عبرت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينيين عن استيائها الشديد من تدني مستوى ردود الفعل الدولية على انتهاكات وجرائم الاحتلال ومستوطنيه واستباحته بالكامل لأرض دولة فلسطين. وقالت الوزارة، في بيان، وصل "الرياض" نسخة منه، الأحد، إن هذه الردود لا ترتقي لمستوى جرائم الاحتلال وحجم المسؤولية القانونية والأخلاقية الملقاة على المجتمع الدولي والدول في حماية القانون الدولي ومبادئ حقوق الإنسان، خاصة تلك المواقف الدولية التي ما زالت تراهن على أخلاقيات الاحتلال و تدعوه و تطالبه بوقف إجراءاته دون أن يرتبط ذلك بأي عقوبات أو ضغوط حقيقية لإجباره على الانصياع للقانون الدولي وإرادة السلام الدولية. وأشارت الوزارة إلى أن تلك الردود لا تعدو كونها محاولات تجميلية لازدواجية المعايير الدولية، مؤكدة أنها تتابع على مدار الساعة انتهاكات وجرائم الاحتلال على المستويات كافة، بما في ذلك المستوى السياسي والدبلوماسي والقانوني الدولي لفضح انتهاكات وجرائم الاحتلال ولوضع المجتمع الدولي أمام مسؤولياته والتزاماته، وستواصل العمل لكسر النمطية التقليدية في ردود الفعل الدولية تجاه معاناة الشعب الفلسطيني وصولا لتنفيذ قرارات الشرعية الدولية ومساءلة ومحاسبة ومحاكمة الاحتلال على جرائمه بحق الفلسطينيين. وأدانت وزارة الخارجية انتهاكات وجرائم الاحتلال ومنظماته الاستيطانية الإرهابية في عموم الأرض الفلسطينيةالمحتلة، والتي تتصاعد بشكل ممنهج ورسمي يوميا، خاصة استباحة العصابات الاستيطانية لأراضي المواطنين الفلسطينيين واعتداءاتهم الاستفزازية وجرائمهم بحماية مشددة من قوات الاحتلال، في ظل تكامل واضح في الأدوار بين مؤسسة الاحتلال العسكرية والجمعيات والمنظمات الاستيطانية الاستعمارية. وشددت على أن تصعيد جيش الاحتلال لإجراءاته القمعية واضطهاده للمواطنين الفلسطينيين بلغ مستويات مرتفعة لتسهيل عمليات الضم الزاحف للضفة الغربية المحتلة، عبر سلسلة طويلة من الإجراءات، في مقدمتها سن المزيد من القوانين والتشريعات الاستعمارية العنصرية وآخرها ما بات يعرف بقانون ضم المحميات والأماكن الأثرية، ضمن سياسة اسرائيلية رسمية تهدف لابتلاع وسرقة المزيد من الأرض الفلسطينية. من جهة ثانية، أصيب عدة شبان بجروح متفاوتة جراء إصابتهم بالرصاص المعدني المغلف بالمطاط، فيما أصيب العشرات بحالات اختناق، وذلك جراء المواجهات الليلية التي اندلعت مع قوات الاحتلال الإسرائيلي في مناطق مختلفة بالضفة الغربية، فيما اندلعت اشتباكات مسلحة في مخيم نور شمس فجر الأحد. واقتحمت قوات الاحتلال مخيم طولكرم، وداهمت العديد من المنازل، حيث تعرضت القوات إلى إطلاق نار من قبل مجموعة من المسلحين. ودفعت قوات الاحتلال بتعزيزات عسكرية إلى المخيم، حيث اندلعت اشتباكات مسلحة بين قوات الاحتلال ومجموعة من المسلحين. وفي محافظة الخليل، اقتحمت قوات الاحتلال بلدة الظاهرية فجر