أعلن رئيس مجموعة فاغنر الروسية الأربعاء أن قواته سيطرت بالكامل على الجزء الشرقي من مدينة باخموت الأوكرانية التي تشهد واحدة من أكثر المعارك دموية في الحرب المستمرة منذ عام. ولو صح ذلك، فهذا معناه أن القوات الروسية تسيطر على نحو نصف المدينة التي تسعى للاستيلاء عليها بأي ثمن لتأمين أول انتصار كبير لها منذ عدة أشهر. لكن القوات الأوكرانية تواصل الدفاع بتحد، وبعد أن بدا في الأسبوع الماضي أنها تستعد لانسحاب تكتيكي من باخموت، يتحدث قادة عسكريون وسياسيون الآن عن التمسك بالمواقع وإسقاط أكبر عدد ممكن من أفراد القوات الروسية المهاجمة. وقال رئيس فاغنر، يفجيني بريجوزين، إن مقاتليه الذين يقودون العملية الروسية للاستيلاء على باخموت استولوا الآن على شرق المدينة. وأضاف: "كل ما هو شرق نهر باخموتكا تحت سيطرة فاغنر بالكامل". ويقسم النهر مدينة باخموت التي تقع على أطراف منطقة دونيتسك الخاضع معظمها بالفعل للاحتلال الروسي. وأعلن بريجوزين فيما مضى عن انتصارات بشكل سابق للأوان. وقالت بيانات للجيش الأوكراني في وقت سابق إن من المحتمل أن تكون هناك "ظروفا" في باخموت من أجل شن هجوم أوكراني. وقال سيرهي تشيريفاتي المتحدث باسم القيادة العسكرية الشرقيةلأوكرانيا للتلفزيون العام الثلاثاء "المهمة الرئيسة لقواتنا في باخموت هي تقويض القدرة القتالية للعدو واستنزاف قدراتهم القتالية". وقالت هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الأوكرانية في تقريرها صباح الأربعاء "يواصل العدو، رغم الخسائر الكبيرة، اقتحام باخموت". قائمة المدن المدمرة أحرزت روسيا، التي تقول إنها ضمت ما يقرب من 20 % من أراضي أوكرانيا، تقدما في الأسابيع الأخيرة قرب باخموت، لكن هجومها الشتوي لم يسفر عن مكاسب كبيرة في الشمال والجنوب. وتقول إن الاستيلاء على باخموت سيكون خطوة نحو الاستيلاء على منطقة دونباس الصناعية المكونة من دونيتسك ولوهانسك. ويقول محللون غربيون إن القيمة الاستراتيجية لباخموت ضئيلة. لكن كييف تقول إن الخسائر التي تكبدتها روسيا هناك يمكن أن تحدد مسار الحرب مستقبلا، مع توقع معارك حاسمة في وقت لاحق هذا العام عندما يكون الطقس أفضل ومع تلقي أوكرانيا المزيد من المساعدات العسكرية، بما في ذلك دبابات قتال ثقيلة. وكانت المعارك المستمرة منذ شهور في المدينة من بين الأكثر دموية والأكثر تدميرا منذ بدء الغزو الروسي في فبراير العام الماضي، مما أضاف اسم باخموت إلى قائمة المدن المدمرة مثل ماريوبول وسيفيرودونيتسك وليسيتشانسك. وصوّرت طائرة مُسيرة للجيش الأوكراني مشاهد لحجم الدمار في باخموت، إذ التقطت صورا لعدد من المباني السكنية المحترقة مع تصاعد الدخان منها. وقالت إيرينا فيريشتشوك نائبة رئيس الوزراء الأوكراني إنه لم يبق في المدينة سوى أقل من أربعة آلاف مدني بينهم 38 طفلا من إجمالي 70 ألفا كانوا يقطنون المدينة قبل الحرب، إذ صارت باخموت الآن في حالة خراب إلى حد كبير بعد شهور من القصف. وقال أحد جنود حرس الحدود الأوكراني في مقطع مصور بثته دائرة الحدود الأوكرانية "الوضع في المدينة صعب. العدو يقتحم مواقعنا بنشاط، لكنهم لا يحققون أي نجاح ويتكبدون خسائر فادحة". وأضاف "ربما بدافع الكراهية، حاولوا تفجير جسرين. لكننا ما زلنا نتلقى كل ما نحتاجه. المدينة قائمة، لأن باخموت كانت ولا تزال وستظل أوكرانية. سنبقى على اتصال". وقالت هيئة الأركان العامة الأوكرانية أيضا إن القوات الروسية نفذت أكثر من 30 هجوما فاشلا خلال اليوم السابق قرب أوريخوفو-فاسيليفكا وحدها، والتي تقع على بعد 20 كيلومترا شمال غربي باخموت. وأضافت أنها قصفت المناطق المحيطة بعشر مناطق سكنية على طول خط الجبهة في باخموت.