صبر الاتحاديون على فريقهم كثيرًا، ووقفوا معه ودعموه وشجعوه في أصعب الظروف، وحصدوا ثمار ذلك هذا الموسم ببطولتين من أصل ثلاث محلية، إذ توج "العميد" بكأس السوبر في يناير، وانتزع قبل أيام لقب دوري روشن السعودي للمحترفين، واستحق بذلك أن يكون "نجم الموسم" بلا منازع، ليس كذلك فحسب، بل إنه عاد للعب في كأس العالم للأندية مجددًا، لكنه هذه المرة سيستضيف البطولة لأول مرة في تاريخ الكرة السعودية، وهذه سابقة تحسب للاتحاديين. عوامل النجاح في الاتحاد اجتمعت هذا الموسم، أتحدث عن الإدارة والمدرب البرتغالي نونو سانتو واللاعبين، إضافة إلى كل هذا "المدرج العظيم" الذي قال كلمته ولعب دورًا مؤثرًا طوال الموسم، إذ شاهدناه يزرع الروح في نفوس اللاعبين ويبث في قلوبهم الحماس، حتى أننا شعرنا بأن غير السعوديين من مواليد جدة، وتدرجوا في الفئات السنية! وتستحق تجربة الإدارة الاتحادية أن تكون نموذجًا في العمل الاستراتيجي والتراكمي، فالإنجاز المأمول تحقق في الموسم الأخير للإدارة، كونها عملت على بناء فريق قوي خلال الأعوام الماضية، ورغم المشكلات الفنية والإدارية والمالية التي لحقت به إلا أنها صمدت، وأهدت الاتحاديين فريقًا مشرفًا، أسعد قلوبهم بالدوري لأول مرة منذ أكثر من 13 عامًا. وبالتمعن في التجربة الاتحادية، لاحظنا كيف عمل أنمار الحائلي ومساعدوه على تعزيز صفوف الفريق باللاعبين خلال فترات التسجيل، ففي كل فترة تسجيل كانت الإدارة تتعاقد مع أكثر من نجم سواءً لاعبًا محليًا أو أجنبيًا، حتى اكتمل بناء الفريق وحصد الذهب، وبات اليوم هو الأقوى داخل المستطيل الأخضر، لذلك كانت نتيجة العمل منصفة للإدارة، لأنه من الظلم أن تنتهي فترتها دون أن يحقق "العميد" ما حقق. ما حدث للاتحاد مع إدارته درس للبقية في الصبر ومنح الإدارات الفرصة كاملة، لأن ما نراه للأسف أن بعض إدارات الأندية تتعرض لحملات قوية لمجرد خسارة بطولة أو بطولتين، والخاسر الأكبر هو النادي لأنه لا يعرف طريقًا للاستقرار، ويدفع ثمن ذلك بنتائج مخيبة، ويستمر في دائرة من المشكلات، أقول هذا الكلام ومعظم الأندية مقبلة على تغيير إداراتها.