أعلنت أوكرانيا أنّ قواتها استعادت أجزاء من الأراضي المحيطة في مدينة باخموت المحاصرة، في الوقت الذي شدّدت فيه روسيا على أنّها صدّت هجوماً على امتداد مساحة واسعة من خط المواجهة. واتهم يفغيني بريغوجين، رئيس مجموعة "فاغنر" التي تقود هجوم موسكو على باخموت، القوات النظامية الروسية ب"الفرار" من مواقعها قرب المدينة. وتفيد التقارير المتضاربة الآتية من جبهة القتال، عن ارتفاع حدّة المعارك بعد أشهر من الاستقرار النسبي. وندّدت موسكو بالقرار البريطاني إرسال صواريخ بعيدة المدى إلى أوكرانيا، واصفة إياه بخطوة "شديدة العدائية". في هذه الأثناء، لا تزال المسألة المرتبطة بتوقيت شنّ أوكرانيا هجومها المضاد موضوع تكهّنات مستمرّة، رغم تشديد الرئيس فولوديمر زيلينسكي في وقت سابق من هذا الأسبوع على أنّ جيشه يحتاج إلى مزيد من الوقت للاستعداد. وتأتي هذه التطورات في وقت أعلنت فيه الصين، أنّها ستوفد ممثلاً خاصاً إلى أوكرانياوروسيا ودول أوروبية أخرى الأسبوع المقبل. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية وانغ وينبين، في مؤتمر صحافي دوري "اعتباراً من 15 مايو، سيزور السفير لي هوي الممثل الخاص للحكومة الصينية للشؤون الأوراسية، أوكرانيا وبولندا وفرنسا وألمانيا وروسيا للتواصل مع جميع الأطراف بشأن تسوية سياسية للأزمة الأوكرانية". تسعى بكين منذ أشهر إلى التموضع كوسيط في حلّ الأزمات حول العالم، انطلاقاً من أوكرانياً ووصولاً إلى الشرق الأوسط. لكن بينما تقول الصين إنّها طرف محايد في الحرب في أوكرانيا، إلّا أنّها تعرّضت لانتقادات بسبب رفضها إدانة الغزو الروسي. ومن المتوقع أن يصل زيلينسكي إلى روما لإجراء محادثات مع مسؤولين سياسيين، وربما مع البابا فرانسيس، في أول زيارة له لإيطاليا منذ الغزو الروسي. خسائر فادحة على الأرض، أعلنت أوكرانيا أنّ قواتها استعادت كيلومترين من الأراضي المحيطة بمدينة باخموت المدمّرة، التي تسيطر القوات الروسية على نحو 95 في المئة منها. وتعدّ معركة باخموت الأطول والأكثر دموية منذ بداية الغزو الروسي لأوكرانيا في فبراير 2022. ونفت روسيا أن تكون أوكرانيا قد حققت أي اختراق في المدينة، مؤكدة أنّها صدّت القوات الأوكرانية، على جبهة طولها 95 كيلومترا في منطقة سوليدار في شرق أوكرانيا قرب مدينة باخموت. غير أنّ وزارة الدفاع الروسية، أعلنت أنّ أوكرانيا نشرت أكثر من ألف عسكري وأكثر من 40 دبابة. من جهته، قال بريغوجين إنّ الجيش الروسي النظامي "يفرّ ببساطة من المواقع" القريبة من باخموت. وأضاف "اليوم هربت إحدى وحدات وزارة الدفاع من أحد مواقعنا... ما جعل الجبهة مكشوفة". وقال في بيان مصوّر نُشر على وسائل التواصل الاجتماعي "لهذا السبب، يجب أن نتوقف عن الكذب على الفور". كذلك، أفاد عدد من من مراسلي الحرب الروس في وقت متأخر من ليل أمس، عبر وسائل التواصل الاجتماعي، بأنّ هجوم كييف المضاد والمنتظر، قد بدأ. غير أنّ الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أكد في مقابلة، أنّ كييف بحاجة إلى مزيد من الوقت قبل شنّ الهجوم. وقال "نفسياً نحن مستعدون..."، مضيفاً أنّه "في ما يتعلق بالمعدات، لم يصل كل شيء بعد". لكنّه قال في خطابه المسائي إنّ "المحتلّين جاهزون داخلياً للهزيمة"، في إشارة إلى القوات الروسية. وأضاف "لقد خسروا هذه الحرب بالفعل في أذهانهم". وكان بريغوجين، الذي تصاعدت التوترات بينه وبين الجيش الروسي في الأيام الأخيرة، قد اعترف بالنجاحات الأوكرانية وتحدّى وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو زيارة باخموت. وقال لشويغو عبر وسائل التواصل الاجتماعي، "العدو شنّ عدداً من الهجمات المضادة الناجحة"، داعياً إياه إلى "تقييم الوضع الحالي بشكل مستقل". موسكو تنتقد لندن في غضون ذلك، نددت موسكو بقرار المملكة المتحدة، تسليم صواريخ "ستورم شادو" بعيدة المدى إلى أوكرانيا، بناءً على ما أعلنته في اليوم السابق. وجاء في بيان لوزارة الخارجية الروسية "نعتبر هذا القرار خطوة شديدة العدائية من جانب لندن، ترمي إلى ضخ مزيد من الأسلحة إلى أوكرانيا، ما يؤدي إلى تصعيد خطير". وقالت موسكو إنها "ستتخذ كل الإجراءات اللازمة للقضاء على التهديدات" الناجمة عن الصواريخ الجديدة. من جهة أخرى، أعلن الكرملين الجمعة أنّ الرئيس فلاديمير بوتين اتّفق مع رئيس الجنوب إفريقي سيريل رامابوزا على توطيد العلاقات بين بلديهما، وذلك غداة اتّهام الولاياتالمتحدةبريتوريا بشحن أسلحة سراً إلى روسيا. وكان رامافوزا ردّ بغضب على اتهام السفير الأميركي روبن بريجيتي الخميس، بينما أعلن عن إجراء تحقيق في القضية بقيادة قاضٍ متقاعد. إلى ذلك، أعلنت تركيا الجمعة أنّ المحادثات بشأن تمديد الاتفاق الذي يسمح بتصدير الحبوب من أوكرانيا عبر البحر الأسود وأوشك على الانتهاء، تتقدم. وقال وزير الدفاع التركي خلوصي أكار في بيان "نتجه نحو إتمام تمديد اتفاق الحبوب". وتركيا العضو في حلف شمال الأطلسي وترتبط بعلاقات جيدة مع كلّ من روسياوأوكرانيا، دفعت الطرفين لاستئناف محادثات السلام بعد انهيار المفاوضات العام الماضي. وساعدت أنقرةالأممالمتحدة في التوصل لاتفاق الحبوب في يوليو الماضي، ما ساهم في الحد من ارتفاع الأسعار الناجم عن الغزو الروسي. في مارس، تم تجديد الاتفاق لستين يوماً بدلاً من 120 طلبتها أوكرانيا، بعدما وضعت روسيا عدداً من الشروط من بينها تسهيل تصدير الأسمدة الروسية.