تسعى الدولة برمتها لموضوع السعودة وحل مشكلة بطالة الشباب في مجتمعنا. وحري بكل واحد منا أن يساهم في ذلك. تعمل الخطوط الجوية السعودية قرابة 1500 مضيفة، متوسط راتب المضيفة 3000ريال تقريباً وتضاف له البدلات وخارج الدوام وتصل جميع المستحقات لما يقارب 5000ريال في نهاية الشهر، طبعا هذا لو فرضنا بأن جميعهن مضيفات ولم يوجد منهن مشرفات يتقاضين راتباً أعلى من ذلك. أضف إلى ذلك تكاليف النقل والإعاشة والسكن التي تتطلب مجمعات خاصة وآمنة تليق بهن كنساء وجميع ذلك تتكفل بها الخطوط السعودية. ما تقوم به المضيفة برع فيه شبابنا الصاعد ولك أن تلاحظ ذلك على متن أي رحلة على متن الخطوط السعودية، إلى جانب المضيفات ستجد مضيفين شباباً سعوديين طموحين متعاونين، كثير منهم في مقتبل العمر، تلاحظهم يستقبلون الركاب بابتسامة، يساعدون في إيجاد المقعد، يقومون بتقديم كامل الخدمات والطلبات طوال الرحلة، حتى ساعة الوصول التي تختم بتهنئة الوصول مصحوبة بابتسامة بيضاء لا يرجون ثمنها. فشبابنا استطاع أن ينافس ويثبت وجوده بكل جداره. ولو قال أحدهم بأن وجود المضيفة ضروري لخدمة النساء المسافرات، فقوله مردود لأن مهام المضيفين والمضيفات يتم تقسيمها وتوزيعها فيما بينهم من قبل مشرف الرحلة قبل صعود الركاب للطائرة، كل واحد منهم يهتم بمنطقة معينة ويقوم بخدمة جميع ركاب المنطقة المخصصة له، سواء كانوا رجالاً أو نساء بمحرم أو بغير محرم. احتياجنا للخبير الأجنبي مطلب له أهدافه وأعطى ثماره في مجالات شتى، ولكن لا أعتقد بأن عمل الضيافة في الطيران يستوجب وجود خبير مضيف، فدورة لمدة شهر في أحد مراكز الخطوط السعودية كفيلة بصقل أبرع المضيفين لينضموا للخدمة جنبا إلى جنب مع مضيفين سعوديين أمضوا أكثر من عشر سنوات في الخدمة كمضيفين، فيعملوا بجانبهم ويستفيدوا من خبراتهم. بحكم طبيعة عملي سافرت عدة سفريات الكثير منها دولية، كنا نتنقل بين الدول الأوروبية في طائرات تعد في الحجم أصغر من المتوسط والتي تكتفي بثلاثة أو أربعة مضيفين، أحيانا يكون الطاقم الضيافة بالطائرة مختلط بين مضيفين ومضيفات وأحيانا جميعهم رجال وأحيانا يكن جميعهن نساء، علما بأن الركاب مختلطون بين نساء ورجال، فليس من الضروري وجود المضيفة في الطائرة حتى لو وجدت النساء ضمن الركاب. كما برعت الخطوط بأن جعلت طاقمها الأرضي في جميع مطاراتها بالسعودية رجالاً سعوديين، إضافة إلى جميع الطياريين ومساعديهم، فبإمكانها تحقيق ذلك على مستوى الضيافة والخدمة أيضاً، فبلادنا واقتصادنا أولى بهذه الرواتب والأموال من أن تحول للخارج، وشبابنا أولى بهذه الوظائف، فشاب يعمل بالخطوط السعودية براتب يقارب الخمسة آلاف ريال يعد راتبا جيدا وكافيا لتكوين أسرة، وسيثمر هذا عن تأهيل 1500فتاة، ليس كمضيفات ولكن كزوجات لهؤلاء الشباب الطموح.