عاشت عروس البحر الأحمرجدة ليلة الأحد الماضي ليلة من أجمل الليالي التي شهدت فيها عودة عميد الأندية السعودية الاتحاد لتحقيق لقب دوري روشن للمحترفين بعد غياب دام أربعة عشر عاما مر فيها الاتحاد بفترات صعبة ولحظات عصيبة كادت أن تعصف به، لولا أن خلفه مدرج وفيّ صمد في وجه الصعاب وساند الإدارات ليبقى الاتحاد قويا شامخا. ليلة جميلة شهدها مقر نادي الاتحاد بعد إطلاق صافرة نهاية مواجهة الاتحاد والفيحاء، اتجه فيها العشاق نحو ملعب النادي ليفرحوا وتبادلوا التهاني بعودة العميد لتحقيق لقب دوري المحترفين بجدارة واستحقاق عطفا على الموسم الاستثنائي الذي قدم فيه الأبطال كل شيء لأجل هذه اللحظة. إيقاف فترة تسجيل وحرمان لاثنين من أبرز لاعبيه المهاجم الهداف عبدالرزاق حمدالله والظهير الشاب مهند الشنقيطي وقضايا انضباطية من هنا وهناك كانت كفيلة بأن يرفع الاتحاديون الراية البيضاء معلنين استسلامهم، ولكنهم أبوا إلا أن يقولوا كلمتهم نهاية الموسم ويحققوا اللقب بجدارة واستحقاق. موسم استثنائي هو نتاج لعمل إداري امتد لأربعة مواسم كان فيه الرئيس الشاب الطموح أنمار الحائلي عازما على إنهاء ذلك العمل بإنجازات يشار لها بالبنان بدءا بالعودة للمشاركة الآسيوية التي غاب عنها العميد لظروف مالية مرورا بلقب الدوري المستحق، وأخيرا المشاركة في كأس العالم للأندية بصفته بطلا لدوري البلد المستضيف لنهائيات كأس العالم التي ستشهدها أرض الوطن. لم يعرف أنمار معنى الاستسلام رغم أن الظروف كانت مواتية بالنسبة له في كل مرة بالانسحاب من المشهد آخرها الموسم الماضي بعد أن كان قريبا منه وطار للهلال، ولكنه أبى إلا أن يقول كلمته ويلتزم بوعده للجماهير الاتحادية بعودة العميد للبطولات وكانت عودة قوية لم تكن وليدة الصدفة. عمل جبار بدأ بالتعاقدات المحلية مع أسماء قدمت نفسها بشكل مميز هذا الموسم مثل أحمد شراحيلي ومدالله العليان وأحمد بامسعود وزكريا هوساوي دعمتها بالتعاقد مع واحد من أفضل المدربين في الدوري الإنجليزي نونو سانتو الذي كان أحد علامات التميز والتفوق الاتحادي هذا الموسم رغم شح دكة البدلاء والإصابات التي كادت أن ترهق العميد. عاد الاتحاد والعود أحمد وبلا شك فإن عودته ستكون فاتحة شهية للعميد لمواصلة الإنجازات خلال المواسم المقبلة، فالفريق الاتحادي مع التعديلات المتوقعة محليا وأجنبيا سيكون فارس الرهان لأنه عرف بوصلة البطولات وطريقها جيدا ولن يقف في طريقه أحد إلا إذا أبى الاتحاديون ذلك ومستحيل أن يتكرر بعد كل هذه المعاناة والتعب. * نقطة اخر السطر: * صفقة المغربي عبدالرزاق حمدالله كانت نقطة تحول تاريخية في الاتحاد بعد أن جلبت الإدارة مهاجما يعرف طريق المرمى جيدا ويعرف كيف يقود الفريق للبطولات بعد أن كانت علة واضحة وكان نجمها عبدالرزاق حمدالله الذي لعب دورا كبيرا في الإنجاز ويستحق أن يكون صفقة الموسم للاتحاد. * الصفقات المحلية والأجنبية للاتحاد كان خلفها رجال سواء من بقي منهم في الاتحاد أو رحل وبلا شك فإن الاتحاديين لن ينسوا فضل أحمد كعكي في المدرب نونو سانتو والثنائي أحمد حجازي وكورنادو أما حامد البلوي فلعب دورا كبيرا لن ينسى في صفقات حمدالله ومدالله العليان وأحمد شراحيلي وزكريا هوساوي فنجحت منظومة العمل الإداري بامتياز.