قال مسؤولون في الاتحاد الأوروبي إن الاتحاد يخطط لإطلاق مشروع مع تسع دول أعضاء لتحديد الثغرات في نظام العقوبات ضد روسيا وتحسين التنسيق بين السلطات الوطنية عند تطبيق العقوبات. وأضاف المسؤولون، الذين تحدثوا بشرط عدم الكشف عن هويتهم لأن المناقشات خاصة، أن الشراكة بين المفوضية الأوروبية والحكومات الوطنية المسؤولة حالياً عن تنفيذ العقوبات، يمكن أن تكون مقدمة لهيئة جديدة في الاتحاد الأوروبي لتنسيق الرقابة على العقوبات، بحسب وكالة بلومبرج للأنباء. ودعت هولندا، بدعم من العديد من عدة دول أعضاء أخرى، إلى وجود آلية على مستوى الاتحاد الأوروبي لضمان عدم التفاف الحكومات والشركات على الجولات العشر من العقوبات التي فرضها الاتحاد على موسكو. وقالت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، الخميس الماضي، إن الحزمة القادمة التي ستضرب الاقتصاد الروسي ستتعامل بشكل أساسي مع الالتفاف على العقوبات و»كيف يمكننا مواجهتها». وقال المسؤولون الأوروبيون إن المشروع الجديد، الذي سيستمر لمدة عامين بدءًا من يونيو المقبل تقريباً، سيكون المرة الأولى التي تدعم فيها الذراع التنفيذية للتكتل الدول الأعضاء في مجال تنفيذ العقوبات بموارد محددة بهذا الحجم. في السياق توقع الكرملين الأربعاء أن «يطول» أمد «الحرب الهجينة» بين روسيا والدول الغربية بشأن النزاع في أوكرانيا بعد أكثر من سنة على بدء الغزو الروسي لهذا البلد. وقال الناطق باسم الكرملين دميتري بيسكوف للصحافيين «إذا ما تحدثنا عن الحرب بالمعنى الواسع وعن المواجهة مع دول غير صديقة ومناهضة، عن هذه الحرب الهجينة، فإن أمدها سيطول». وأضاف أن الروس يلتفون حول الرئيس فلاديمير بوتين بشكل «غير مسبوق» ومعظمهم يريدون أن تتحقق أهدافه في أوكرانيا. وأوضح قائلاً «نرى التفافاً غير مسبوق للمجتمع الروسي حول الرئيس، حول القائد الأعلى للقوات المسلحة والسياسات التي ينتهجها». أضاف «نرى اقتناعًا سائداً تماماً في مجتمعنا بأن جميع أهداف العملية العسكرية الخاصة يجب أن تتحقق وستتحقق». وقال رئيس دولة جمهورية دونيتسك الشعبية دينيس بوشيلين إن معظم القوات الأوكرانية انسحبت من مصنع للمعادن في غرب باخموت وإن القوات الروسية تحرز تقدماً. ومع بدء وصول الدبابات الغربية المتقدمة لأوكرانيا قبل هجوم مضاد متوقع، نقلت وكالة الإعلام الروسية الأربعاء عن مصدر لم تذكره بالاسم قوله إن موسكو أرسلت مئات الدبابات الجديدة وأخرى تم تجديدها إلى منطقة الصراع. من جانبه قال الجيش الأوكراني إن القوات الروسية ما زالت تستميت في محاولاتها للسيطرة على بلدتي باخموت وأفدييفكا الشرقيتين لكنها لا تحرز تقدما، وذلك على عكس ما قاله رئيس دولة جمهورية دونيتسك الشعبية. وذكرت الأركان العامة للقوات المسلحة الأوكرانية في بيانها مساء الثلاثاء أن البلدتين والمجتمعات القريبة منهما في منطقة دونيتسك الصناعية ما زالت تتعرض لمعظم الهجمات الروسية. وقال سيرهي تشيريفاتي وهو متحدث باسم قوات الجيش في الشرق عبر التلفزيون الوطني «إنهم يحاولون ببساطة إنهاك قواتنا بهجوم تلو الآخر» مشيرا إلى 70 قصفا في باخموت وحدها. وذكر الجيش أن المقاتلين الأوكرانيين ما زالوا يتصدون للهجمات وأن روسيا تكبدت خسائر كبيرة في الأرواح أثناء القتال. وقالت وزارة الدفاع البريطانية إن القوات الروسية لم تحقق سوى «تقدم هامشي» في محاولة لمحاصرة أفدييفكا وإنها فقدت العديد من المركبات المصفحة والدبابات. وبعيداً عن ساحات المعارك في أكبر الصراعات البرية التي تشهدها أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية، أكدت روسيا البيضاء أنها ستستضيف أسلحة نووية