ضخت العديد من الشركات التكنولوجية العالمية الكبرى استثمارات بمليارات الدولارات في تطبيقات الذكاء الاصطناعي لتطوير مسارات جديدة لأنشطتها والحفاظ على صدارتها وتعزيز نفوذها في الفضاء الرقمي العالمي. وسعت شركات تقنية أميركية كبرى وهي "غوغل" "مايكروسوفت" "ميتا": "أبل" "أوراكل" مؤخراً إلى تعزيز حضورها في مجال الذكاء الاصطناعي، الذي تجلى في صور مختلفة؛ منها: تطوير تطبيقات وروبوتات الدردشة وشرائح وأجهزة الكمبيوتر المتطورة. وأظهر تحليل أجراه مركز "إنترريجونال للتحليلات الاستراتيجية"، ومقره أبوظبي أن كبريات الشركات التكنولوجية تتخوف من "معضلة الابتكار" التي تتجلى بوضوح في حالة شركة "غوغل"، والتي قد يهدد تطبيق "تشات جي بي تي" عرشها؛ مشيراً إلى أنه من دون التطوير المستمر لتقنيات الشركات العالمية وتوجيه مزيد من الاهتمام إلى الذكاء الاصطناعي، فقد تتمكن بعض الشركات الناشئة بمفردها أو بتمويل من شركات تكنولوجية أخرى، من تقديم ابتكارات جديدة تهدد عمالقة التكنولوجيا. وأظهر التحليل أن اللافت في هذا التنافس العالمي المحتدم على تقنيات قطاع الذكاء الاصطناعي هو اندماج الشركات التكنولوجية العملاقة مع الشركات الناشئة الجديدة؛ إما بالاستحواذ عليها أو بتمويلها ثم الاستعانة بمنتجاتها؛ الأمر الذي يشير إلى تغيرات عدة قد تُحدِثها تطبيقات الدردشة في مكانة بعض الشركات الأميركية التي لا يخوض بعضُها منافسة في مواجهة بعض فحسب، بل تخوض منافسةً في مواجهة كبرى الشركات الصينية أيضاً. ووفقاً لبيانات شركة "بيتش بوك"، وتحديداً في عام 2021، بلغت قيمة الاستثمارات في شركات تطوير وعمليات الذكاء الاصطناعي 13 مليار دولار، ونتيجة لذلك، تراهن بعض الشركات التكنولوجية لاستعادة أسواق التكنولوجيا الاستهلاكية، لاسيما تلك التي تراجعت فيها، وتراهن أخرى مثل: "مايكروسوفت" على الذكاء الاصطناعي لتحديد مستقبلها من خلال استثمارات تبلغ قيمتها مليارات الدولارات بعد أن تحدَّت "غوغل" من خلال دعمها شركة "أوبن إيه آي". واستعرض تحليل "إنترريجونال" جهود بعض الشركات التكنولوجية الكبرى الأخيرة في مجال الذكاء الاصطناعي وأبرزها: طرح شركة "غوغل" في أكتوبر 2022 إصداراً جديداً من تطبيق (AI Test Kitchen) للدردشة التفاعلية، كما أثار الروبوت المستجيب للمحادثات الفورية "لامادا (LaMDA) ضجة، لا سيما مع تعدد المؤشرات على امتلاكه شكلاً من أشكال الوعي الذاتي يُميزه عن تطبيق "تشات جي بي تي". وذكر تحليل "إنترريجونال" أن الصين تهدف إلى تكثيف استثماراتها الدولية في مجال الذكاء الاصطناعي الذي بات في قلب خطتها التكنولوجية والاقتصادية التي أعلنتها العام 2017، وهو ما يعني أن الشركات التكنولوجية الأميركية لا تتنافس بعضها مع بعض فحسب، بل تُنافِس كبرى الشركات الصينية أيضاً.