أثناء متابعتي لقاء صاحب السمو الأمير فيصل بن عياف في برنامج الصورة الأسبوع الماضي واستعراض سموه لجميع المنجزات وكذلك الرؤى والاستراتيجيات التي وضعت للأمانة ولمدينة الرياض تمنيت أن يتطرق للتخصص الرئيس الذي يعتبر هو القلب النابض لأعمال الأمانة والتي تنعكس على جميع ما ذكر بالحلقة عن المدينة وهو تخصص التخطيط العمراني الذي يتسلح به أغلب القيادات بالأمانة كتخصص رئيس بالإضافة إلى المهارات المميزة التي لديهم والتي تحققت من خلالها مجمل الإنجازات كما ذكر سموه في الحلقة. ولكن تمنيت أن يعلن سموه عن جائزة للمخطط العمراني المميز على مستوى الأمانة والبلديات والهيئات التطويرية تشجيعاً لهم ومعرفة المميز منهم حقيقة في أثناء اللقاء سرحت بخيالي عندما استذكرت العديد من الجوائز التي تقام على كافة التخصصات سواء الطبية أو الثقافية أو حتى الرياضية في المملكة وخارجها الذي أثلجت نتائجها صدورنا وأعطتنا مثالاً حياً على مثابرة وطموح الشباب السعودي واجتهادهم في نيل سبق الفوز والصدارة في المسابقات العلمية وإصرارهم على التحدي والتنافس الشريف بأخلاق عالية وهمم قاهرة انتفت معها صفة اللامبالاة والاتكالية التي روج عنها بغير حق أو صدق عن شبابنا أينما حلوا أو عملوا. تمنيت وقتها لو أن هناك جائزة في مجال الابتكار والتخطيط العمراني يتبناها سموه الكريم تتاح فيه الفرصة للمهندسين والمبتكرين من الشباب ليعملوا على إعداد تصاميم وحلول مبتكرة لمشكلات التخطيط العمراني التي نعاني منها في مجتمعنا وهي كثيرة ولا تخفى على أحد وليس ابتكار تصاميم لا تمت للواقع والبيئة بصلة، المقصود هنا معالجة مشكلات تخطيطية موجودة بحلول مبتكرة للأعمال ومنشآت كثيرة نتعايش معها مثل الشوارع والأنفاق والجسور، المباني والمرافق الخدمية والمنشآت الصحية والتعليمية، المدن الجديدة، والمدن الصناعية والتجارية. وأن يقسم فيه المشاركون إلى مجموعات وكل مجموعة تناط بها مهام محددة من واقع المشكلات الموجودة على أرض الواقع وفقا لكل المعطيات المتوفرة عنها بإيجابياتها وسلبياتها والظروف المحيطة بها والفرص المتاحة فيها والتحديات التي تمر بها ومن ثم يطلب منهم معالجتها بحلول ابتكارية مناسبة تعمل على تطويرها ومعالجة الخلل الذي تعاني منه أو ابتكار مخطط جديد يتواءم واحتياجات المنطقة السكانية والبيئة الجغرافية والظروف المناخية يسجلون به سبق الصدارة في عالم التخطيط والابتكار العمراني. أعتقد أن مثل هذا الأمر ليس بصعب المنال على شبابنا المخططين العمرانيين إذا توفرت لهم الظروف المناسبة والرعاية الجادة والمتابعة الحثيثة الواعية وأتيحت لهم فرص الممارسة في بيئة محفزة بإشراف مختصين وخبراء في هذا المجال، أتوقع بأن النتائج ستكون مبهرة وفي نفس الوقت ستتوفر لدينا كوادر وطنية قادرة على تحويل الرؤى المستقبلية إلى واقع ملموس تتفاخر به أجيالنا المقبلة ولاسيما رؤية 2030 التنموية. كما تساهم وتشجع مثل هذه الجائزة في إيجاد مناهج علمية متطورة لإعداد مهندس التخطيط الواعي في مختلف تخصصات التخطيط العمراني بجميع مجالاته الدقيقة كمصدر أساسي لاستقطابهم وتحويل طاقاتهم الشبابية من سلبية إلى إيجابية فاعلة. فمن الجهة التي تكون لديها القدرة للقيام على هذه الجائزة لتنعكس على مدننا السعودية وعلى جودة الحياة بها سوى الأمانة ممثلة بسمو أمينها.. ودمتم بود.