روسية تكتيكية قائلة إن القرار رد على العقوبات الغربية بالحشد العسكري للدول الأعضاء في حلف شمال الأطلسي قرب حدودها. وأشار الرئيس الأميركي جو بايدن إلى قلقه إزاء خطوة روسيا البيضاء. لكن الولاياتالمتحدة قالت الثلاثاء إنها لم ترصد ما يشير إلى أن روسيا تقترب من استخدام أسلحة نووية تكتيكية في حرب أوكرانيا. ونقلت وكالة إنترفاكس للأنباء عن سيرجي ريابكوف نائب وزير الخارجية الروسي قوله الأربعاء إن خطط موسكو لنشر أسلحة نووية تكتيكية في روسيا البيضاء ستجبر حلف شمال الأطلسي على تقييم مدى خطورة الموقف. وتقول موسكو إنها شنت العملية العسكرية الخاصة في جارتها الموالية للغرب للحد من تهديد لأمنها. وقُتل آلاف الجنود من الجانبين في الحرب ولقي عشرات الآلاف من المدنيين حتفهم كما تشرد الملايين. وتمول الولاياتالمتحدة وحلفاء آخرون الجانب الأوكراني في الحرب بالسلاح وتصف العملية العسكرية الخاصة بأنه استيلاء روسي إمبريالي على الأراضي. وعلى الصعيد الدبلوماسي، قال زيلينسكي في مقابلة مع وكالة أسوشييتد برس إنه وجه دعوة للرئيس الصيني شي جين بينغ لزيارة أوكرانيا. وقالت روسيا الثلاثاء إنها أسقطت للمرة الأولى قنبلة ذكية موجهة من طراز جي.إل.إس.دي.بي زودت الولاياتالمتحدة كييف بها وأطلقتها القوات الأوكرانية. وقال متحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية إن الولاياتالمتحدة تؤيد إنشاء محكمة خاصة لجرائم «العدوان» على أوكرانيا ليتضح بذلك للمرة الأولى كيف يمكن لواشنطن دعم مساعي كييف لمحاسبة روسيا على غزوها. وأصدرت اللجنة الأولمبية الدولية توصيات أمس الثلاثاء بعودة رياضيي روسيا وروسيا البيضاء تدريجيا إلى المحافل الدولية والمنافسة كمحايدين رغم معارضة أوكرانيا ورئيس اللجنة الأولمبية الروسية إذ وصف الجانبان الخطوة بأنها غير مقبولة. من جانب آخر أعلنت الإدارة العسكرية-المدنية الروسية في زابوريجيا الأربعاء ان ميليتوبول إحدى المدن الرئيسية في جنوبأوكرانيا، تعرضت لقصف صاروخي نفذه الجيش الأوكراني مما تسبب في انقطاع التيار الكهربائي. ميليتوبول هي عاصمة الإدارة الروسية في القسم الذي تسيطر عليه من منطقة زابوريجيا حيث توجد محطة الطاقة النووية التي تحمل الاسم نفسه وتحتلها القوات الروسية ويزورها مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل غروسي الأربعاء. في الأيام الأخيرة اتهمت روسياأوكرانيا بتكثيف الهجمات والضربات في ميليتوبول حيث كان يعيش 150 ألف نسمة قبل الحرب. وبحسب الإدارة الروسية بالمدينة أصاب القصف فجر الأربعاء مستودعا للقاطرات دون وقوع إصابات. وقال المسؤول في المنطقة فلاديمير روغوف على تلغرام أن القصف تم بنظام هيمارس الأميركي العالي الدقة. تقع المدينة على بعد أكثر من 65 كلم من الجبهة. وأضاف «بسبب النيران التي أطلقتها كييف تضررت بنى تحتية لإمدادات الكهرباء. وانقطع توزيع الكهرباء في ميليتوبول والعديد من القرى المجاورة». على الجانب الأوكراني، اشار رئيس بلدية المدينة المنفي إيفان فيدوروف عن وقوع انفجارات الأربعاء قائلا إنه يأمل في تلقي «أنباء سارة» من القوات المسلحة الأوكرانية بشأن المواقع المستهدفة. كانت روسيا قد اتهمت أوكرانيا بشن ضربات على ميليتوبول في 27 مارس. في 23 مارس اتُهمت كييف بشن هجوم بقنبلة يدوية الصنع أسفر عن إصابة شرطي وفي 15 منه قتل احد مسؤولي الاحتلال في هجوم بسيارة مفخخة. منذ أسابيع تدور تكهنات حول هجوم أوكراني مضاد محتمل باتجاه ميليتوبول لأن التقدم باتجاهها واستعادتها سيقطع الممر البري الذي تسيطر عليه روسيا لربط أراضيها بشبه جزيرة القرم التي ضمتها موسكو في عام 2014.