هو الشيخ العلامة السلفي سعد وقاص بن السيد سلطان بن السيد صديق البخاري، ويتصل نسبه إلى الحسين بن علي بن أبي طالب –رضي الله عنهما-، وكان الشيخ –رحمه الله– إذا ذُكِر له ذلك ردد قول النبي صلى الله عليه وسلم (ومن بطّأ به عملُه لم يسرعْ به نسبُه) رواه مسلم. ولد الشيخ عام 1309ه، في مدينة أنديجان في جمهورية أوزبكستان، ونشأ في أسرة اشتهرت بالعلم والفضل والدعوة، فوالده السيد سلطان كان مفتياً وقاضياً وكان يلقب في بلده ب(سلطان قاضي) وتوفي -رحمه الله- في مدينة بيشاور -بباكستان الآن- مجاهداً وداعياً في سبيل الله. وكانت أولى رحلات الشيخ إلى أفغانستان، وسبب ذلك أن ملك أفغانستان في ذلك الوقت طلب من أبيه السيد سلطان أن يتولى منصب وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف بمملكة أفغانستان، فأعتذر الأب واقترح على الملك أن يرسل له ابنه الشيخ سعد وقاص فوافق الملك، فرحل الشيخ إلى أفغانستان وتولّى هذا المنصب، ثم بعد مدة أراد الشيخ الرحلة إلى مكةالمكرمة لأداء فريضة الحج، وكان هذا في بداية الثلاثينات من القرن الماضي، فلما نزل الشيخ مكة التقى بشريفها وكان هو الحاكم آنذاك، فأعجب الشريف بسعة علم الشيخ وطلب منه أن يبقى في مكة، وأن يعينه مدرّساً في الحرم المكي، ويروي تلميذه وصهره فيما بعد الشيخ ضياء الدين خوجه، فيقول: (قدمت إلى مكة مرافقًا للشيخ وقاص، وعندما قرر البقاء في مكة أرسلني إلى أفغانستان باستقالته، وبالعهد، وبوكالة لإحضار من ترغب من زوجاته وتطليق من لا ترغب، فكان سؤال الزوجات عن الحياة في مكة، فقلت نعيش على ماء زمزم وعيش التكية، فرفضن جميعًا مغادرة أفغانستان فطلقتهن وعدت إلى مكة، ثم بعثني لإحضار ابنته شريفة التي بلغت من العمر سنتان). ثم لما دخل الملك عبدالعزيز -رحمه الله- مكة عام 1342ه، كان الشيخ من أوائل المبايعين، وكان أيضاً من المشاركين في المناظرة التي حصلت بين علماء نجد وعلماء مكة، وعيّنه الملك عبدالعزيز فيما بعد مدّرساً في المسجد الحرام، إضافة لإمامته في المسجد الحرام بصفة غير رسمية خاصةً إذا لم يحضر الإمام لظرف ما، وكان ذلك إلى عام 1369ه، ثم لم يؤم بعدها لإصابته بمرض الربو. مصادر ترجمته:أئمة المسجد الحرام في العهد السعودي لعبد الله آل علاف