حملت الجولات الأربع الأولى من دوري روشن السعودي للمحترفين مؤشرات على أن الشباب هذا الموسم سيكون مختلفًا، وبدايته لا تقارن بأي موسم سابق، إذا ما استثنينا موسم 2012 الذي حقق خلاله اللقب على حساب الأهلي. فالمكاسب التي تحققت عديدة، وأعطت انطباعًا بأن "الليث" سيكون أحد أبرز المنافسين، قياسًا على القوة التي أظهرها، والهيبة التي صنعها، والأدوات التي يمتلكها، وبلا شك يحسب ذلك للرئيس خالد البلطان الذي صنع فريقا مليئا بالنجوم الأجانب والمحليين، حتى باتت دكة البدلاء الشبابية تضم أربعة لاعبين سعوديين دوليين! وخلال أول أربع مباريات، جمع الشباب بين القوة الهجومية والصلابة الدفاعية، فهو أفضل هجوم ب 12 هدفًا، وأقوى دفاع كذلك دون أن تستقبل شباكه أي هدف، واللافت أن أهدافه المسجلة فيها تنوع تهديفي، وحلول متعددة، وهذا يعني بأن خصومه لا يعرفون مصدر الخطر الذي سيواجهونه. جميع هذا الأرقام والمكتسبات تحققت وسط ظروف غير مثالية، وهنا أتحدث عن ثلاثة عوامل مهمة، أبرزها غياب اللاعب الأفضل في ملاعبنا بانيغا بسبب الإيقاف، ودخول عدد كبير من اللاعبين على التشكيلة الشبابية مما يعني حاجة الفريق لانسجام أكبر، كذلك تأخر إشراف المدرب الإسباني على الفريق، وعلى الرغم من ذلك تمكن "شيخ الأندية" من حصد العلامة كاملة والتربع على الصدارة. هذا يعني بأن الشباب قادر على الاستمرار في نتائجه الإيجابية، وتعزيز قوته والظهور بمستويات فنية أكبر بعد عودة بانيغا وتعرف المدرب على اللاعبين بشكل أكبر وانسجامهم، وتعد فترة التوقف الحالية فرصة مناسبة لفعل ذلك وحصد ثماره في الجولات الأربع المقبلة قبل التوقف الطويل استعدادًا للمونديال. مشوار الدوري ما زال طويلا، والمنافسون يعملون مثل الشباب، وربما يصرفون ماديًا ضعف ما صرفه الليث، لذلك إن أراد الشبابيون المنافسة بقوة على اللقب فهم مطالبون بالتركيز بشكل أكبر ومواصلة العمل، وتصحيح الأخطاء التي أخفتها الانتصارات الشبابية عن بعض المهتمين بالفريق. المشجع الشبابي يجب أن يُقدّر عمل خالد البلطان وفريق عمله، في الجوانب الإدارية والفنية والاستثمارية، من خلال مساندة الفريق واللاعبين والتواجد بالمدرجات في المواجهات التي تقام داخل وخارج الرياض، كما حدث في لقاءات عدة هذا الموسم، لفت من خلالها المدرج الشبابي الأنظار له، وردّ على كل المشككين في جماهيريته.