هل أردت أن تتعلم مهارة جديدة؟ تطور لغتك أو ربما تتقن التحليل الإحصائي؟ حملت تطبيقات تعلم.. تابعت حسابات متخصصة بتعليم هذه المهارة.. ولكن بعد يوم.. يومين.. أسبوعين.. توقفت! هناك أسباب كثيرة لعدم نجاح أو استمرار عملية التعلم الذاتي، أذكر لكم هنا سببين رئيسين: أولاً: زيادة فرص الوصول للمعلومة لا يعني بالضرورة سهولة التعلم الذاتي. تطور التقنية زاد القدرة على التعلم خارج الفصل الدراسي يوجد اعتقاد بأن تطور التقنية بحد ذاتها يعزز من القدرة على التعلم الذاتي، فالمتعلم اليوم يستطيع الوصول إلى مجموعة من الأدوات التي تمكنه من التعلم متى وكيفما يرغب. ففي عصرنا هذا يمتلك المتعلم العديد من الأدوات والمصادر، ولكن يفتقد لمهارات تقويم العملية التعليمية الذاتية. توصلت مجموعة من الدراسات أن استقلالية المتعلم منخفضة في المملكة، وذلك بسبب النظرة السائدة في مجتمعاتنا العربية، وهي أن المعلم هو المصدر الأساسي للمعلومة والأكثر إلماماً بها، وبالتالي فدور المتعلم يتلخص في التلقي مما أثر على مستوى وعِيه بأهمية الاستقلالية وقدرته على التعلم خارج الفصل الدراسي. ولكن منذ انطلاق رؤية المملكة 2030، شهد قطاع التعليم العديد من التغيرات والتطورات من أهمها تنمية مهارات استقلالية المتعلم والتفكير النقدي كجزء من الأهداف الاستراتيجية لتحقيق الرؤية. ثانياً: فقدان الدافع والإرادة للتعلّم قد يشكل تحدياً للمتعلم. التعلم هو تراكم معرفي يتطلب ممارسة واكتساب للمهارات المختلفة، إلا أن المتعلم قد يشعر بالملل والإحباط خلال رحلة التعلم لأسباب متعددة كالإحساس بالعزلة والإجهاد. ولكي تطور مهاراتك في التعلّم الذاتي: 1. حدد نقاط قوتك وضعفك كمتعلم. 2. ضع أهدافاً واضحة لتجاوز نقاط الضعف. 3. خطط لتحقيق هذه الأهداف: متى؟ حدد الوقت الذي تريد أن تستغرقه في تحقيق أهدافك. ماذا؟ حدد مصادر التعلم التي تناسبك. كيف؟ أخلق فرصاً للتعلم وأحرص على التدريب والممارسة لتثبيت ما تعلمته. 1. قس مدى تقدّمك في التعلم عن طريق الاختبارات المتاحة في المواقع المخصصة، والاستفادة من ملاحظات الآخرين، والتأمل النقدي لذاتك (اسأل نفسك: ماذا تعلمت وماذا أريد أن أحُسن؟). اعلم أن عملية التعلم بطبيعتها هي حلقة مستمرة تدور ما بين تحديد الاحتياجات وقياس المخرجات، ولكي يستمر حماسك للتعلم حاول أن تحيط نفسك بمجتمع داعم، التعلم الذاتي لا يعني بالضرورة أن تتعلم بمفردك فقد تشارك هذا الحماس مع صديق مع معلم أو حتى مع مجموعة من المتعلمين على مواقع التواصل الاجتماعي، فهناك قد تجد إجابات لتساؤلاتك ممن مر بتجارب مشابهه، وحاول أن تذكر نفسك دائماً بأهمية الأهداف التي تسعى لها ومن ستكون بعد تحقيقها! كباحثة في مرحلة الدكتوراة ومن خلال ملاحظتي لأوساط طلبة الدراسات العليا أرى احتياجاً لتطوير مهارات التعلم الذاتي وتوفير مجتمعات داعمة لمساندة من يواجه منهم صعوبة في التأقلم مع طبيعة هذه المرحلة الدراسية والتي تعتمد بشكل كبير على استقلالية المتعلم. باحثة دكتوراة - جامعة ليدز