تولد الأيام متشابهة، وتميزها التجربة، لم يحدث يومًا أن بدأ سطوع الشمس ليلاً.. تبزغ كل صبح لتثبت التكرار البعيد. ما يجدد التعاقب هو التجريب، ويربك دحرجة الأوقات المطمئنة. نعيش معظم الأيام بنسخ سابقتها، نعيد نفس الأشياء بشغف أقل وعمر أقدم، ونحصل بالتأكيد على نتائج مكرَّرة، أكثرها بالية، نميل غالبًا للأمان بالسكون، أو ما نظنه أمانًا، جميع الطرق القديمة آمنة حتى نمتحن المسارات الجديدة، لنؤكد الفرضية أو تموت للأبد. العمر العميق يقاس بعدد مرات التجريب. كل مرة جديدة هي حياة مستقلة، بالفكرة والمحاولة والطريقة والمخاوف والتحديات والنتيجة، والتمهيد الطارئ للمرة التالية، والأمان الجديد، ورشاقة الخبرة في مواجهة الأيام المقبلة. تمنحنا التجارب المرونة، واستيعاب القفز الدائم، المرات الأولى أكثر بطئًا مما يليها، حتى تصل للسرعة التي تلغي الفواصل، تصبح المدد الزمنية أقصر، وتتداخل المراحل حتى الاندماج، وتدريجيًا تتنقل معًا ككتلة واحدة، بكل ما تحويه من تناغم وخفة. التجريب المستورد غالبًا ما يكون مزيفًا. أي محاولة لا تعكس أفكارنا، وطريقتنا في رؤية الأشياء؛ ترمي لمحصلة مشوهة.. لا تشبه أساسها ولا طرائقنا الأصيلة، أو المتجددة. علينا -دائًما- التأكد من دوافعنا، واستيعاب رغباتها، بما يفضي بنا إلى نتائج أكثر وهجًا وجنونًا. في وقت متأخر، سنتنبه بأن محدودية التجارب أعاقت الرحلة كثيرًا، وهنا تكمن المشكلة، ليس بالتعطل وحسب.. وإنما بالانتباه. والسلام..