يوم تاريخي بكل ما يكتنزه من معانٍ ودلائل ورسائل، فالثاني والعشرين من شهر فبراير هذا العام أتى محملاً بثراء 305 أعوام من الإرث الكبير والمنجزات الريادية، في مسار مرحلة نهضوية جديدة للمملكة نحو رؤية التفوق، وما يرسله يوم تأسيسنا من بهجة واعتزاز وفخر في كل قلب وكل منزل، بما ثبّته من عمق الهوية والتكاتف والوحدة، يزيد بالتفاؤل والعزيمة والإرادة ثقتنا بالسير قدماً لوطن يتصف بالقوة والفاعلية على جميع المستويات وفي كل المجالات. هذا اليوم العظيم الذي يحضر فيه الإمام محمد بن سعود، المؤسس ومن خلفه في ضمائرنا أجمع، هو بحق وحقيقة يوم قهر التحديات الذي نستلهمه من قيمهم وصدقهم وإخلاصهم وتضحياتهم، وهو يوم تحقيق الأحلام الذي استطاع فيه وطننا بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، ومتابعة سمو ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، أن يرسخ لنفسه مكانة عالمية تنافسية، ويثبّت أعمدة مرحلة ما بعد النفط هي الأقوى والأكثر تنوعاً، وأن تكون بحكومتها الإلكترونية مرجعاً لحكومات العالم، وأن يقدم منجزات حضارية يتفوق من خلالها في الأرض وعلى الفضاء، وكل ذلك بالإنسان ومن أجله الذي وضعه في أولوياتها، بالأعمال الحقيقية وليس بالشعارات الرنانة، لتسلحه بالقدرات الهائلة التي تمنحه بناء وطن المراتب الأولى عربياً وإقليمياً وعالمياً. بهذا الإرث الاستثنائي، وبالروح التأسيسية التي تميزنا، يفتح وطننا الاستمرار من خلال رؤية 2030 والتي عقدت فيها قيادتنا العزم على إحداث بصمات حضارية كبيرة في رحلة التاريخ الإنساني، من خلال بوصلة ومرجعية وطنية واضحة تمثلها محاور الرؤية وخريطة طريق عبر "مشروعات الرؤية" تحدد الاستحقاقات الوطنية التنموية، وهو منعطف تاريخي يمضي وطننا نحوه بكل ثقة وإرادة أكبر كدولة، أصبحت اليوم بشهادة المتابعين، بانية للتغيير وصانعة له عالمياً.