اقترح رئيس البرلمان الروسي فياتشيسلاف فولودين السبت حظر إجراءات المحكمة الجنائية الدولية في البلاد، بعد أن أصدرت المحكمة مذكرة اعتقال بحق الرئيس الروسي فلاديمير بوتين متهمة إياه بارتكاب جرائم حرب. وقال فولودين، حليف بوتين، إنه يتعين تعديل الدستور الروسي لحظر أي نشاط للمحكمة الجنائية الدولية في الدولة ومعاقبة أي شخص يقدم "المساعدة والدعم" للمحكمة الجنائية الدولية. وقال فولودين عبر تطبيق تيليغرام "من الضروري إجراء تعديلات للقوانين تحظر أي نشاط للمحكمة الجنائية الدولية على أراضي بلدنا". وأضاف أن الولاياتالمتحدة سنت قوانين تمنع محاكمة مواطنيها أمام المحكمة التي تتخذ من لاهاي مقرا وأنه يتعين على روسيا فعل المثل. وقال إن أي مساعدة أو دعم للمحكمة الجنائية الدولية داخل روسيا ينبغي أن يعاقب عليها القانون. وأصدرت المحكمة مذكرة الاعتقال بحق بوتين في وقت سابق من هذا الشهر بتهمة ارتكاب جريمة حرب بسبب ترحيل مئات الأطفال من أوكرانيا بلا سند قانوني، وقالت إن هناك أسبابا معقولة للاعتقاد بأن بوتين يتحمل المسؤولية الجنائية بشكل فردي. وحذر مسؤولون روس من أن أي محاولة لاعتقال بوتين الذي يرأس البلاد منذ اليوم الأخير من عام 1999، ستكون إعلانا للحرب على أكبر قوة نووية في العالم. وهناك قوى كبرى مثل روسياوالولاياتالمتحدةوالصين ليست أعضاء في المحكمة الجنائية الدولية التي يضم نظامها (نظام روما الأساسي) 123 دولة من بينها بريطانيا وفرنسا وألمانيا وبعض الجمهوريات السوفيتية السابقة مثل طاجيكستان. ومع أن أوكرانيا ليست عضوا كذلك في المحكمة الجنائية الدولية، فإن كييف منحت المحكمة الولاية القضائية لإجراء محاكمات بشأن جرائم مرتكبة على أراضيها. من ناحية أخرى، أعلن الرئيس الأميركي جو بايدن الجمعة في أوتاوا أنّ الصين "لم تُرسل" أسلحة إلى روسيا منذ أن بدأت قوّات الرئيس فلاديمير بوتين غزو أوكرانيا قبل عام ونيّف. وخلال مؤتمر صحافي مشترك مع رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو، قال بايدن "على مدى الأشهر الثلاثة الماضية وأنا أسمع أنّ الصين ستزوّد روسيا أسلحة مهمّة، لم يفعلوا ذلك بعد. هذا لا يعني أنّهم لن يفعلوا ذلك، لكنهم لم يفعلوه بعد". وأضاف "أنا لا أستخفّ بالصين. أنا لا أستخفّ بروسيا"، معتبرًا أنّ التقارير عن التقارب بينهما ربما كانت "مبالغًا فيها". خلال زيارة أجراها الرئيس الصيني شي جينبينغ إلى موسكو هذا الأسبوع، أشادت روسيا وبكين ب"الطبيعة الخاصّة" لعلاقاتهما، لكنّ الزعيم الصيني لم يعد بتوفير أسلحة للقوّات الروسيّة. وفي سياق آخر، أشارت تقديرات الاستخبارات البريطانية إلى أن الهجوم الروسي على مدينة باخموت شرقي أوكرانيا تعثر إلى حد كبير. وأعلنت وزارة الدفاع البريطانية السبت أن هذا التعثر "ربما جاء بالدرجة الأولى نتيجة للخسائر الكبيرة للقوات الروسية"، وأضافت أن "من المرجح أن يكون موقف الروس تفاقم بسبب التوترات بين وزارة الدفاع ومجموعة فاغنر حيث تنشر كلتاهما وحدات في هذا القطاع من الجبهة". كما أكدت لندن أن أوكرانيا أيضا تكبدت خسائر فادحة خلال القتال الذي استمر على مدار شهور في باخموت. ورأت الاستخبارات البريطانية أن روسيا ركزت حاليا أكثر على مدينة افديفكا الواقعة جنوبا وعلى قطاع الجبهة القريب من كريمينا وسفاتوفا إلى الشمال من باخموت، وقالت لندن إن الروس يسعون إلى تثبيت الجبهة الأمامية هناك، ورأت الاستخبارات البريطانية أن هذا يشير إلى أن القوات الروسية ستعيد تموضعها مرة أخرى بشكل دفاعي أكثر وذلك بعد أن فشلت محاولات شن هجوم كبير في تحقيق "نتائج حاسمة" منذ يناير الماضي. ومنذ بداية الحرب، اعتادت وزارة الدفاع البريطانية نشر معلومات استخباراتية يوميا عن مسار الحرب في أوكرانيا، وذلك في مسعى من الحكومة البريطانية للرد على الروايات الروسية عن الحرب ولتحفيز الحلفاء، وفي المقابل، تتهم موسكو الحكومة البريطانية بشن حملة تضليل عن الحرب.