تتنافس كبريات شركات السفريات والطيران على استقطاب الناس بمختلف العروض الترويجية، وتجذب اهتمامهم باستعراض العديد من المزايا ووسائل الرفاهية داخل مقصورة الطائرة، مثل: المقاعد المريحة، وشاشات الترفيه الكبيرة، والوجبات المتنوعة التي تنال استحسان مختلف الأذواق. وفي رأيي الشخصي إن واحدًا من أهم عوامل الجذب والتمّيز في أي رحلة طيران هو احترافية ومهارة طاقم الخدمة الجوية، الذي يكون على تواصل مباشر مع المسافرين طوال زمن الرحلة، فما إن نصعد إلى متن الطائرة حتى تستقبلنا أكبر ابتسامة من المضيف الجوي، الذي يبذل كل وسعه في ضيافة الركاب، بدءًا من الإرشاد إلى مقاعد جلوسهم، والمساعدة في تخزين الأمتعة اليدوية، وحتى تلبية مختلف طلباتهم إلى نهاية الرحلة حرفيًا. وفي هذا السياق، قبل عدة سنوات في واحدة من رحلات السفر الدولية إلى خارج المملكة، وعندما هبطت الطائرة وتوقفت في مطار الوصول الأوروبي، أذكر أنه تأخر خروج المسافرين من الطائرة لمدة زادت على 30 دقيقة بسبب أمور فنية تتعلق بتجهيزات المطار هناك، وبدأت تعلو أصوات التململ والتأفف بين الركاب، وللأسف الشديد انفلتت أعصاب اثنين منهم، وقاما برفع أصواتهما على المضيف الجوي معترضين على هذا التأخير! ربما كان الوضع محفزاً لضيق الأنفس وتوتر الأعصاب، لكنه ليس ذنب المضيف أبداً. وبالتأكيد لست أجد أي عذر لصب الغضب على المضيف الجوي الذي بذل جهده في خدمة الركاب واقفاً على قدميه معظم وقت الرحلة بينما كان هؤلاء الركاب جالسين، لكن المفاجأة كانت في قدرة المضيف الجوي نفسه على احتواء الموقف وتهدئة الناس وتصبيرهم بأسلوب كلامه الراقي الذي يعكس أخلاقاً عالية واحترافية مهنية يُشاد عليها، وما كانت بعدها إلا دقائق قليلة وخرج الناس من الطائرة مؤذنين بوصول الرحلة الجوية بالسلامة. منذ أن حصلت هذه القصة أمام ناظري، وأنا أحرص مع نهاية كل رحلة جوية وقبل مغادرة الطائرة على شكر المضيف الجوي على حسن ضيافته، وعلى جهوده وتفانيه في عمله لخدمة وراحة المسافرين على الطائرة، فله ولكل أفراد طاقم الخدمة الجوية كل المحبة والتقدير.