انتشر نور الشمس في أرجاء الكون.. غرد الكروان، وتمايلت الأغصان تُعانق السماء السابعة، كان الوقت قيد الرّبيع الآسِر وبسمات العابرين على رصيف النقاء تختالُ مزهوة برائحة الورد.. وعبق الخزامى.. أخذتُ بعضي وذهبتُ إلى مكانٍ أحبّه جدًا، كان على كورنيش الخُبر تبادلت الحديث مع إحدى السائحات فقالت لي: أنتم في الخليج تُحبّون الكرم وتُرحبّون بالضيف والولائم عندكم مُكلفّة جداً، أحُب فيكم هذا السخّاء، ابتسمت فقلت لها: يا عزيزتي نحنُ فقيرنا وغنيّنا يخجل أمام الضيف إذا لم يقم بضيافته بالشكل المطلوب، ولكنني أرى أن فريقنا نحن النّساء أكثر كُلفة وتنسيقاً وتقديماً لمائدة الضيوف، فتشاهدين المقبلات والحلويات وصحون التقديم الفاخرة، وثيمات الترحيب الأكريلكيّة، والمباخر الطويلة وكثيراً من الفواتير المُرتفعة، فقاطعتني قائلة: صدقتِ رأيتُ ذلك في حسابات صديقاتي الخليجيات، لا أعلم هل هي عادة أم تقليد؟ لكنني منبهرة بِجمال الضيافة. ودعتها بعد أن دعوتها على كوب قهوة في أحد أماكن القهوة، فرِحت لحديثها الجميل عن أسلوب الضيافة العصري لدينا وخصوصاً نحنُ النساء الخليجيات، البعض يراه بذخاً ومظاهر ولكنني أراه حُسن ضيافة وعشقاً للجمال وكل ما هو جديد وأنيق في بوتيكات الأواني والتقديمات، مُقارنة بسنين سابقة كانت الضيافة أقل وأبسط، أما الآن فعجلة الحياة تدور، والتطوّر ينمو، والسوق الخليجي والسعودي على وجه الخصوص مُتجدّد ومتنوّع ونشِط ولديه إقبال من قِبل النساء المُهتمات في اقتناء كل ما هو غريب ومميز وجميل.. وبما أننا في ليالي رمضان وتحديداً في قلب الرياض الجميلة شاهدت ضيافات فاخرة وتنسيقات رمضانيّة جذّابة في أكثر المطاعم و"الكوفيهات"، تُجبرك على الدخول والاستمتاع بجودة الأكل وجمال المكان. ما أجمل النساء فهم عصب الحياة، وشقائق الرجال، وصانعات الجمال والحب في كل مكان! أخشى فقط أن يسقط الشّكر منّا سهواً، وتسقُط أدعية الحفاظ على النّعم مناّ سهواً، ومن أجمل الأدعية التي تحفظ هذه النّعم المُنتشرة: ( اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ زَوَالِ نِعْمَتِكَ، وَتَحَوُّلِ عَافِيَتِكَ، وَفُجَاءَةِ نِقْمَتِكَ، وَجَمِيعِ سَخَطِكَ).