبة لي الوجود والقيمة الذاتية والاعتزاز بالنفس، ولست الوحيد من الصم بالإسكندرية من مدربي الدورات في مجال الروبوت والبرمجيات فنحن الآن نتعدى الستة مدربين ونهتم بتنشئة كوادر تحمل رسالتنا لباقي المجتمع.. لذا فإن رسالتي إلى الجائزة أن تتعاون مع المجلس العربي للموهوبين والمبدعين في وضع برامج تدريبية ليصبح للصم وضعاف السمع وزارعي قوقعة الأذن الإلكترونية مكانتهم في عالم الروبوت والبرمجيات بجعله مجالاً يتقبل هذه الفئة من المجتمع ليس على مستوى محافظة الإسكندرية فقط بمصر، ولكن لينتشر بكافة الدول العربية والعالمية ليكون للجائزة الريادة فى هذا المجال مع رغبتي وزملائي الصم المدربين فى مجال الروبوت أن نكون باكورة هذه المبادرة. نحو الأفضل خامساً: اذكر أهم الأشياء التي تغيرت في حياتك للأفضل بعد فوزك بالجائزة العام الماضي؟ * أصبح لدي نظرة تقدير لذاتي بل إنني نقلت هذا الإحساس بالقيمة الذاتية لزملائي سواء المدربين من الصم أو الطلائع والأطفال من الصم ليجدوا مكانتهم التي يستحقونها بالمجتمع، لقد أصبحت بالفعل قدوة لأقراني من الصم وضعاف السمع وأصبح لدى الجميع من الصم وضعاف السمع المشاركين بمسابقات الروبوت نظرة خاصة لتوجهاتهم، ونخطط لأن نحقق أنا وهم معًا الاستمرارية والاستدامة في تبني أجيال وأجيال من الصم وضعاف السمع لنغير نظرة المجتمع تجاهنا بل ونغير نظرة القيادة السياسية وصانعي القرار في تطوير مجالات وتخصصات دراساتنا بالمراحل التعليمية المختلفة وأن نجد مكانتنا بالكليات المتخصصة في مجال الروبوت والبرمجيات والذكاء الاصطناعي، كما نسعى لأن نتبنى رسالة إعداد منصات تدريبية لتعليم الصم مجالات البرمجة وتكنولوجيا المعلومات والروبوت والذكاء الاصطناعي. سادساً: حدثنا عنك وعن عملك الحالي؟ * للأسف عملي الحالي بأحد محلات الماركات العالمية للملابس الجاهزة، ولكنني أخطط لأن يكون لنا كيان يخص الصم في عالم الروبوت والبرمجيات إلا أن هذا يحتاج إلى أن نوجد لأنفسنا خطة ومبادرة تحقق الاستدامة المالية وتنمية الموارد بالدرجة التي تحقق لي الاستقرار المادي لأسرتي من جهة مع الاستمرار في مجال يحقق لي ذاتي ويرتقي بنا نحن مجتمع الصم وضعاف السمع تعليمياً واجتماعيًا واقتصادياً وتكنولوجيا وعلى المستوى القومي والعربي والدولي.. فقد كانت لي مشاركات كلاعب بمسابقات الروبوت في دولة الإمارات العربية المتحدة وتركيا وماليزيا وأسعى لأن تكون لي مشاركات أخرى كمدرب لأقراني من الأطفال والطلائع الصم بمسابقات دولية على مستوى العالم لنغير من أنفسنا ونغير من نظرة المجتمع الدولي تجاهنا. *كلمة ختامية * لا بد أن أشكر جائزة الشيخ محمد بن سلطان التي أنارت لي الطريق جعل الله عملهم في موازين حسناتهم ورحم الله الشيخ محمد بن صالح وأسكنه فسيح جناته. نهتم بتنشئة كوادر تحمل رسالتنا لباقي المجتمع أسعى لأن تكون لي مشاركات أخرى كمدرب لأقراني جمال محمود الفائز بجائزة التميز بالدورة 16 الجائزة تعني بالنسبة لي الوجود والقيمة الذاتية والاعتزاز بالنفس