الأحد، حيث اندلعت مواجهات بين الشبان والقوات المقتحمة. وأصيب عشرات الفلسطينيين بحالات اختناق خلال مواجهات مع قوات الاحتلال في مخيم العروب قضاء الخليل. واندلعت مواجهات عنيفة بين الشبان وقوات الاحتلال التي أطلقت الرصاص الحي والمطاطي وقنابل الغاز والصوت، ما أسفر عن إصابة العشرات بحالات اختناق. وأغلقت قوات الاحتلال المحال التجارية عند مدخل المخيم، ودفعت بتعزيزات عسكرية وسط مواجهات عنيفة استمرت لساعات. وفي بلدة بيت أمر، أصيب شاب بالرصاص المعدني المغلف بالمطاط، عقب اقتحام قوات الاحتلال البلدة. واندلعت مواجهات في منطقة عصيدة أطلق خلالها جنود الاحتلال قنابل الغاز بكثافة، ما أدى إلى إصابة عدد من الفلسطينيين بالاختناق، وتم علاجهم ميدانيا، كما تحطمت واجهة أحد المحال التجارية. وفي محافظة رام الله، اندلعت مواجهات بين عشرات الشبان وقوات الاحتلال في منطقة الجبل بالنبي صالح. وألقت قوات الاحتلال قنابل الغاز المسيلة للدموع تجاه الفلسطينيين ومنازلهم، قبل أن يغلقوا البوابة المؤدية للبلدة. واندلعت مواجهات مع قوات الاحتلال على مدخل بلدة عابود المجاورة، ولم يبلغ عن إصابات. كما أُصيب شاب، واعتقل آخران، خلال اقتحام قوات الاحتلال لمدينتي طولكرم والخليل. واقتحمت قوات الاحتلال مخيم طولكرم، وسط إطلاق للأعيرة النارية وقنابل الصوت والغاز المسيل للدموع، ما أدى إلى إصابة شاب بعيار مطاطي بالرأس. وأكد الهلال الأحمر أنه تم نقل المصاب إلى مستشفى الشهيد ثابت ثابت الحكومي، حيث وصفت إصابته مستقرة. وداهمت قوات الاحتلال عددا من منازل الفلسطينيين في حارة الربايعة، وقامت بتفتيشها، وإخضاع سكانها للاستجواب. واعتقلت قوات الاحتلال الأسير المحرر محمد الأشقر، بعد مداهمة منزله وتفتيشه في بلد صيدا قضاء طولكرم. وفي الخليل، اعتقلت قوات الاحتلال، الفتى عمرو أحمد الجابري من مخيم العروب، بعد أن داهمت منزل ذويه، وفتشته. من جهة أخرى، اقتحم مستوطنون متطرفون، صباح الأحد، المسجد الأقصى المبارك، من جهة "باب المغاربة" بحراسة مشددة من شرطة الاحتلال الإسرائيلي. ونشرت شرطة الاحتلال منذ الصباح، قواتها ووحداتها الخاصة في باحات الأقصى وعند أبوابه، لتأمين اقتحامات المستوطنين. وذكرت دائرة الأوقاف الإسلامية بالقدسالمحتلة، أن عشرات المستوطنين اقتحموا المسجد الأقصى، ونظموا جولات استفزازية في باحاته، وأدوا طقوسا تلمودية في منطقة "باب الرحمة" شرقي المسجد. وتواصل شرطة الاحتلال فرض قيودها على دخول المصلين للأقصى، وتُدقق في هوياتهم وتحتجز بعضها عند بواباته الخارجية. وكثف المقدسيون دعواتهم للرباط وشد الرحال للمسجد الأقصى، في ظل المخاطر التي يتعرض لها، بفعل ممارسات الاحتلال ومستوطنيه و مخططاتهم التهويدية. ورغم الإدانات العربية والإسلامية لانتهاكات الاحتلال بحق الأقصى، إلا أن اعتداءات حكومة الاحتلال والمستوطنين متواصلة بحق المسجد المبارك دون توقف.