نظمت جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية (كاوست) بالتعاون مع وزارة البيئة والمياه والزراعة منتدى المملكة العربية السعودية لتربية الأسماك وتصنيع الأعلاف الجديدة في الفترة من 17 إلى 18 مايو 2023 في الرياض، ويهدف هذا المنتدى إلى دعم طموحات المملكة في أن تصبح رائدة عالميًا في مجال الاستزراع المائي المستدام، والذي بدوره يدعم رؤية السعودية 2030 ومبادرة السعودية الخضراء وتحقيق الأمن الغذائي في البلاد. ويعرّف الاستزراع المائي بأنه تربية الأحياء المائية في أحواض خاضعة للرقابة، وفي ظروف محكمة بغرض الاستهلاك. كما يُوفّر حلاً مستدامًا لإمدادات البروتين، ويساهم في خفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري مقارنة بالزراعة التقليدية. ويقّدم أيضًا فرص كبيرة للابتكار في المملكة التي تمتلك سواحل مترامية على طول البحر الأحمر والخليج العربي تبلغ حوالي 3400 كيلومتر. واستضافت شركة المنارة للتطوير، الذراع الاستشارية لكاوست، هذا المنتدى الذي استمر ليومين مع وزارة البيئة والمياه والزراعة، وتم خلاله توقيع مذكرتي تفاهم بين الجامعة والوزارة لتوسيع مجال الاستزراع المائي والثروة السمكية في المملكة. كانت الأولى بين كاوست والشركة العربية للخدمات الزراعية (أراسكو)، وتهدف إلى لتطوير وتصنيع أعلاف الأحياء المائية. أما مذكرة التفاهم الثانية فكانت بين كاوست والشركة المتحدة لصناعة الأعلاف (أعلاف المتحدة) لتطوير أبحاث الثروة الحيوانية والدواجن ومصايد الأسماك. وقال مارك هال، رئيس العمليات في شركة المنارة للتطوير "تمتلك المملكة العربية السعودية كل المقومات والموارد التي تمكنها من أن تصبح رائدة عالميًا في الاستزراع المائي والإنتاج المستدام للمأكولات البحرية، ونحن فخورون بالعمل مع وزارة البيئة والمياه والزراعة، والبرنامج الوطني للثروة الحيوانية والسمكية لتطوير مرافق إنتاج الطحالب وتربية الأحياء المائية وتعزيزها". وأكد أن هذا المنتدى "سيجمع الجهات الحكومية ومصنعي أعلاف الأسماك والأكاديميين والباحثين للابتكار والعمل معًا لتطوير مستقبل الاستزراع المائي". يشار إلى أن وزارة البيئة والمياه والزراعة وكاوست ملتزمتان بتطوير حلول طويلة المدى ومستدامة لاحتياجات المملكة الغذائية من عمليتي الاستزراع المائي وتنمية الطحالب. وفي هذا السياق، أطلقت الجامعة في عام 2022، مشروعًا تجريبيًا لإنتاج الطحالب على نطاق واسع في مجمع الأبحاث والتقنية داخل حرمها الجامعي بمساحة أربعة هكتارات. كما تكرس وزارة البيئة والمياه والزراعة أيضًا جهودها لإنتاج ما يصل إلى 530 ألف طن من الأغذية البحرية بحلول عام 2030. وقال الدكتور علي الشيخي، الرئيس التنفيذي للبرنامج الوطني لتطوير قطاع الثروة الحيوانية والسمكية "يهدف المنتدى إلى تسليط الضوء على مخرجات البرنامج الوطني لتطوير قطاع الثروة السمكية الذي ترعاه وزارة البيئة والمياه والزراعة بهدف تطوير صناعة الاستزراع المائي في المملكة، من خلال إنتاج 530 ألف طن من الاغذية البحرية بحلول عام 2030. ويعد هذا المنتدى امتداداً للدور الذي تلعبه الوزارة في تمكين القطاع الخاص من المساهمة بقوة في الاقتصاد الوطني عبر عرض مخرجات ونتائج الأبحاث - بما في ذلك حقوق الملكية الفكرية للوزارة الممثلة في البرنامج الوطني لتطوير قطاع الثروة الحيوانية والسمكية". استعرض المنتدى أبحاث السنوات الخمس الماضية حول الاستزراع المائي التجاري، وقدم إرشادات لمواجهة التحديات الجديدة المتعلقة بتغذية الأسماك وتصنيع الأعلاف. وتضمن المنتدى العديد من العروض التقديمية والنقاشات والمحادثات حول الزراعة المائية والإنتاج المستدام للغذاء والأعلاف، والدراسات المرجعية عن بعض أنواع الأسماك مثل القاروص الأوروبي والبلطي البحري الذي يتغذى على الأعلاف التجارية. ويعتبر ضمان الإنتاج الغذائي المستدام للمملكة العربية السعودية عبر تطوير الحلول التقنية المبتكرة ركيزة أساسية لرؤية جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية، ويصب في جهودها المتواصلة لتحقيق أهداف رؤية السعودية 2030 الطموحة في مجالي الأمن الغذائي وتنويع الاقتصاد.