ليلة حزينة عاشها الشبابيون بعد خروج «الليث» من دوري أبطال آسيا على يد الدحيل القطري في الدور ربع النهائي، كون حلم «الآسيوية» تبخّر، وخسر الفريق بطولته الثانية هذا الموسم بعد خروجه من كأس الملك أمام الاتحاد، ولم يتبق له سوى دوري روشن للمحترفين. ولم يكن الدحيل ذلك الخصم القوي، فالشباب كان بإمكانه أن يتجاوزه وأن يحسم المواجهة من الشوط الأول، لكن لاعبه كارلوس جونيور أهدر هدفين محققين، وهنا الفرق بين الشباب وصاحب الأرض الدحيل الذي تهيأت لمهاجمه الونغا ثلاث فرص سجل منها هدفين، وهذا مؤشر على أن «الليث» يفتقد للمهاجم الهداف الذي يحسم المباريات باستغلال أنصاف الفرص، وهي المشكلة التي سبق وأن تحدثت عنها في هذه الزاوية أكثر من مرة. ولا يمكن تجاهل ظهور عدد من اللاعبين بمستويات متواضعة، بالإضافة إلى غياب الشغف والروح القتالية لعدد منهم داخل الملعب، وكأن المباراة دورية قابلة للتعويض، وليست في ربع نهائي القارة، ومن دون شك انعكس كل هذا على الشكل الفني للفريق الذي شاهدنا كيف تلقى هدفين بأخطاء فردية سببها غياب التركيز! ومع كل هذه المشكلات، كان بإمكان الشباب أن يحسم المواجهة لمصلحته لو وجد حكمًا عادلًا، لأن الحكم العراقي مهند قاسم ظلمه كثيرًا بعدم احتساب ركلتي جزاء واضحتين في أول ربع ساعة من الشوط الثاني رغم وجود تقنية var، وتهاون العراقي كثيرًا مع خشونة عدد من لاعبي الدحيل، أبرزهم لويز الذي كان يستحق الطرد أكثر من مرة، وتفرغ لضرب بانيغا حتى تسبب في إصابته التي سيغيب بسببها أسبوعين، وما حدث للشباب من مهزلة تحكيمية أمر ليس بالجديد على الحكام الآسيويين الذين عانت منهم منتخباتنا وأنديتنا، لكن الجديد هذه المرة أن أخطاءهم «على عينك يا تاجر» بحكم وجود تقنية الفيديو! دوري أبطال آسيا صفحة يجب أن يغلقها الشبابيون سريعًا، في ظل منافسة الفريق على لقب الدوري، صحيح أن المهمة صعبة في ظل وجود فرق قوية كالنصر والاتحاد والهلال، ومعاناة الشباب من بعض المشكلات الفنية المؤثرة، لكن الفرصة متاحة له للاستمرار في المنافسة، لا سيما وأن الفارق بينه وبين المتصدر ثلاث نقاط فقط، مع تبقي مواجهات مباشرة له مع المنافسين بالإضافة إلى مواجهاتهم المباشرة مع بعضهم، وهذا يعني بأن كل المتنافسين مرشحون لخسارة نقاط أكثر في الجولات المقبلة، وأن الحظوظ ما زالت متساوية بينهم. مباراة العدالة المقبلة منعطف مهم في مسيرة الشباب هذا الموسم، أُقدّر غضب جماهيره بعد الخروج الآسيوي، والإحباط الذي خلفته الخسارة، لكن يجب أن يتجاوزوا كل ذلك، ويلتفوا حول الفريق ويدعموه حتى آخر لحظة، خصوصًا وأنه بحاجة لهم أكثر من أي وقت سابق، وهنا يظهر معدن المشجع الشبابي، إذ يجب أن يقوم بواجبه ويحضر في المدرجات ويؤازر، ويتصدى لكل من يحرض على مقاطعة الفريق لأي سبب كان، لأن مثل هذه الحملات الخاسر الأكبر فيها الشباب الذي عانى أصلًا من مقاطعة الشبابيين للمدرجات في الفترة الماضية، حتى أن ذلك تسبب في هضم حقوقه، ورسخ في الأذهان مقولة أنه نادٍ غير جماهيري!