تمكن فريق طبي بمستشفى الدكتور سليمان الحبيب بالسويدي، من إجراء عملية منظار نادرة ومعقدة، أنهت معاناة «عشريني» مصاب بمرض وراثي يسبب الضمور العضلي في مفاصل وغضاريف الجسم «القزامة»، ومصاب أيضاً بقطع وتهتك بالرباط الصليبي الأمامي للركبة، منذ نحو «7» سنوات، تعايش خلالها مع الآلام الحادة وعدم ثبات الركبة، ولأهمية وندرة التدخل الطبي نشرت المجلة المفتوحة لجراحة العظام العالمية « International Orthopedic Surgery» تقريراً مفصلاً عن الحالة. وقال د. قمر جليل استشاري جراحة العظام والإصابات الرياضية: إن المريض أصيب أثناء ممارسته لكرة القدم، وعانى لفترة طويلة من بعض الأعراض الحادة كالآلام الشديدة وعدم القدرة على مواصلة النشاط، والتورم السريع وفقدان نطاق الحركة، بالإضافة إلى الشعور بحالة من «عدم الثبات» عند محاولة تحمل الوزن. فزار عدداً من المستشفيات بحثاً عن العلاج، إلا أن الأطباء اعتذروا له بسبب ضمور الغضاريف «حالة القزامة»، فراجع المستشفى، وخضع لحزمة من الفحوصات الطبية الدقيقة، أهمها التصوير بالأشعة السينية والرنين المغنطيسي، وقد أكدت النتائج إصابته بالقطع في الرباط الصليبي. وأضاف د. جليل أن الفريق الطبي الذي شارك فيه أيضاً د. محمد اظفر ود.أحمد الخطيب، درس ملف الحالة بصورة دقيقة، وخلص إلى خطة علاجية جراحية متكاملة، حيث أخضع المريض لعملية تم فيها إعادة بناء وإصلاح الرباط الصليبي بترقيع أوتار الركبة من خلال تقنية تسمى «التعليق المزدوج»، وأجريت العملية التي استمرت لساعتين بمنظار كاحل صغير «بقياس 2.7 مم» تلائم مفاصل المريض الصغيرة، بدلاً عن تلك التي تستخدم للأشخاص الطبيعيين، ولأن أربطة المريض كانت رقيقة وضعيفة، فقد تمت تقويتها بشريط ليفي، وتكللت العملية التي مضت بسلاسة بالنجاح بفضل الله، وغادر المريض المستشفى بعد أن أمضى فترة تنويم قصيرة محاطاً بالرعاية الطبية الحثيثة، ولاحقاً تخلص من كافة الأعراض التي نغصت حياته وقيدت حركته اليومية. وتابع د. جليل قائلاً: إنه نظراً لندرة الحالة والتعقيدات التي اتسمت بها، اعتبرتها المجلة المفتوحة لجراحة العظام، إضافة مهمة ومفيدة في كيفية إعادة بناء الرباط الصليبي الأمامي بالمنظار للأشخاص المصابين ب«القزامة»، ونشرت تقريراً مفصلاً عن الحالة في التاسع من سبتمبر الماضي، علماً بأن «جراحة العظام» مجلة عالمية تعنى بالتبادل الأكاديمي في تخصص جراحة العظام حول العالم.