لغةُ الأرقام أصدقُ إنباءً وأوضحُ بيانًا وأدلُّ بُرهانًا، أرقامها لا تحتاجُ إلى دليل؛ بل واضحةُ المعالم، تُنبئُ تلكم الأرقام والإحصاءات عمّا يُخبِر الخبرُ، كان يوم إعلانُ الرؤيةِ الوطنية للمملكة العربية السعودية 2030 بمثابةٍ إعلانِ عهدٍ جديد، لمُستقبلٍ ينتظر بلداً يستحق كل ما هو مفيد وجديد، وليُؤسس مؤسساتٍ تعي مسؤولياتها وما وُكّلَ لها وِفقَ مهامٍ واضحةٍ مدروسةٍ، ووفقَ تواريخ لا تحيدُ عنها إلا لضروراتٍ قصوى. كان إعلانُ الرؤية الوطنية في 25 أبريل 2015م، على لسانِ ولي عهد المملكة العربية السعودية رئيس مجلس وزرائها ومتبني وعرّاب رؤيتها 2030، يومَ انطلاقِ عملٍ لا يعرفُ الكلل أو الملل، وكان من أهمِّ ملامحها تعزيز القيم الإسلامية والهوية الوطنية، وتنمية وتنويع الاقتصاد، وزيادة معدلات التوظيف، وتمكين المسؤولية الاجتماعية، وتمكين حياة عامرة وصحية؛ مما نتجَ عنه وفق أهداف الرؤية الوطنية رفع نسبة مشاركة المرأة في سوق العمل من 22 % إلى 30 %؛ ليُخفّض معدل البطالة من 11.4 % إلى 7 %، وهذا ما تحقق بل زادَ عن تلك التوقعات؛ ليصبح معدل البطالة أقل من 4 %. كما كان من نتاج الرؤية المباركة ارتفاع حجم الاقتصاد وانتقاله من المرتبة 19 إلى المراتب 15 الأُوَل على مستوى العالم؛ بل أصبحت المملكة في المرتبة الثانية عشرة، وكان من المتوقع رفع المستوى المحليّ في قطاع النفط والغاز من 40 % إلى 75 %. وكذا رفع قيمة أصول صندوق الاستثمارات العامة من 600 مليار إلى ما يزيد على 9 تريليونات ريال، وهذا أيضًا أصبح من المتحققات ولله الحمد، أو شارف عليها. ومن الأهداف المُباركة للرؤية الانتقال من المركز 25 في مؤشر التنافسية العالميّ إلى المراكز العشر الأُوَل. كما كان من الأهداف رفع نسبة الاستثمارات الأجنبية من إجمالي الناتج المحلي من 3,8 إلى 5,7. وكذلك تحقق مما وعدَ به صاحب السمو الملكيّ الأمير محمد بن سلمان ولي عهد المملكة العربية رئيسة مجلس وزرائها، أسلوب ونموذج الإقراض العقاريّ ومبادرة المملكة لرفع نسبة التملّك السكانيّ حسب خارطةِ طريق الرؤية المباركة 2030، وأصبح للعقار كودٌ عمرانيّ ومفهومٌ للإعمار، والسعي لجعلِ مدن المملكة العربية السعودية تتميّز بطابعٍ عمرانيّ خاص. وأصبحَت المملكة العربية السعودية تتجه نحوَ الصناعاتِ التحويلية والبتروكيميائية؛ وذلك لتنويع مصادر الدخل، وهذا ما وعدت به الرؤية المباركة وتحققَ بالفعل. وكان من الوعود التي وعدَ بها صاحب السمو الملكي ولي عهد المملكة العربية السعودية رئيسة مجلس وزرائها، ذلك القرار الذي طرح نسبة من شركة أرامكو للاكتتاب العام، وتحققَ ذلك في حينه. أمّا السياحة؛ فأصبحت المملكة من الدول صاحبات الصناعة السياحة في العالم؛ بل فاقت على الدول المتقدمة في ذلك المجال. ولقد تحقق -ولله الحمد- ما وُعِدَ به نحو الاهتمام بالبيئة وحمايتها من التلوّث ووضع معايير بيئية عالية في المشاريع الجديدة. ومن الأمور الجديرة بالذكر؛ ما طرى على الميزانية العامة للمملكة العربية السعودية من أساليب وطرقٍ وشفافية واضحة للأعيان. كما أنّ استقطاب الخبرات وذوي التجارب التي تُفيد المملكة في جميع المجالات أصبحَ من الواقع الملموس. أمّا محاسبة المسؤولين في حال تعثّر أو التقصير فهو أيضًا من الأمور الواضحة الجليّة التي أصبحت تُرى مرأى العين. هذا فيضٌ من غيض مما تحققَ خلال ولايةِ خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الأمين محمد بن سلمان بن عبدالعزيز. فالتهنئةُ تُرفَع لمقامهما الكريم على ما تحققَ من إنجازاتٍ وِفقَ خٌططٍ مدروسةٍ، وهنيئًا للمملكة العربية السعودية وطنًا وشعبًا بذكرى مبايعة ولي عهد المملكة العربية السعودية محمد بن سلمان بن عبدالعزيز. وإلى مزيدِ مستقبلٍ مُشرق مُزدهر للمملكة العربية السعودية شعبًا ووطنًا. عبدالعزيز بن عثمان الفالح