وقعت الحكومة السودانية واليمنية، مذكرة تفاهم نصت على تشكيل لجنة للتشاور السياسي بين وزارتي الخارجية في البلدين. وأجرى وزير الخارجية السوداني علي الصادق مُباحثات مشتركة مع نظيره اليمني أحمد عوض بن مبارك الذي وصل السودان في زيارة رسمية على رأس وفد رفيع المستوى، ناقشت العلاقات الثنائية وسبل ترقيتها، واستعرضا القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك. وفي ديسمبر الماضي وقع وزيرا دفاع البلدين، على اتفاقيات تعاون عسكري، بشأن عمليات السلام ومكافحة الإرهاب. وقال بيان أصدرته وزارة الخارجية السودانية إن "المباحثات بين الوزيرين اختتمت بالتوقيع على مذكرة تفاهم لتكوين لجنة التشاور السياسي". ورحب الوزير على الصادق بنظيره اليمني في أول زيارة رسمية للخرطوم، تجئ في إطار التشاور المستمر بين قيادة البلدين.وقال إن الزيارة سيكون لها مردود إيجابي في دفع علاقات التعاون بين البلدين، مؤكدا على متانة وأزلية الروابط الثنائية وتميزها وخصوصيتها، وحرص السودان على المحافظة عليها وتطويرها مستقبلا.وأكد الوزير دعم السودان للجهود الجارية للوصول للحل السياسي الشامل للازمة اليمنية، وفّق المرجعيات الثلاثة ومعالجة الوضع الإنساني. وشدد على دعم السودان لليمن في جميع المحافل الدولية، ومساندة جهوده لاستعادة الشرعية. ودعا المسؤول السوداني المجتمع الدولي لتكثيف الضغط على ميليشيات الحوثي لوقف العدوان والتصعيد العسكري ووضع حد للجرائم التي ترتكبها في عموم اليمن. ونوّه للأهمية التي يوليها السودان لمجلس الدول العربية والأفريقية المشاطئة للبحر الأحمر وخليج عدن، وأهمية العمل المشترك من أجل ضمان أمن البحر الأحمر ومجابهة التحديات المشتركة. وفي مايو من العام الماضي صادقت الحكومة السودانية على الانضمام لميثاق تأسيس مجلس الدول العربية والأفريقية المشاطئة للبحر الأحمر وخليج عدن وهو اتفاق من شأنه الحد من موافقة الخرطوم على إقامة قاعدة عسكرية روسية في ساحل البحر الأحمر شرق السودان. ويعد البحر الأحمر وخليج عدن، من أهم الممرات المائية في العالم، ما يعني أهمية حمايتهما من أعمال القرصنة والتهريب والاتجار بالبشر فضلاً عن تلوث البيئة في ظل وجود فرص تتمثل في الاستثمار والتجارة بين دول هذه المنطقة. من جهته أشاد وزير الخارجية اليمني أحمد عوض بن مبارك بدعم السودان للشعب اليمني، وثمّن دور السودان الهام في مساندة حكومة بلاده ووقوفه إلى جانبها. وأعرب عن شكره للسودان لاستقباله عدد كبير من أبناء الجالية اليمنية، فضلاً عن التسهيلات التي يقدمها لهم في ظل الأوضاع التي تشهدها اليمن جراء الانقلاب الحوثي وتداعياته الكارثية على الشعب، وكشف أن الأيام القادمة ستشهد إطلاق سراح عدد من السودانيين الأسرى لدى حركة الحوثي. واطلع رئيس مجلس السيادة الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان على نتائج المباحثات والجهود السياسية المشتركة وبنود مذكرة التفاهم التي وقعت بين وزارتي الخارجية السودانية ووزارة الخارجية اليمنية. وأشاد لدى استقباله وزير الخارجية وشؤون المغتربين اليمني الدكتور أحمد عوض بن مبارك بحضور وزير الخارجية المكلف السفير علي الصادق بالمستوى المتطور للعلاقات الثنائية وعمقها وازليتها، مؤمنا على ضرورة العمل على ترقيتها والدفع بها لآفاق أرحب. وأكد البرهان حرص السودان على َمساندة اليمن لتعزيز الاستقرار والسلام وعودة الشرعية. ونقل وزير الخارجية اليمني، تحايا رئيس مجلس القيادة الرئاسي رشاد محمد العليمي وأعضاء مجلس القيادة، مؤكداً دعم اليمن للجهود المبذولة لتحقيق التوافق الوطني بما يُفضي لتشكيل حكومة انتقالية ترضي تطلعات الشعب السوداني. وأوضح وزير الخارجية اليمني أنه اطلع رئيس مجلس السيادة السوداني على مخرجات زيارته للخرطوم التي أفضت إلى توقيع مذكرة تفاهم للتشاور السياسي من أجل تعزيز وتطوير العلاقات بين شعبي البلدين الشقيقين.