اعترفت أوكرانيا بأن روسيا حققت مكاسب داخل مدينة باخموت في شرق البلاد، بينما أصرت الخميس على أنها تلحق بالمهاجمين الروس خسائر أكبر مما تتكبده قواتها في الدفاع عن المدينة. وفي تصعيد محتمل للخلاف الدبلوماسي بين روسياوالولاياتالمتحدة، قال جهاز الأمن الاتحادي الروسي إنه اعتقل الأميركي إيفان جيرشكوفيتش مراسل صحيفة وول ستريت جورنال للاشتباه في قيامه بالتجسس لمصلحة واشنطن. وأصبحت باخموت، وهي مدينة تعدين صغيرة، موقعا لأدمى معارك المشاة في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية. وتتخذ أوكرانيا موقفا دفاعيا منذ يقرب من خمسة أشهر لكنها تقول إنها تعتزم شن هجوم مضاد قريبا. وقالت هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الأوكرانية في تقرير في ساعة متأخرة مساء الأربعاء "قوات العدو حققت درجة من النجاح في تحركاتها الرامية إلى اقتحام مدينة باخموت". وأضافت "المدافعون عنا يسيطرون على المدينة ويصدون العديد من هجمات العدو".ولم يذكر التقرير تفاصيل عن المكاسب الروسية. وقال معهد دراسات الحرب إن القوات الروسية والمرتزقة التابعين لمجموعة فاجنر العسكرية الروسية الخاصة استولوا على أراض في جنوبالمدينةوجنوب غربها خلال اليومين الماضيين، واحتلت فاجنر مصنع معادن في شمالها هذا الأسبوع. وتتقدم القوات الروسية ببطء داخل باخموت في قتال شوارع عنيف مستمر منذ أسابيع. وبدا قبل شهر أن كييف ستتخلى على الأرجح عن المدينة لكنها قررت منذ ذلك الحين البقاء والقتال من أجلها على أمل كسر قوة المهاجمين. وقالت نائبة وزير الدفاع حنا ماليار على أحد مواقع التواصل الاجتماعي إن الخسائر كانت حتمية لكن "خسائر العدو أكبر بعدة مرات". وقال المتحدث باسم الجيش الأوكراني سيرهي تشيرفاتي للتلفزيون الرسمي "تبقى باخموت مركز النشاط العسكري... الوضع هناك لا يزال 'ساخنا'". ومع حلول فصل الربيع، السؤال الملح الآن هو إلى أي مدى يمكن أن تستمر روسيا في هجومها، ومتى سترد أوكرانيا أو هل ستفعل ذلك أصلا. وهناك دلائل على أن حملة روسيا تتباطأ. وانخفض عدد هجماتها اليومية على خط المواجهة، والتي تعلنها هيئة الأركان العامة الأوكرانية، بمقدار النصف تقريبا خلال الأسابيع الأربعة الماضية. اعتقال مراسل يمكن أن يكون لاعتقال جيرشكوفيتش تأثير على العلاقات الدبلوماسية مع الولاياتالمتحدة وعلى التغطية الدولية لروسيا والحرب. وسيكون جيرشكوفيتش أرفع شخصية أميركية تعتقلها روسيا بعد نجمة كرة السلة بريتني جرينر، التي ألقت السلطات الروسية القبض عليها عقب وصولها إلى موسكو وبحوزتها زيت الحشيش قبل غزو أوكرانيا بأسبوع. وأطلق سراحها في صفقة لتبادل السجناء بين البلدين في ديسمبر كانون الأول. وقال جهاز الأمن الاتحادي الروسي في بيان إنه "أوقف الأنشطة غير القانونية للمواطن الأميركي جيرشكوفيتش المولود عام 1991، وهو مراسل في مكتب صحيفة وول ستريت جورنال الأميركية بموسكو ومعتمد لدى وزارة الخارجية الروسية ويشتبه في قيامه بالتجسس لصالح الحكومة الأميركية". وجاء في البيان أن جيرشكوفيتش كان مكلفا من "الجانب الأميركي" بجمع معلومات عن "أنشطة إحدى المؤسسات" الدفاعية. ولم يعرض البيان أي دليل. وتنصح السفارة الأميركية في إرشادات السفر التي تصدرها، والتي حدثتها آخر مرة في فبراير شباط، المواطنين الأميركيين بعدم السفر إلى روسيا بسبب خطر الاعتقال التعسفي وتقول إن على المواطنين الأميركيين الذين يعيشون أو يسافرون داخل روسيا المغادرة فورا.