نمر في مرحلة ما قبل تشكل العالم الجديد كما هي فترة 1939م - 1945م، لكن متغيرات الحاضر عبارة عن تراكم لأزمات اقتصادية، ابتدأت مع أزمة 2008م ثم جائحة كورونا ثم الآن مرحلة ما قبل التغير وقبل مرحلة انفجار الديون؛ فالديون الحكومية ارتفعت بأزمة كورونا بأعلى نسبة منذ فترة الحرب العالمية الثانية، حيث تمثل الديون الحكومية للعالم 100 ٪ من اقتصاد العالم و40 ٪ من إجمالي الدين العالمي: الذي يشمل الحكومات والشركات والأسواق والأفراد، حيث وصل الدين العالمي 350 تريليون أي 350 ٪ من اقتصاد العالم. 50 ٪ من الديون الحكومية من نصيب أميركا والصين، والصين ثاني أكبر مستثمر بالسندات الأميركية بعد اليابان بقيمة 870 مليار، وكان الرقم قبل سنة يتجاوز تريليون دولار، أي قلصت الصين ما قيمته 190 مليار خلال سنة فقط، وكذلك اليابان قلصت ما قيمته 222 مليار دولار. مع بداية 2023م تجاوز الاقتصاد العالمي حاجز 100 تريليون دولار لأول مرة، وبعد هذا التجاوز ستبدأ مرحلة التضاعف السريع لاقتصاديات الدول الآسيوية مثل الصينوالهند وإندونيسيا، وسيكون منتصفه الركود للدول الغربية الذي يسبق تغيرات ما قبل 2027م. ومع فترة 2023م - 2026م: - متوقع نشوء اضطرابات اجتماعية اقتصادية سياسية في أوروبا؛ ينتج عنها الهجرة نحو الشرق ما بين الخليج العربي وشرق آسيا. * تراجع التبادل التجاري الروسي الأوروبي لمستوى ما قبل هدم جدار برلين. * تطور التحالف الروسي الصيني الاقتصادي؛ حيث أنشأت روسيا نظاماً بديلاً ل"سويفت" وهو SPFS في عام 2014م والصين أنشأت نظامها CIPS في عام 2015م وتم الربط بينهما عام 2019م، لذا مع فترة 2023م - 2026م ستنظم دول البريكس، وقد تكون هناك أنظمة أخرى متعددة؛ أي سيتجزأ نظام سويفت للأنظمة؛ وبالتالي أقطاب اقتصادية بدل قطب اقتصادي واحد. * عالم متعدد الأقطاب مقسم في الشرق والغرب بأبعاد سياسية وتقاطعات اقتصادية معقدة. أما عام 2027م:- سيكون الاقتصاد العالمي متعدد الأقطاب للتعاون وليس للمنافسة وهذا سيجعل الغرب في تراجع؛ لأن الغرب يجيد المنافسة بعد الحرب العالمية الثانية ولا يصمد أمام تعاون الآخرين فيما بينهم. * أمريكا ستظل قوى عظمى تحت مظلة عالم متعدد الأقطاب، أي تكون في منحى متداخل لعقد أو عقدين لحين نضج التشكل العالمي الجديد، كما هو التراجع السياسي البريطاني وعملتها التي كانت محل الدولار من 1945م حتى 1955م. * أمريكا تتماشى مع التغير وستقود قسمها الآسيوي ممثلاً باليابان وكوريا الجنوبية بالتعاون مع الصين، من أجل ديمومة أكبر؛ لسيطرتها على المحيطات، أي بشكل غير مباشر شرطي الاقتصاد البحري التي تعتمد الصين عليه في طريق الحرير. * تمدد النفوذ الصيني الاقتصادي ينتج عنه تراكم سياسي ذو قاعدة اقتصادية على المدى الطويل. ما بعد 2027م: - سيتم إعادة تشكيل معايير جديدة للعالم يتسم بالتساوي وليس محصوراً بدول أو بمصالح المنتصر، كما كان بعد الحرب العالمية الثانية، أي بداية تراجع مجلس الأمن والأمم المتحدة والمحاكم الدولية والمنظمات العالمية والأنظمة البنكية. * التوزيع الطبقي للأفراد سيكون أربع طبقات: طبقة غنية وطبقتان وسطى (عليا ودنيا) وطبقة فقيرة جداً، والهند ستتصدر العالم للطبقة الوسطى بشقيها؛ لأن الهند انتقلت من الاقتصاد الزراعي للاقتصاد الخدمي دون المرور بالصناعي، وسيكون أكبر عدد للطبقات الوسطى في العالم في آسيا. * لغة التحالفات المتشابكة والمتناقضة أحياناً تكون من سمات العالم القادم، كتحالف تكتل ميركوسور مع دول البريكس، بعد تمدد تكتل ميركوسور وإعادة هيكلته، وانخراط الاتحاد الاقتصادي الأوروآسيوي مع دول بريكس، وبالتالي تكون دول بريكس أشبه بدول دائمة العضوية بالمجال الاقتصادي، وستقوم منظمة شانغهاي للتعاون بإكمال المهام دول بريكس لحين نضج التشكل العالمي فيتم هيكلتها. من ناحية العملات ستكون هناك عملة لدول بريكس مقومة من عملات أعضائها؛ من أجل أن تكون العملة رقم واحد بعد عشر سنوات من إنشائها. تفتت نظام سويفت قلل من هيمنة الدولار وعجل من ظهور البدائل. كذلك انخفض استحواذ البنوك المركزية للدولار خلال 25 عاماً إلى نحو 50 ٪ بعد أن كان يتجاوز 70 ٪، ومتوقع بعد 2027م أن يقل عن 35 ٪. لن تكون هناك أهمية أو مفهوم لتسليح الدولار. الشرق الأوسط سيكون أوروبا الجديدة بقيادة السعودية في عام 2030م.